مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اكبر النقابات المغربية ترفض الحلول السلمية في الصحراء

وصلت الرسائل التي ارادها الزعيم النقابي المغربي نوبير الاموي من مكان وزمان المؤتمر الرابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، اقوى النقابات العمالية المغربية.

فهم مضمون الرسائل، منذ الاعلان عن الرابع عشر من مارس موعدا للمؤتمر، ومدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، مكانا لعقده. وفي الجلسة الافتتاحية تليت الرسائل وتسلمها المعنيون بها .

نوبير الاموي، الامين العام للكنفدرالية وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (الحزب الرئيسي في الائتلاف الحكومي)، تلا على مدى ساعتين رسائله امام الوزير الاول عبد الرحمن اليوسفي و اعضاء المكتب السياسي للحزب و قيادات احزاب حليفة و وزراء و اكثر من الفين وستمائة مؤتمر.

الرسالة الاولى كانت موجهة لعبد الرحمن اليوسفي رئيسا للحكومة، قال فيها الاموي انه اختار الرابع عشر من مارس ذكرى تشكيل الحكومة، ليقول ان المواطن المغربي وخاصة الكادح، لم يلمس انجازات حقيقية من حكومة وعدته بالكثير.

ومن خلال تعليقات ساخرة، وجه الاموي انتقادات قاسية للوزراء في حكومة اليوسفي، الذي يعتبر اول رئيس حكومة مغربي، يحضر مؤتمر النقابة، والذي القى كلمة مكتوبة امام المؤتمرين تضمنت جردا لانجازات حكومته.

الرسالة الثانية وجهت لليوسفي كاتبا اولا للاتحاد الاشتراكي، وهي الصفة التي تم تغييبها عمدا، كانت مرموزة. فالاموي يخوض معركة حزبية شرسة و يقود التيار المتشدد في الاتحادى في الوقت الذي شرع الاتحاديون في اجراءات انتخاب اعضاء المؤتمر السادس للحزب الذي سيعقد بعد اسبوعين.

الا ان الرسالة الاهم لنوبير الاموي كانت حول قضية الصحراء الغربية وكل الفاعلين السياسيين المغاربة الحاضرين و الغائبين كانوا معنيين بها و بما سيقوله فيها.

الرسالة قبل ان تتلى، كانت واضحة المضمون باختيار مدينة العيون، اكبر مدن المناطق الصحراوية وتفيد بان الصحراء مغربية ولا تراجع عن ذلك. وهو مضمون، ما من مغربي يقول عكسه.

لكن الملف الآن يعرف تحولات و تطورات تمهد لنهاية ابريل القادم لاعلان مقاربة جديدة للنزاع المتفجر منذ عام خمسة وسبعين، وهي مقاربة ستكون بالتأكيد محل خلاف ليس فقط بين المغرب وجبهة البوليزاريو، طرفي النزاع المباشرين، او بين الاطراف المعنية مثل الامم المتحدة الراعية لعملية السلام في الصحراء او الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليزاريو، بل داخل الفعل السياسي المغربي.

وقد يعود المشهد إلى حالة مشابهة عاشها المغرب عام واحد وثمانين، حين وقف الاتحاد الاشتراكي ضد قرار الملك الراحل الحسن الثاني بقبول اجراء استفتاء لسكان الصحراء المتنازع عليها لتقرير مصيرهم بدولة مستقلة او الاندماج بالمغرب.

المقاربة الجديدة اتت من المغرب، في سياق ما يعرف بالحل الثالث بعد استمرار المأزق الذي يعرفه مسلسل السلام الصحراوي، واعلن عنها في اغسطس آب الماضي بعد مشاورات مع عواصم عربية وعالمية.

الحل الثالث يدعو الى اجراء مفاوضات بين المغرب و جبهة البوليزاريو، من اجل التوصل الى حل سلمي للنزاع، يتضمن منح المناطق الصحراوية وضعا متميزا تحت السيادة المغربية في اطار تنظيم جديد للمغرب يقوم على اللامركزية الواسعة، وهو ما رفضته جبهة البولزاريو.

كما ان الامم المتحدة في آخر تقرير لامينها العام، طلبت من المغرب تقديم افكار اكثر وضوحا الذي رد على لسان عبد الرحمن اليوسفي قبل ايام، ان هذه الافكار سوف تقدم قبل الموعد المحدد.

الاموي رفض المقاربة المغربية وقال متحديا: “انه لن يقبل لا حلا اول ولا ثاني ولا ثالث، وان المغرب وهو في صحرائه وارضه، في حل من الالتزام بمخطط الامم المتحدة والاستفتاء”، وحذر الزعيم النقابي، الجزائر من الاستمرار في اللعب بقضية صنعهتا الولايات المتحدة لشغل دول منطقة المغرب العربي عن وحدتها وتنميتها وعن دورها على الصعيد العربي، وقال إذا كان هناك حل فليكن حلا عربيا و اسلاميا.

هذه هي الرسائل التي وجهها نوبير الاموي، وهي رسائل وصلت الى المعنيين وسوف ترد الاجابة عليها قريبا. وعلى ضوء هذه الاجابات، حزبيا و حكوميا وصحراويا، سترسم للمغرب صورة جديدة.


محمود معروف – العيون

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية