مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أسرى فلسطينيون داخل السجون وخارجها

متظاهر فلسطيني مقيد بسلاسل رمزية في إطار مشاركته يوم 16 أبريل 2007 في مدينة الخليل في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية Keystone

يحيي الفلسطينيون في السابع عشر من أبريل - نيسان يوم الاسير الفلسطيني تكريما لمن تعتقلهم اسرائيل ولمن اعتقلتهم في الماضي، وهي ذكرى تكاد تؤرخ لحالة الاحتلال التي يعيشها الفلسطينيون منذ اربعة عقود.

وان يكن الاهتمام الذي تلقاه قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية مرتبط حاليا بقضية اطلاق سراح معتقلين مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليت، فان التفاصيل المتعلقة بالمسألة تفتح على ابواب لاييريد كثيرون ولوجها.

ولعل التذكير بأن عدد الفلسطينيين الذين دخلوا المعتقلات الإسرائيلية منذ عام 1967 قد بلغ نحو 750 ألفا، يكفي لإيضاح ما يمكن أن تعنيه وتثيره قضية المعتقلين على الساحة الفلسطينية، إذ أن الترجمة الفورية لهذا الرقم الذي نشرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية، تعني أن كل عائلات الضفة الغربية وقطاع غزة قد ذاقت مرارة اختطاف أحد أبنائها وزجّـه في أحد معتقلات إسرائيل.

وفي حين يتهافت مسؤولون إسرائيليون للتنديد بفكرة إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل جندي واحد، فإن الأرقام تقول أيضا إن إسرائيل اعتقلت منذ أواخر يونيو الماضي، عند اختطاف الجندي شاليت، نحو ألفي فلسطيني، بما في ذلك رئيس المجلس التشريعي ونواب ووزراء سابقون.

وفي ذات الوقت، تسجل التقارير اليومية الواردة من الضفة الغربية مواصلة إسرائيل اعتقال المزيد من الفلسطينيين، حتى ارتفع الرقم مؤخرا إلى نحو 11 ألف معتقل، استنادا إلى “نادي الأسير الفلسطيني”، المؤسسة المحلية التي تُـعنى بشؤون المعتقلين في سجون إسرائيل.

شرائح مختلقة رهن الاعتقال

ولا تشمل أعداد المعتقلين رجالا بالغين فقط، بل إنها تتعدّاها إلى نساء، بينهن أمهات وضعن داخل السجون، وأطفال دون سنة الثامنة عشرة، لاسيما الطفل محمد الخواجا من قرية نعلين قرب رام الله، حيث لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر.

وتحتجز إسرائيل 389 طفلا في سجونها، تقول النائبة خالدة جرار إن ذلك “يمثل مخالفة لاتفاقية حقوق الطفل التي تمنع اعتقال من هم دون سن الثامنة عشرة”، وتضيف “نظرا لأن إسرائيل لا تعترف بهذه الاتفاقية، فقد خوّلت جيشها باعتقال الأطفال من سن 14 و16 ومن هم في سن 16 و18 عاما، يعاملون معاملة الكبار”.

ويقول نادي الأسير، إن ثمة ألف أسير مرضى يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية، 30 منهم في مستشفى سجن الرملة، دون تلقي أبسط أنواع العلاج، لاسيما وأن بينهم من يُـعاني من أمراض مزمنة، كالقلب والسرطان وغيرها.

وتؤكّـد النائبة جرار أن الأسرى “يتعرّضون لأنواع تعذيب جسدي ونفسي تُـشرِّعه القوانين الإسرائيلية، رغم منعه وِفقا لاتفاقية مناهضة التعذيب الدولية، إضافة إلى سياسة العزل التي تُـمارس كعقوبة أمنية وعقوبة تأديبية”.

وتضيف جرار، التي كانت تتحدث في مؤتمر عُـقد في رام الله بمناسبة يوم الأسير، “كذلك، ما يتعرض له المعتقلون خلال نقلهم من سجن إلى آخر من كافة أشكال الاعتداء ونقلهم بوسائل مشتركة مع أسرى جنائيين ووضعهم في أماكن تفتقد باعتراف الإسرائيليين أنفسهم لأبسط الشروط الإنسانية”.

وقد لقي 187 معتقلا حتفهم داخل السجون الإسرائيلية منذ عام 1967، في حين تواصل إسرائيل إنتاج سياسة الاعتقال الإداري، السجن دون محاكمة أو تهمة، حيث يُـجدَّد الاعتقال تِـلقائيا كل ثلاثة أو ستة أشهر، ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين حاليا 850 معتقلا.

معاناة شاملة

ويبدو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي بمختلف العقوبات التي تفرضها على المعتقلين، بل أنها وسَّـعت دائرة إجراءاتها المباشرة لتشمل عائلات الأسرى وممتلكاتهم.

ويقول نادي الأسير، إن مثل هذه السياسة يمكن ملاحظتها بشكل دقيق في عمليات هدم المنازل، حيث بلغ عدد منازل المعتقلين وعائلاتهم التي هدمها الجيش الإسرائيلي نحو 200 منزلا.

وشملت العقوبات في كثير من الأحيان اعتقال أقارب، للضغط على المعتقلين، إضافة إلى إبعاد 17 معتقلا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

وتُـصر إسرائيل على رفض إطلاق سراح الأسرى المتّـهمين بقتل إسرائيليين، ويبلغ عدد الأسرى القدامى (أولئك الذين اعتقلتهم إسرائيل قبل اتفاقيات أوسلو عام 1993)، 371 سجينا، بينهم من قضى أكثر من 27 عاما في سجون إسرائيل.

ويقول قدورة فارس، رئيس نادي الأسير والنائب في المجلس التشريعي والأسير السابق لدى إسرائيل، “لقد سجلت إسرائيل أرقاما قياسية عديدة في خرق الاتفاقيات الدولية وحوّلت المعتقلين إلى أدوات يستعملها الاحتلال لممارسة حقده وكراهيته وعنصريته”.

هشام عبدالله – رام الله

يبلغ عدد الأسرى الذين لا زالوا رهن الأسر في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من 8800 -9000 أسير ومعتقل تقريباً، موزعين على أكثر من 28 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف.

إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967 وحتى اليوم ما يزيد على (650 ألف مواطن)، أي ما يقارب 20% من إجمالي عدد المواطنين. ومنذ انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر عام 2000، اعتقل ما يقارب من 40 ألف مواطن فلسطيني، من بينهم ثلاثة ألاف طفل وأكثر من مائتي فتاة وامرأة.

هناك ما مجموعه 369 أسيراً معتقلين منذ ما قبل قيام السلطة الوطنية في مايو 1994 ، يشكلون ما نسبته 4.2% من إجمالي عدد الأسرى، ويوجد(209 أسير)، اعتقلوا بعد اتفاق أوسلو وقبل انتفاضة الأقصى، ولا زالوا في الأسر، يشكلون ما نسبته 2.4% من إجمالي عدد الأسرى.

وعدد الأسرى منذ ما قبل انتفاضة الأقصى ولا زالوا في الأسر، بلغ 578 أسيراً، يشكلون ما نسبته 6.7% من إجمالي عدد الأسرى، منهم 296 أسيراً من محافظات الضفة الغربية و170 أسيراً من محافظات قطاع غزة و112 أسيراً من أبناء القدس ومواطنو أراضي الـ 1948 ومناطق أخرى.

إن (6477 أسيراً) من مجموع الكلي هم عزاب، يشكلون ما نسبته 73.6% و(2323 أسيراً) متزوجون ويشكلون ما نسبته 26.4% وأكثر 400 أسيرة اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى، منهن (114 أسيرة) لا يزلن رهن الاعتقال، يشكلن ما نسبته 1.3% من إجمالي عدد الأسرى، منهن (111 أسيرة) من محافظات الضفة الغربية والقدس و(3 أسيرات) من محافظات قطاع غزة، مشيراً إلى أن (3 أسيرات) لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً وأن (66 أسيرة) من بين الأسيرات البالغ عددهن (114 أسيرة) محكومة، يشكلن ما نسبته 57.9% و(42 أسيرة) موقوفة، يشكلن ما نسبته 36.8% و(6 أسيرات) معتقلات إدارياً بدون أية تهمة.

وهناك أكثر من 50 معتقلا من قدامى المعتقلين أمضوا أكثر من 20 عاما بينهم شيخ الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة، حيث قضي 29 عاما وعميد الأسرى العرب سمير القنطار، والذي قضى 26 عاما، إضافة إلى كريم يونس شيخ أسرى أراضي 1948، وسليم الكيالي، وهو أقدم أسير من غزة له 23 عاماً. كما يوجد عدد من القيادات السياسية، على رأسهم النائب مروان البرغوثي وحسام خضر واحمد سعدات وعبد الرحيم ملوح وحسن يوسف وركاد سالم.

يتوزع المعتقلون على 27 سجناً: نفحة ورامون وعسقلان وجلبوع وشطة وبئر السبع (ايشل العزل وايشل السجن وهوليكدار) والرملة وتلموند وداريم ولجلمة ولمسكوبية وحواره وبيت أيل وعتليت وكفاريونا. والمعتقلات وهى: (مجدو والنقب وعوفر) والسجن السري وغيرها من أماكن الاعتقال.

(المصدر: منشورات جمعية “نادي الأسير” الفلسطينية)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية