مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأموالُ لم تفر بعد من التيشينو!

تقوم الشرطة الايطالية بتصوير وتسجيل جميع السيارات التي تعبر الحدود مع كانتون التيشينو السويسري Keystone

يبدو أن المخاوف من هروب الأموال الإيطالية المودعة في المصارف السويسرية وخاصة في كانتون التيشينو اثر إعلان عفو ضرائبي في إيطاليا.. لم تكن مبررة.

خيم القلقُ مؤخرا على مصارف كانتون التيشينو السويسري المُجاور لإيطاليا بعد أن أعلن وزير المالية الإيطالي عن عفو ضريبي لفائدة كل الإيطاليين الذين يسحبون أموالهم المودعة في الخارج ويعيدونها إلى بلدهم. لكن اتضح أن تخوفات كانتون التيشينو من إفراغ مصارفه من الحسابات الإيطالية لم يكن لديها أساس.

وكان وزير المالية الإيطالي غيوليو تريمونتي قد أعلن في شهر نوفمبر تشرين الأول الماضي، عن عفو ضريبي يستفيد منه المواطنون الإيطاليون الذين يقررون سحب أموالهم المودعة في الخارج وإعادتها للمصارف الإيطالية. وبعد انتهاء أجل العفو قرر الوزير الإيطالي تمديده إلى غاية الخامس عشر من شهر مايو أيار القادم.

إعلان العفو الأول أثار على الفور قلق مصارف كانتون التيشينو السويسري الجنوبي وخاصة مدينة لوغانو التي تعد من أهم الملاجئ للأموال الفارة من إيطاليا. وخشيت سلطات كانتون التيشينو من أن تكون هي الخاسر الأكبر من جراء هذا العفو الإيطالي.

وقدرت دارسة حديثة لمصرف (Crédit Suisse First Boston) قيمة الحسابات التي تَم إعادتها إلى إيطاليا بـ18 مليار يورو، لكن هذا المبلغ لا يمثل سوى جزء بسيط من الـ266 مليار يورو من الحسابات الإيطالية المودعة في سويسرا. ويعتقد منجزو الدراسة أن 250 مليار فرنك سويسري من هذه الحسابات مودعة في كانتون التيشينو و100 مليار فرنك في كانتون زيوريخ و50 مليار فرنك في جنيف.

اتهامات ايطالية بتبييض الاموال في سويسرا قبل عودتها الى ايطاليا

ولا تعلن المصارف السويسرية لحد الآن بوضوح ذعرها من قرار العفو الإيطالي حيث تقول إن تأثير هذا العفو على الأعمال كان ضئيلا جدا. فقد أعلن مصرف لوغانو انه خسر فقط 1,7% من رأس ماله فيما بلغت خسارة (Banca del Gottardo) نسبة 3% في نفس الكانتون دائما.

أما المتحدث باسم اتحاد المصارف السويسرية UBS فقد أكد في تصريح لـ”سويس انفو” أن انعكاسات القرار الإيطالي على المصرف كانت “محدودة”. وقال السيد كريستوف ميير أن اقل من 10% من أصحاب الحسابات الإيطالية المودعة في الـUBS طرحوا اسئلة عن إجراءات العفو وان نسبة تقل عن ذلك استرجعت أسهمها في المصرف. أما الذين أرادوا الاستفادة من العفو الايطالي، من بين زبائن اتحاد المصارف السويسرية، فخمسون بالمائة منهم اقتنعوا بضرورة سحب أموالهم من سويسرا وإيداعها في فروع نفس المصرف في إيطاليا.

الخشية اذن من هروب الاموال المودعة في التيشينو الى ايطاليا لم تكن مبررة بما فيه الكفاية. لكن هذا لا ينفي التوتر القائم بين ايطاليا وكانتون التيشينو. وما زاد الطين بلة قيام الشرطة الايطالية بتصوير ارقام السيارات التي تعبر الحدود. وتعتقد السلطات الايطالية ان العديد من الاشخاص يستغلون العفو لتبييض الاموال في سويسرا قبل اعادتها الى ايطاليا. وعلى الرغم من عدم افراغ المصارف السويسرية من الحسابات الايطالية يظل الحذر مخيما على كانتون التيشينو خاصة وان العفو سيظل ساري المفعول الى غاية شهر مايو ايار القادم.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية