مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استقبال “حافل” للوفد الجديد

تشيع جنازة التلاميذ الخمسة قبل أيام من بدء عمل اللجنة الامريكية الجديدة يزيد من التهاب الموقف، المتوتر أصلا منذ أكثر من عام Keystone

يبدأ وفد مفاوضات أمريكي يوم الأحد القادم جولة جديدة في منطقة الشرق الأوسط في محاولة لتحويل أفكار واشنطن حول السلام في المنطقة إلى أرض الواقع، إلا أن سقوط خمسة فلسطينيين يوم الجمعة وقبل وصول الوفد، لا ينذر بمهمة يسيرة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها فريق مفاوضات أمريكي إلى المنطقة بحثا عن السلام، ولكن قد يكون الجديد هذه المرة هو الوضع الدولي الراهن على مختلف الصعد، والذي دفع الإدارة الأمريكية إلى الإعلان عن موقفها من عملية السلام في المنطقة بعد التزام الصمت منذ تولي إدارة الرئيس بوش زمام الأمور في واشنطن.

الرئيس الأمريكي عقد مع أعضاء اللجنة اجتماعا يوم الأربعاء الماضي منحه فيه تفويضا رئاسيا وبعث برسالة تحمل التزاما رفيع المستوى بإنجاح مهمتهم، التي يترأسها مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز، وعززته الإدارة الأمريكية بإضافة الدبلوماسي والمفاوض آرون ميلر الذي كان نائبا لمبعوث السلام المخضرم في الشرق الأوسط دينيس روس في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون والذي سيبقى في المنطقة ربما الأسابيع مع الجنرال المتقاعد أنطوني زيني عضو الوفد الأمريكي.

الخارجية الأمريكية أعلنت على لسان المتحدث باسمها أن أول أهداف الوفد هي”العمل مع الطرفين لمساعدتهما على الوصول لترتيبات لوقف إطلاق النار… والتطلع لاتخاذ الخطوات التي يتعين عليهما اتخاذها”.
وهو ما قد يعني عدم المضي قدما في المسارين الأمني والسياسي بالتوازي، وأن ثبت هذا ، فان مهمة الوفد لن تكون جديدة بل ستدور غالبا على نفس المحاور السابقة.

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي لم يقدم في طرحه يوم الاثنين الماضي أي جديد لحل النزاع العربي الإسرائيلي وكرر ما ورد ذكره في توصيات لجنة ميتشل التي بقيت حبيسة الأدراج منذ إعدادها، إلا أنه يرى أن هناك إمكانية لتحقيق شيء ما، حيث أعلن المتحدث باسمه أمام الصحفيين يوم الخميس أن باول تحدث الى رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وعد بالتعاون مع المهمة الجديدة، وأضاف باوتشر ” رئيس الوزراء شارون يتطلع لوصول فريقنا، وهو مستعد للعمل معهم، وملتزم بهذه العملية لتحقيق وقف لاطلاق النار والسير في الطريق نحو استئناف المفاوضات.”

مواقف متباينة و استقبال حافل

إلا أن رعنان سينين المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي عقب يوم الجمعة على بدء اللجنة الجديدة لأعمالها بأن حكومته “لا تعلق آمالا كبيرة لكننا رغم ذلك لم نفقد الأمل.” مضيفا بأن خطاب باول يوم الاثنين ربما يكون قد أعطى دفعة لجهود تطبيق خطة ميتشل.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون أنه على الفلسطينيين وقف العنف أولا، ويتمسكون بعدم بدء المحادثات إلى أن يتوقف العنف توقفا كاملا لمدة أسبوع.

أما على الجانب الفلسطيني فقد صرح احمد عبد الرحمن مساعد الرئيس عرفات بأنه لن يتحقق أي تقدم إذا لم ينشر مراقبون دوليون في المنطقة لإنهاء “العدوان” الإسرائيلي، وهو المطلب الذي ترفضه إسرائيل مشككة في حياد هؤلاء المراقبين، وأضاف ان نجاح الوفد الامريكي سيعتمد على مدى الدعم الذي يلقاه من وزير الخارجية الامريكي ومن الرئيس الأمريكي جورج بوش، كما طالب عبد الرحمن إسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على الضفة الغربية وقطاع غزة لتقنع الفلسطينيين بجديتها في انهاء العنف واحياء محادثات السلام. وتقول إسرائيل ان الحصار له اسباب امنية.

الاغتيالات والتوغلات والهجمات والإعتقالات كانت على ما يبدو أحد مراسم استقبال هذا الوفد، فبعد يوم واحد من خطاب كولين باول مساء الاثنين في ولاية كناتاكي وقبل اقل من أسبوع على بدء عمل هذه اللجنة أعلنت إسرائيل عن برنامج توسيع المستوطنات، أعقب ذلك مداهمات لمواقع أمنية فلسطينية وتوغل في قطاع غزة وإعتقالات لمن تصفهم إسرائيل بالناشطين، ومصرع وإصابة العشرات من الفلسطينيين آخرها يوم الجمعة حيث بلغ عدد القتلى الفلسطينيين خمسة أثنين منهمااثر هجوم بالمروحيات الإسرائيلية على السيارة حيث احترقت جثتي القتيلين ولم يكن من الممكن التعرف عليهما.

وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت من قبل أن نشاطين من حركة فتح قُتلا نهار الجمعة اثر انفجار لم تعرف أسبابه بعد في ضاحية بنابلس شمال الضفة الغربية.

إضافة إلى مصرع شاب فلسطيني أثناء اندلاع اشتباكات بعد تشييع خمسة أطفال في قطاع غزة قتلوا يوم أمس – الخميس – اثر انفجار غامض قالت إسرائيل انه نجم انفجار قذيفة دبابة اسرائيلية.

كل هذه الاحداث المتوالية تعتبر مقدمات غير سارة لا تمهد بالتأكيد لعمل سهل للوفد الامريكي وقد تعقد مهمته الجديدة قبل أن تبدأ فتتحول إلى سابقاتها من اللجان ليست سوى جولات مكوكية هنا وهناك ثم تصبح واحدة من فصول المساعي الامريكية للبحث عن السلام.

سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية