مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البحث عن دجاجة “مثالية”!

يتطلع مزارعو الدجاج إلى إنتاج دجاجة "مثالية" تصلح لتوفير البيض واللحوم على حد سواء. ويتزايد هذا الحلم مع تصاعد الاحتجاجات على إتلاف فائض الكتاكيت غير المفيدة.

ويتم في سويسرا سنويا إبادة 2 مليون فرخ من ذكور الكتاكيت بالغاز، مقابل 280 مليون في بلدان الاتحاد الأوروبي.

تنتج بطاريات التفريخ المتواجدة في مزارع الدجاج السويسرية ما يقارب 7 ملايين فرخ أو كتكوت سنويا. تبقي المزارع على 2 مليون من هذه الفراخ الإناث لإنتاج البيض أو اللحوم، وإبادة الباقي الذي معظمه من الذكور خنقا بالغازات.

وتهدف هذه السياسة لإنتاج كميات مناسبة من البيض ومن لحوم الدجاج بأرخص الطرق، بصفة تحافظ على استقرار أسعار هذه المنتوجات من جهة، وعلى قدرات المزارعين السويسريين على التصدّي للمنافسة الأجنبية في هذا الميدان من جهة أخرى.

لكن الحديث عن أسعار البيض أو لحوم الدجاج يصعب نوعا ما في هذه الحالة، لأن هنالك أصنافا كثيرة من البيض والدجاج.

فهذه الأسعار لا تعتمد على الحجم والوزن والسن وحسب، وإنما على البيئة التي ترعرعت فيها الدجاجة ووُضعت فيها البيضة أيضا. وعلى هذا الصعيد، تمّيز الأسواق بين منتوجات البطاريات والمزارع المغلقة، ومنتوجات المزارع المفتوحة التي يقوى الدجاج فيها على الحركة النسبية، أو منتوجات المزارع الحرة في الهواء الطلق وهي أجوَد الثلاثة، حسب خبراء الصحة والتغذية.

ويعود هذا التمييز لنوعية العلف والتسمين التي تسمح للمزارع أو بالأحرى للمصانع المغلقة، بتصدير الدجاجة لصناعة اللحوم في سن أربعين يوما فقط، بينما يتوجب الانتظار في الحالتين الثانية والثالثة فترات تتراوح بين 60 و70 يوما.

ويؤكد الخبراء أن الكتاكيت الذكور لا تنمو بنفس السرعة في أية حالة من الحالات الثلاث، وتحتاج لفترات أطول قد تصل إلى 80 يوما لاكتساب نفس الوزن الذي تكتسبه الفرخة الأنثى التي تغادر البيضة في نفس الوقت.

فالعملية حسابية بسيطة بالنسبة للمزارع المنتج للبيض ولحوم الدجاج، والذي يسعى بجميع الوسائل للحفاظ على نصيبه في الأسواق التي تتعرض لضغوط خارجية متصاعدة من جراء استراد كميات وأصناف عديدة من الدجاج.

الوضع في أوروبا ليس أفضل!

إن وضع الفراخ أو الكتاكيت في بلدان الاتحاد الأوروبي ليس أفضل منه في سويسرا، حيث تشير بعض الإحصائيات شبه الرسمية إلى أن مزارع الاتحاد الأوروبي تُـبيد سنويا 280 مليون رأس من هذه الكائنات الناعمة الأظافر فور مغادرة القشرة.

ويحاول العلماء والباحثون بوسائل طبيعية مختلفة التوصل إلى دجاجة “مثالية” تولّد الكتاكيت الإناث والذكور “المثالية” التي تضمن نفس المستوى من الفائدة الاقتصادية لإنتاج البيض أو اللحوم على حدّ سواء.

وفي حالة تحقق هذا الحلم، فإنه يوفر على المزارع مقادير هامة من الجهد والمال ومن وقت بطاريات تفريخ البيض دون أن تكون هنالك حاجة اقتصادية لإبادة ما يناهز نصف الكتاكيت المفرخة.

وريثما يتحقق هذا الحلم، ستتواصل احتجاجات منظمات حماية الدواجن، في سويسرا والخارج، على الطرق غير الإنسانية المألوفة في إبادة “الفائض” غير المُربح من الكتاكيت أو الفراخ التي لم تعد في العرف القانوني السويسري، أشياء يُمكن التخلص منها بأية طريقة.

جورج أنضوني – سويس إنفو

عادت منظمات حماية الدواجن في سويسرا للضغط من جديد على مزارع الدجاج، لأنها تدمر بالغازات حوالي 2 مليون فرخ من الكتاكيت الذكور سنويا، لأسباب اقتصادية. وتلفت هذه الأوساط الانتباه للقوانين التي أصبحت سارية المفعول في سويسرا هذا العام، وتؤكد أن الحيوانات ليست بأشياء.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية