مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أرييل شارون رئيسا للوزراء فى إسرائيل

أرييل شارون أثناء القائه لخطاب انتخابي Keystone

فاز أرييل شارون، زعيم ائتلاف الليكود اليميني، في انتخابات رئاسة الوزراء في إسرائيل، وأكتسح منافسه، إيهود باراك، زعيم حزب العمل، بفارق زاد عن 25 % من إجمالى أصوات الناخبين. حيث صوتّ اكثر من 62.5 % من الناخبين الإسرائيليين لصالح شارون مقابل 37.4 % لصالح غريمه. فمن هو أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الجديد؟

” مايحدث هنا هو حرب بكل ما فى هذه الكلمة من معنى.” هكذا صرح أرييل شارون في تعليقه على الانتفاضة الفلسطينية الثانية. “ولكي نتمكن من التغلب على عدونا علينا بالإطاحة بتوازنه وذلك من خلال إغراقه يوميا بالمشاكل. على العدو ان يدافع عن نفسه لا أن نترك له المجال ليهاجمنا. أنا لا أتحدث عن نظرية، لقد فعلت ذلك بنفسي.” هذه الكلمات تظهر بوضوح عقلية رئيس الوزراء الاسرائيلى الجديد، عقلية المحارب لارجل السلام.

فالرجل الذي يطلق عليه الفلسطينيون أسم السفاح واليسار الإسرائيلي لقب الجرافة، أكتسب شهرته من خلال مواقع المعارك التى خاضها على مدى حياته والتى صقلت إلى حد بعيد رؤيته السياسية القائمة على المواجهة والتصعيد. أولي تجارب أبن المهاجر الروسي العسكرية حدثت بعد انضمامه وهو في الثامنة عشره من عمره إلى جماعة هاجانا الإرهابية قبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، حيث شارك بنشاط في عملياتها الإرهابية.

بعد ذلك تدرج شارون في سلم المناصب العسكرية بسرعة كبيرة وُعرف بميله لتجاوز وربما تجاهل أوامر رؤساءه. في عام 1953 قاد وحدة 101 المشهورة، وهى قوة عسكرية إسرائيلية أنشأت لشن عمليات انتقامية ضد الفدائيين الفلسطينين. وفجرت قوات وحدته هذه اكثر من أربعين منزلا في قرية كيبيه في الضفة الغربية، الخاضعة آنذاك للحكم الأردني، مما أسفر عن مقتل 69 فلسطينيا. برر شارون هذه المجزرة بالقول إنه ظن أن البيوت كانت خالية.

يحب شارون أن يذكر مواطنيه أنه شارك في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل، ونال التقدير تلو الاخر لمقدراته التكتيكيه البارعة، وتعرض فى آلان ذاته إلى إلانتقاد بسبب مخالفته لاوامر روؤسائه. لكن النقطة السوداء التي أعتبرها الكثيرون القاضية لمستقبله المهني كانت عام 1982، بعد غزو لبنان، عندما سمحت القوات الإسرائيلية لأعوانها مليشيات الكتائب اللبنانية بالدخول إلى مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين و ذبح المئات من سكانها. هذه المجزرة كلفت شارون منصبه كوزير داخلية إسرائيل.

رغم ذلك تمكن شارون من العودة من الجديد إلى حلبة السياسة، وساهم بصورة فعالة، من خلال مواقعه في الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، ساهم فى بناء المزيد من المستوطنات اليهودية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة.

ُعرف شارون بمواقفه المتشددة المناهضة لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع الجانب الفلسطيني. وصوت دائما من خلال موقعه كعضو في الكنيست الإسرائيلي ضد تلك الاتفاقيات. لكنه سعى في الآونة الأخيرة لاسيما بعد انتخابه عام 1999 زعيما لحزب ائتلاف الليكود اليمينى إلى تصوير نفسه كرجل سلام معتدل. هو يقول إنه لن يستطيع أن يلغى نتائج السبع سنوات الماضية لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، لكنه مصمم على الوصول إلى “سلام واقعي” معهم وعلى أسس تؤمن مصالح إسرائيل. مضمون هذا “السلام الواقعي” يقوم على خطوط حمراء لايمكن تجاوزها في رأيه، وتنص على عدم التنازل عن أية أراضى جديدة للفلسطينيين، بالإبقاء على المستوطنات اليهودية، برفض التفاوض حول مصير القدس وإعتبارها عاصمة ابدية لاسرائيل، وبرفض حق العودة للاجئين.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية