مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السويسريون يثقـون بسـاسـتهم

أظهر إستطلاع الأراء أن السويسريين يفضلون وضع ثقتهم في أعضاء المجلس الفدرالي بدلا من قادة القطاع الخاص Keystone

أظهر استطلاع للآراء أن السويسريين يثقون بقادتهم السياسيين أكثر مما يثقون بشخصيات المال والأعمال.

وقد أجرت هذه الاستطلاع مؤسسة GfS للأبحاث بالاشتراك مع ست معاهد علمية متخصصة عليا.

على عكس الكثير من الشعوب في بلدان المعمورة، يبدو الشعب السويسري مقتنعا بمنح ثقته لقادته السياسيين. وعلى عكس القناعة الأمريكية بأن القطاع الخاص قادر على خلق المعجزات، يفضل السويسريون توخي الحذر في إطلاق أحكامهم، لاسيما المتعلق منها بقادة ذلك القطاع.

والملفت أن هاتين الخاصيتين لم يتم إطلاقهما على وجه العموم، بل وثّقها بالأرقام استطلاع للآراء أجرته مؤسسة GfS للأبحاث بالاشتراك مع ست معاهد علمية متخصصة عليا.

شمل الاستبيان 751 شخصا ينتمون إلى الكانتونات السويسرية الناطقة بالألمانية والفرنسية، وجُمعت بياناته في الفترة بين 19 أغسطس و6 سبتمبر من العام الماضي.

رغم عدم الثقة .. لا توجد أزمة ثقة كبرى!

نتائج سبر الآراء قد تثير اللبس في البداية. فقد أعرب 40% من المستبينين عن ثقة متساوية في أعضاء المجلس الفدرالي وقيادات القطاع الخاص، أي أن شخصين من كل 5 سويسريين يثقون في الجانبين بشكل متوازي.

لكن الصورة سرعان ما تتبدل مع السؤال: أي جانب تثق فيه أكثر؟ الإجابة هنا جاءت حاسمة: 35% من السويسريين أفادوا بأنهم يثقون أكثر في أعضاء الحكومة الفدرالية، مقابل 6% فضلوا وضع ثقتهم في قادة القطاع الخاص.

ما الذي تعنيه هذه الأرقام؟ الإجابة قدمتها مؤسسة GfS للأبحاث التي اعتبرت أن نتائج الاستبيان تنقسم على جانبين. فمن جانب، يثق المواطن السويسري فعلاً أكثر في زعمائه السياسيين؛ ومن جانب أخر، فإن نسبة 40% المذكورة أعلاه تعني أن الحديث لا يتعلق بـ “أزمة ثقة كبرى” في القطاع الخاص.

وفي الثقة ما يثير الاستغراب!

النتيجة الأخيرة تبدو مثيرة للاستغراب، ولدهشة المؤسسة نفسها. فقد كان التوقع أن تميل أغلبية من السويسريين إلى عدم الثقة، وبصورة جلية في قيادات القطاع الخاص.

ولمن لا يتذكر، حفلت السنة الماضية بالفضائح والأزمات الاقتصادية، بدءا بانهيار شركة سويس إير للطيران السويسرية (التي كانت تمثل رمزا للفخر السويسري)، ومرورا بالكشف عن مبالغ خيالية حصل عليها من تم الاستغناء عن خدماتهم من رؤساء مجالس إدارة الشركات الكبرى، إضافة إلى التلاعب بدفاتر الحسابات.

والمصادفة حقاً، أن تلك النتيجة ستأتي على هوى رئيس الكنفدرالية لعام 2003 باسكال كوشبان. فقد طالب السويسريين في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة رأس السنة الجديدة وتوليه منصبه، بوضع ثقتهم في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. دعوة ليست ملحة على ما يبدو.. لأن الثقة موجودة إلى حد ما، أو على الأقل هذا ما توحي به تلك الأرقام.

إلهام مانع – سويس إنفو

شمل الاستبيان 751 شخصا ينتمون إلى الكانتونات السويسرية الناطقة بالألمانية والفرنسية.
جُمعت بياناته في الفترة بين 19 أغسطس و 6 سبتمبر من العام الماضي.
أظهر استطلاع الآراء أن 35% من السويسريين يفضلون الثقة بأعضاء المجلس الفدرالي مقابل 6% أعربوا عن ثقة أكبر في قادة القطاع الخاص.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية