مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أصداء سويسرية لنتائج الانتخابات الاسرائيلية

زعيم حزب كاديما إيهود أولمرت إثر إلقاءه خطاب الفوز بالانتخابات التشريعية الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم 29 مارس في نيفي إيلان بضواحي القدس Keystone

رحب اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا بانتصار حزب "كاديما" بزعامة إيهود أولمرت في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي جرت يوم 28 مارس الجاري.

وقد اتصلت سويس انفو برئيس الاتحاد ألفريد دونات ومراقبيـْن لشؤون الشرق الأوسط في سويسرا للإطلاع على موقفهم من فوز كاديما وتصورهم لمستقبل سياسات إسرائيل إزاء الفلسطينيين.

“تـُظهر نتائج الانتخابات أن الشعب الإسرائيلي يريد المضي قـُدما نحو الأمن والسلام بما يتوافق مع الخطوط التي رسمها أرييل شارون (رئيس الوزراء السابق)”.

هكذا علق السيد ألفريد دونات، رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا، على فوز حزب كاديما بالانتخابات التشريعية الإسرائيلية في تصريحاته لسويس انفو.

وأضاف: “لا أستطيع التحدث باسم كافة يهود سويسرا لأنهم لا يفكرون بنفس الطريقة في أوضاع دولة إسرائيل، لكن جميعهم يريد أن تجد الدولةُ طريقا للوصول إلى السلام… ونتيجة هذه الانتخابات ستسمح بذلك”.

ويشاطر هذا الرأي السيد إيريك غيزلين، الخبير السويسري في شؤون الشرق الأوسط، إذ قال في حديثه مع سويس انفو: “معظم الإسرائيليين سئم من الوضع ويرغب في التوصل إلى حل واضح”.

أما بييريت إسلين، من المجموعة السويسرية الفلسطينية “التجمع من أجل إغاثة فلسطين”، فتعتقد أن حزب كاديما بزعامة إيهود أولمرت لا يريد سوى مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية – رغم ظهوره في “صورة ليبرالية”.

وقالت في تصريحاتها لسويس انفو: “رغم التراجع الذي سجله حزب الليكود (اليميني)، فإن الأمر المثير للقلق بدرجة أكبر هو انتخاب حزب الشاس (الذي حصل على 13 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي)، وهو حزب من أقصى اليمين خطير للغاية وله رغبة واضحة وصريحة في القضاء على الفلسطينيين. فمدى تأثير الشاس (على القرارات السياسية الإٍسرائيلية) أمر مثير للقلق”، حسب رأيها.

“قدر من التفاؤل”

ورغم فوز كاديما بـ28 مقعدا، أكد أولمرت أنه قد يتصارع من أجل الحفاظ على الدعم لمخططه الرامي إلى فرض الحدود النهائية مع الفلسطينيين بحلول عام 2010 عبر تفكيك عدة مستوطنات في الضفة الغربية.

وفي هذا السياق، قال الخبير غيزلينغ: “إن مهمة كاديما (من وسط الخارطة السياسية) ليست واضحة. قد يكمن الحل في تشكيل تحالف مع حزب العمل (من وسط اليسار) ثم مع أحزاب أصغر على الجناح التقدمي أو الليبرالي، ربما مع ميرتس”.

“الحل الآخر بطبيعة الحال قد يتمثل في تشكيل تحالف مع الليكود والأحزاب ذات التوجهات اليمينية، لكنني لا اعتقد أنه (أي أولمرت) سيفعل ذلك”.

وقد أعلن أولمرت يوم الأربعاء 29 مارس أنه سيسعى إلى إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين لكنه قد يتصرف بمفرده إذا ما اقتضت الضرورة ذلك لرسم الحدود النهائية.

ويتسم موقف رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا من هذه المسألة بالبراغماتية، إذ يعتقد “أنه ربما يكون من الأفضل التفاوض بدل القيام بتحرك أحادي الجانب، كما حدث في غزة. لكن لا يوجد لحد الآن طرف يمكن الحديث إليه”، على حد تعبيره.

واستطرد قائلا في حديثه لسويس انفو: “إن أولمرت يريد أن يتناقش مع شخص من جانب حماس، لكن يجب أولا أن يتخلوا عن هدفهم الرامي إلى تدمير إسرائيل ورمي اليهود في البحر”.

من جهته، صرح الخبير السويسري في شؤون الشرق الأوسط إيريك غيزلين بتفاؤل حذر “قبل الانتخابات، قال حزب الليكود إنه لن يجري أي نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين. وبالتالي فإن الوضع الآن يتيح، ولو بعض الشيء، قدرا أكبر من التفاؤل”.

وعن فرص نجاح مختلف مبادرات السلام في الشرق الأوسط مثل مبادرة جنيف التي تدعهما سويسرا، قال السيد غيزلين: “إن مبادرة جنيف ذات أهمية كبيرة وقدمت بصيغة مُحترمة، لكنها ببساطة لم تُقبل، لا من قبل الإسرائيليين ولا من قبل الفلسطينيين. إنها لعبة فكرية”، قبل أن يضيف: “إن الحديث عن السلام مُبالغة”.

واقعية وبراغماتية

وفي تصريحات أخرى لوكالة الأنباء السويسرية، قال رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا ألفريد دونات “إنه تطور إيجابي”، منوها إلى أن انتصار كاديما لم يكن مفاجئا إذ أعلنت عنه استطلاعات الرأي قبل أسابيع عديدة.

كما تظهر هزيمة حزب الليكود، حسب دونات، أن سياسة المعارضة لخطط أرييل شارون – الذي وصفه بـ”رجل سياسي كبير له رؤية واضحة لإسرائيل والمنطقة” – والأهداف الشعبوية لم يعد لها تأثير كبير في إٍسرائيل.

وأضاف قائلا: “إن الجزء الأكبر من الشعب الإسرائيلي تخلى عن حلم إسرائيل العظمى (…) ويثبت الآن أنه يتحلى بالواقعية والبراغماتية”.

يُشار إلى أن إيهود أولمرت تطرق في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة فوز حزبه بالانتخابات إلى الموضوع الجوهري في حملته الانتخابية والمتمثل في الانفصال عن الفلسطينيين وترك الباب مفتوحا للمفاوضات لإحلال السلام.

من جهته، وفي رد فعله على انتصار كاديما، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أولمرت إلى “عدم رسم الحدود الإسرائيلية بشكل أحادي الجانب”.

سويس إنفو مع الوكالات

تتركز النشاطات السويسرية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على تقديم المساعدات التنموية للفلسطينيين.
وتمر معظم المساعدات السويسرية عبر منظمات دولية وأخرى غير حكومية.
لا تقدم برن مساعدت مالية مباشرة للسلطة الفلسطينية، ما عدا مساهمة لمكتب الاحصاء الفلسطيني.
ساهمت وزارة الخارجية السويسرية في التنظيم الجيد للانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير الماضي.
لم تنجح بعد “مبادرة جنيف” غير الرسمية التي تدعمها سويسرا، والتي كشف عن مضمونها قبل عامين، في الحصول على الدعم السياسي لا من قبل الجانب الإٍسرائيلي ولا الطرف الفلسطيني.

يبلغ عدد الناخبين الإسرائيليين 4,5 مليون ناخب (من أصل إجمالي السكان الذين يناهز عددهم 6,8 مليون نسمة).
75% منهم يهود.
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة 63,2%.
فاز حزب كاديما بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان حيث حصل على 28 مقعدا، متبوعا بحزب العمل (20)، وحزب الشاس (13)، بينما لم يفز حزب الليكود بأكثر من 11 مقعدا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية