مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إلغاء رُبـــع رحلات سويس

اختفاء رحلات سويس تدريجيا يثير المخاوف والقلق من ارتفاع جديد في اعداد العاطلين Keystone

كشفت إدارة شركة الطيران الوطنية السويسرية سويس النقاب عن برنامج عملها للموسم الشتوي القادم، والذي حمل مفاجآت كانت متوقعة، ولكن ليس بمثل هذا الحجم.

ويرتبط البرنامج الجديد بالتخلص من 3000 عامل والغاء 25 رحلة جوية في اطار المرحلة الأولى لإعادة ترتيب بيت سويس من الداخل.

يُـشـبـه برنامج عمل شركة سويس الذي سيبدأ إعتبارا من الخريف القادم عملية إعادة بناء بيت من جديد انطلاقا من الأساس. إذ سيتم تقليص حجم الاسطول الجوي الحالي، من 108 طائرة حاليا إلى 79 فقط، لتتعامل مع 71 وجهة حول العالم، بعدما كان من المفترض أن تكون 96 تصلها طائرات سويس بانتظام، حيث سيتم إلغاء رحلات متوجهة إلى 15 مدينة أوروبية و10 حول العالم.

وتقول مصادر سويس إن هذا البرنامج هو أول خطوات التوفير للتركيز فقط على الجهات التي تحقق من ورائها سويس أرباحا.

وسينعكس هذا البرنامج بالطبع على العمل في المطارات السويسرية، حيث سيفقد مطارا جنيف – كوانتران وبازل 8 رحلات، و22 أخرى من مطار زيوريخ، بينما سيختفي اسم سويس من قائمة الشركات المتعاملة مع مطار برن، فيما ظل الاتصال الجوي بين لوغانو وزيوريخ معلقا برحلة واحدة.

وتؤكد المطارات السويسرية أن الغاء سويس لهذا العدد الكبير من رحلاتها سيترك آثاره على حركة العمالة. وتشير دائرة الاقتصاد في كانتون جنيف إلى أن قرابة 300 شخص سيفقدون عملهم في الخدمات الأرضية في المطار، إلى جانب ضياع الرسوم عن كل اقلاع أو هبوط لطائرات سويس، مما دفع بإدارة مطار جنيف إلى استكشاف حلول بديلة لتعويض الرحلات الملغاة، وذلك بالبحث عن شركات أخرى تنفذها، لا سيما تلك المرتبطة بالمدن الفرنسية القريبة من الحدود السويسرية.

علاج .. مستعجل

أما في زيوريخ، فلم تتلق إدارة مطارها في كلوتن تلك الأنباء بالدهشة، حيث كانت تتوقعها من قبل، واستعدت لهذه اللحظة بإجراء اتصالات مبكرة مع شركات أخرى لدراسة إمكانية تعويض الرحلات التي ألغتها سويس.

ومن المتوقع أن تتعمق هذه الاتصالات في الوقت الراهن، بعد الاعلان رسميا عن تقليص رحلات سويس. وبالتالي، ليس من المنتظر أن يفقد عمال مطار زيورخ وظائفهم مثلما هو الحال في جنيف، حيث من الممكن أن تتولى شركات اخرى، من المتوقع أن تكون في الغالب ألمانية أو نمساوية، مسؤولية الرحلات التي عزفت عنها “سويس”.

أما مطار برن، فعلى الرغم من أسف إدارته لتوقف إطلاق رحلات سويس منه، إلا أنها بدأت في التباحث مع شركات أخرى محلية وعالمية للتعامل مع المطار الذي يعتمد أساسا على الرحلات داخل القارة الاوروبية، أو داخل سويسرا.

قد يكون تقليص عدد الرحلات الجوية علاجا لأزمة سويس لكنه مُسكن سريع للمشاكل التي صحبتها منذ انطلاقتها خلفا للراحلة سويس اير. إذ كان عليها اتخاذ خطوات أخرى يالتزامن مع تلك المرحلة، مثل مراجعة أسعارها وسياستها التسويقية، لاسيما بعد تراجع الإقبال على الطيران السويسري في ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا ولوكسمبورغ.

وتتخطى التعديلات العاملين ورحلات الطيران لتطال “سويس -اكسبرس” الابنة الوحيدة لشركة الطيران الوطنية سويس، والتي تخصصت في الطيران الداخلي، فيبدو أنها ستغادر بيت الأم لتستقل بنفسها تحت اسم Express City Air Transport، ولكن هذه الخطوة بحاجة إلى موافقة هيئة الطيران المدني السويسري، الذي يطالب الشركة الوليدة بإثبات أنها قادرة، ماليا، على البقاء على قيد الحياة لمدة لا تقل عن 24 شهرا.

مخاوف من المستقبل

ولم تتوان نقابة العاملين في شركة سويس في الإعراب عن استيائها من قرارات الشركة التي ستأتي على 3000 وظيفة إلى جانب 2500 شخص سيفقدون وظائفهم في الشركات التي تتعامل مع سويس في الامدادات والتجهيزات.

وقالت النقابة في أول رد فعل لها إن برنامج سويس للخروج من أزمتها المالية لا يستند إلى أية قواعد مدروسة، حيث يتخوف العاملون أن يكون التخلص من العمالة هو الحل السهل من وجهة نظر المدراء دون البحث في أسباب المشكلة الحقيقية، كما انتقدت النقابة ادارة الشركة لإتخاذها هذا القرار دون الرجوع إليها واستشارتها فيه.

ومن المتوقع أن يتبلور موقف النقابة المعارض إلى خطوات فعالة، حيث ينتظر الإعلان عن تشكيل وفد للتفاوض مع الشركة، وإذا لم تفلح تلك الخطوة في التوصل إلى حل وسط، فقد يقوم العمال بإضراب شامل.

أما إذا تواصلت الاتهامات الموجهة من النقابة إلى إدارة الشركة بسوء التخطيط والادراة، فمن الممكن أن يلجأ العاملون إلى جهاز محايد لفض هذا النزاع، الذي يلقي بعبء إضافي على الشركة جنبا إلى جنب مع سعيها في الصراع من أجل البقاء.

وفيما تمر شركات سويسرية كثيرة بأزمات خانقة، يظهر البعض منها للرأي العام، ويختفي البعض الآخر عن الأنظار، يرتفع عدد العاطلين عن العمل في الحالتين ليزيد من المخاوف حول المستقبل الذي يبدو للكثيرين مجهولا.

لكن الأزمة الخانقة التي تمر بها سويس تأخذ بعدا إضافيا، حيث أنها تمثل الناقل الجوي الوطني لدولة ينظر إليها الجميع على أنها واحدة من أغنى الدول في أوروبا بل وفي العالم.

تامر أبو العينين – سويس إنفو

اقلع 5.3 مليون راكب على متن طائرات سويس خلال النصف الأول من عام 2003.
قل الإقبال عليها في دول ذات كثافة عالية مثل ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا.
تعرضت الشركة لمشاكل مالية مختلفة منذ العام الماضي، وعولت كثيرا على تحسن أوضاعها بشكل سريع اعتمادا على الكفاءة السويسرية في عالم الطيران.
تحاول الشركة استقطاب بعض المستثمرين للخروج من أزمتها المالية بعد تراجع الحكومة عن تقديم أي دعم مالي لها.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية