الحاسب الإلكتروني في مساعدة الجراحين

حقق فريق من الجراحين التابعين للمستشفى الجامعي بمدينة لوزان للمرة الأولى في العالم، عملية جراحية في الكُلية بمساعدة حاسب إلكتروني فريد من نوعه، طوّرته الشركة المعروفة باسم 2C3D medical الموجود مقرها في لوزان أيضا.

يَحل الحاسب والنظام الإلكتروني المتصل به في الواقع، محل المِجواف الجراحي الذي يُمكن الأطباء والجراحين عادة، من إلقاء نظرة قريبة على الأجزاء الداخلية لعضو من أعضاء الجسم.

لكن هذا المِجواف الإلكتروني هو أكثر دقة وفعّالية بطبيعة الحال من العدسة الصغيرة التي تمر عبر الأنبوبة الدقيقة التي تزرع في الجسم لتفقّد الأعضاء الداخلية. وبفضل هذا النظام يستطيع الجراحون رؤية البنية الأساسية لأدق الأنسجة الداخلية، بطريقة كانت تستحيل حتى الآن.

والطريف في هذا الابتكار الجديد هو أن نظام الحاسب الإلكتروني ينقل إلى الشاشة الصغيرة صورا واضحة وبالأبعاد الثلاثة، لتك البُنية الداخلية لعضو من أعضاء الجسم، طبقا لمواصفات المريض وهيكله العظمي.

ويقول الأستاذ الدكتور فانصون بيتشار الذي أشرف على عملية زرع الكُلية في مستشفى جامعة لوزان: إن الفنون الجراحية تعتمد أساسا على تحديد البُنية الأساسية للأنسجة قبل معالجتها بالمِبضع ولحمها بأنسجة قريبة أو بعيدة أخرى.

وبفضل هذا النظام الجديد، العامل بمساعدة الحاسب الإلكتروني، يتمكن الجراح حاليا من رؤية تلك الأنسجة بصفة لا شائبة فيها، مما يضمن له دقة أكبر في تنفيذ العملية الجراحية المطلوبة.

فهذه التكنولوجيا الجراحية الجديدة، تسمح أيضا بدقة أكبر في التخطيط للعمليات الجراحية، وفي تنفيذ هذه العمليات، وتبعث على الأمل حاليا، في التقليل من الوقت الضروري لإجراء العمليات الجراحية من جهة، وللنقاهة والشفاء من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة بالتالي إلى أن تحسين الرؤية لأدق الأنسجة الداخلية خلال العملية الجراحية، يساهم مساهمة فعّالة نحو درجة أعلى من الأمان والسلامة، أي من النجاح للعمليات الجراحية.


جورج انضوني