مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استقرار ألمانيا ينعش اقتصاد سويسرا

اثار فوز اتغليكا ميركل بمنصب مستشارة الحكومة الإتحادية في المانيا ردود فعل مختلفة في سويسرا، ركزت أغلبها على الجانب الإقتصادي Keystone

تأمل الدوائر الاقتصادية في سويسرا أن تعطي الحكومة الألمانية الجديدة برئاسة أنغيليكا ميركل، دفعة ايجابية للتبادل التجاري بين الجانبين.

وتراقب سويسرا عن كثب، تطور الأوضاع السياسية في ألمانيا، ويعتقد المحللون بأن فترة عدم الاستقرار السياسي هناك، قد انتهت لتبدأ مرحلة الاستقرار.

هنأت الحكومة السويسرية السيدة انغيلا ميركل بحصولها رسميا على منصب مستشارة ألمانيا الاتحادية، معربة عن أملها في أن تشهد المرحلة القادمة ايجابيات تنعكس على مختلف الصعد.

وكانت السيدة انغيليكا ميركل قد تسملت اعتبارا من يوم الثلاثاء 22 نوفمبر مهام منصبها كأول سيدة تتقلد منصب المستشارية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، بعدما حصلت على 397 صوتا من إجمالي 614 وامتناع 51 عن التصويت في البرلمان الألماني”بوندستاغ”، في التصويت على التشكيلة الوزارية التي تجمع تحالفا بين أطياف سياسية مختلفة، يقول المحللون بأنه تاريخي.

أكثر ردود الفعل في سويسرا، جاءت من القطاع الاقتصادي، حيث قال رودلف فالسر رئيس اتحاد الصناعات السويسرية economiesuisse في حديث إلى سويس انفو بأن اختيار حكومة ألمانية تضع الإصلاحات الاقتصادية كهدف أساسي لها، هو خبر يسعد قطاعات مختلفة في سويسرا، معربا عن سعادته بتجاوز تلك الفجوة السياسية التي عاشتها ألمانيا في الشهرين الماضيين.

أهم شريك اقتصادي

ويتوقع فالسر بأن ينعكس الاستقرار في ألمانيا على الحالة الاقتصادية في سويسرا بشكل ايجابي، نظرا لأهمية العلاقات بين الدولتين، إذ تعتبر ألمانيا الشريك التجاري الأول لسويسرا، ويقول بأن هذا الاستقرار سيجدد أجواء الثقة بين المستثمرين والمستهلكين على الجانبين، مما سيؤدي إلى تقوية نبض الاقتصاد السويسري.

في المقابل، يعتقد بعض المراقبين بأن تحالف حكومة ميركل، الذي يتكون من الحزب الديمقراطي المسيحي CDU والمسيحي الاشتراكي CSU والاشتراكي الديمقراطي SPDقد لا يصمد طويلا، وقد ينهار في أي وقت لتبدأ مرحلة جديدة من المشاورات لتشكيل حكومة أكثر ثباتا، مما قد ينعكس على حركة المبادلات التجارية بين البلدين، لاسيما في مجال الاستثمارات أو الخدمات.

ويتفق فالسر مع تلك الرؤية، إذ يجب، من وجهة نظره، إعطاء هذا التحالف الفريد من نوعه فرصة للبحث عن القواسم المشتركة بين أعضائه، قبل أن يبدأ على تنفيذ خطوات برامج الحكومة، إذ ليس خافيا على الجميع بأن هناك بعض المخاوف أو نسبة من المخاطرة، لكنه يعتقد بأن جميع الأطراف مهتمة بأن تعيش ألمانيا مرحلة من الاستقرار السياسي الداخلي.

كسب ثقة

في الوقت نفسه يرى رئيس إتحاد الصناعات السويسرية بأن البرامج المقترحة لإعادة هيكلة وتطوير الاقتصاد الألماني الذي يعاني من بعض الأمراض، حسب وصفه، مهمة وضرورية، وستعمل بالتأكيد على وضع عجلات قاطرة الاقتصاد في مكانها الصحيح، وذلك على الرغم من أن الحزب الديمقراطي المسيحي يجب أن يتراجع قليلا عن بعض خططه، ليتقابل مع رغبات منافسه الاشتراكي الديمقراطي.

وكان تعديل نظام الضرائب وإصلاح تركيبة النظام الفدرالي الحاكم و إنعاش حركة سوق العمل من بين المقترحات التي اجتمع عليها التحالف الحاكم في ألمانيا، لدعم الاقتصاد المحلي، ويرى رئيس اتحاد الصناعات السويسرية بأن الخطوات المطروحة لتنفيذ هذا البرنامج منطقية وواضحة، ومن المفترض أن تحوز على ثقة الاقتصاد الألماني، ليضع الطرفان، السياسة والاقتصاد، موازين القوى في صالح دفع عجلة الإنتاج.

سويس انفو

يبلغ حجم التعامل التجاري بين سويسرا وألمانيا 75 مليار فرنك سنويا.
تتجه 20% من صادرات سويسرا إلى ألمانيا، وتأتي منها 30% من الواردات.
يشكل الألمان 33% من إجمالي زوار سويسرا سنويا.

تسلمت انغيلكا ميركل يوم الثلاثاء 22 نوفمبر رئاسة الحكومة الألمانية، بعد فراغ سياسي دام قرابة الشهربن.
يتوقع خبراء الإقتصاد في سويسرا بأن برامج الحكومة الالمانية الجديدة لإنعاش الإقتصاد جيدة وجريئة، وإن كانت ستأخذ بعض الوقت للتطبيق، ولكنها ستنعكس إيجابيا على الإقتصاد السويسري.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية