مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

32 قتيلا في تمرد لسجناء جهاديين في طاجيكستان

لقطة من تسجيل فيديولمدخل وزارة الداخلية الطاجيكستانية في دوشانبي في 30 تموز/يوليو 2018 afp_tickers

أعلنت سلطات طاجيكستان الاثنين مقتل 32 شخصاً في تمرد لأعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية مساء الأحد في سجن قريب من دوشانبي عاصمة هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى والذي انضمّ نحو ألف من مواطنيه إلى التنظيم في سوريا والعراق.

وقالت وزارة العدل في بيان إن العصيان بدأ عند الساعة 21,30 (16,30 ت غ) من الأحد في هذا السجن الذي يضم 1500 معتقل في مدينة وحدة التي تبعد 17 كلم عن شرق العاصمة.

وتابع البيان أن السجناء طعنوا أولا حتى الموت ثلاثة حراس، ثم “بهدف ترهيب السجناء” طعنوا خمسة منهم. وبعد ذلك احتجزوا معتقلين آخرين رهائن قبل أن يضرموا النار في المنشآت الطبية للسجن و”يهاجموا طاقم المركز ليحاولوا الفرار”.

وأوضح البيان أنه “على أثر عملية رد، قتل 24 من أعضاء هذه المجموعة واعتقل 35 آخرون وتم تحرير الرهائن”، موضحا أن العملية انتهت وعاد الهدوء إلى السجن.

وبين الذين شاركوا في العصيان، حسب السلطات، بهروز غولمورود (20 عاما) نجل قائد سابق للقوات الطاجيكستانية السابقة أصبح من الكوادر المهمة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث قتل في أيلول/سبتمبر 2017.

وحكم على بهروز غولمورود في تموز/يوليو 2017 بالسجن 10 أعوام لمحاولته الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وبين السجناء الذين قتلوا شخصيتان نت حزب النهضة الإسلامي،الحزب الإسلامي المعارض الوحيد الذي كان مصرحا به ثم تم حظره في 2015، وداعية يدعى الشيخ تيمور كان يؤكد أنه “نبي نهاية العالم” وحكم عليه بالسجن 16 عاما حسب إدارة السجن.

– التمرد الثاني في ستة أشهر –

وتجمع اٌقرباء عدد من السجناء حول السجن للحصول على معلومات عن ذويهم، حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

كان تمرد آخر تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 أسفر عن سقوط 26 قتيلا على الأقل في سجن في مدينة خجند الواقعة في شمال شرق طاجيكستان ويبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة.

وقد أطلق التمرد “عضو سابق” في التنظيم الجهادي كان يريد تنظيم هروب جماعي، بحسب السلطات.

وطاجيكستان بلد علماني معظم سكانه من السنة ومن أولوياته مكافحة التطرف الديني. وأوقعت حرب أهلية دامية بين الحكم الشيوعي ومتمردين إسلاميين مئة ألف قتيل بين عامي 1992 و1997.

وتقدر سلطات هذا البلد المجاور لأفغانستان بأكثر من ألف عدد الطاجيكستانيين الذين التحقوا بالجهاديين في العراق وسوريا.

واتخذ الرئيس إمام علي رحمن منذ عام 2015 إجراءات جذرية للتصدي لتأثير المتطرفين، من بينها فرض حلق اللحى وحملة ضدّ ارتداء النساء للحجاب.

ويشكّل صعود التطرف الإسلامي مصدر قلق كبير في دول آسيا الوسطى الخمس، طاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان.

وباستثناء قرغيزستان التي شهدت ثورتين في العقد الأخير، تدير دول آسيا الوسطى حكومات مستبدة تتجاهل حقوق الإنسان.

ودفع غموض المستقبل الاقتصادي والفساد العديد من الشبان إلى الهجرة، خصوصاً من طاجيكستان وقرغيزستان الفقيرتين في موارد طبيعية.

وانضمّ بعض هؤلاء إلى جماعات متطرفة. وبحسب وكالات الأمن الروسية، انضمّ ما بين ألفين إلى 4 آلاف مواطن من آسيا الوسطى إلى الجماعات الجهادية في العراق وسوريا، أي إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وفي عام 2017 خصوصاً، ارتكب جهاديون من أوزبكستان اعتداءات دامية في نيويورك وستوكهولم واعتداء في المترو في مدينة سانت بترسبرغ الروسية، وهجوماً على ملهى ليلي ليلة رأس السنة في اسطنبول.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية