مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفقراء اكثر عرضة لحوادث المرور!

خسائر بشرية ومادية جسيمة تنجم عن حوادث المرور، لاسيما في البلدان الفقيرة Keystone

تؤدي حوادث المرور في العالم سنويا إلى وفاة أكثر من مليون شخص، بينما يعاني عشرات الملايين من الجراح والإصابات المترتبة عنها مما يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 100 مليار دولار سنويا.

هذه الظاهرة التي لا تعير لها العديد من الدول اهتماما كبيرا، تستهدف الفقراء بالدرجة الأولى وقد تتعاظم خلال العقدين القادمين إذا لم تعالج بطريقة مدروسة كما يوضح الخبراء

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمة إلى أن أكثر من مليون شخص يسقطون سنويا ضحية حوادث المرور، وأن عشرات الملايين يتأثرون بإصابات بعضها يِؤدي إلى إعاقة دائمة.


وقد أوضح الخبير في المنتدى العام للأبحاث الصحية في جنيف، وأحد المشرفين على تكوين شبكة دولية للجمعيات الأهلية الساهرة على دراسة حوادث المرور في بلدان العالم، الدكتور عدنان حيدر، في ندوة صحفية عقدها يوم الأربعاء، أن حوادث المرور تعتبر المسبب التاسع للوفيات في العالم، وقد تصبح المسبب الثالث خلال العشرين عاما القادمة.

يأتي تحذيره هذا لجلب الانتباه إلى السلبية التي يقابل بها المسؤولون والمواطنون على حد سواء حتمية حوادث المرور مقارنة مع حوادث سقوط الطائرات، ولعدم إدراك البعض لضرورة إدراج مسالة الوقاية من حوادث المرور ضمن الوقاية الصحية الطويلة الأمد.

الفقراء عرضة أكثر من غيرهم

إذا كانت حوادث المرور قد حصدت في عام 1998 أكثر من مليون ومائة وسبعين ألف شخص، فإن حصة البلدان المتقدمة لا تتجاوز مائة وواحد وأربعين ألف، بينما تتقاسم دول إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية البقية. وهو ما دفع البعض إلى التصريح بأن حوادث المرور تستهدف الفقراء، وبالدرجة الأولى الراجلين. ويوضح الدكتور عدنان حيدر “بأنه حتى في السويد، تم تسجيل أعلى نسبة في ضحايا حوادث المرور بين الفقراء”.

ومن العوامل المؤثرة في حوادث المرور، عدم سلامة الطرق، وعدم التزام السائقين الحذر او القيادة في حالة سكر، وعدم التقيد بتحديد السرعة او التجاوز في أماكن خطيرة، وعدم احترام إشارات المرور.


كما أن وضع صيانة السيارات له دور في ارتفاع معدلات الحوادث، وأن سيارات النقل العمومي في البلدان النامية تتسبب في اكبر قدر من حوادث المرور كما أن سائقي الدراجات النارية لا يلتزمون بارتداء الخوذة الواقية للرأس.

الوقاية خير من العلاج

إضافة إلى عدد الوفيات، تستهدف حوادث المرور فئة المواطنين ما بين الرابعة عشرة والخامسة والأربعين عاما، وهي الفئة القادرة على الإنتاج في المجتمع. كما يشغل ضحايا حوادث المرور حوالي 25% من الأسرّة في المستشفيات. وقد تم تقدير نفقات علاج ضحايا حوادث المرور في البلدان النامية بحوالي مائة مليار دولار سنويا، أي ضعف ما تستلمه من مساعدات دولية وثنائية.


ونظرا لهذه المعطيات المتوفرة اليوم، ترغب المجموعة الدولية في التركيز على خطورة حوادث المرور، إذ تنوي منظمة الصحة العالمية تخصيص يوم عالمي للوقاية من حوادث الطرقات عام 2004. وتتحرك العديد من المنظمات الأهلية لتشكيل شبكة دولية من بين أهدافها الأولية، تعزيز الدراسات حول حوادث المرور في البلدان النامية.


وما يشجع على اعتماد مبدأ “الوقاية خير من العلاج” التراجع الكبير في حوادث المرور في البلدان المتقدمة رغم زيادة عدد السيارات بها. فقد تراجعت حالات حوادث المرور الخطيرة في البلدان الأوربية ما بين عامي 1988 و1998 بنسبة عشرين بالمائة. كما سجلت مصالح الإحصاء الأمريكية أن وضع الحزام الأمني يجنب ف خمسة وستين بالمائة من الحالات موتا محققا.



أكيد أن العديد من الدول تنظم حملات لتوعية الجمهور لحوادث المرور. ولكن هذه الحملات تشوبها العديد من النقائص في تقدير الدكتور عدنان حيدر: “كونها مقتصرة على فترة معينة، لا نعرف ما الذي يحدث قبلها وبعدها، وكون حملات التوعية تقتصر على أجهزة الشرطة ولا تشرك مختلف القطاعات المعنية مثل قطاع الحماية المدنية والقطاع الصحي ومنظمات المجتمع المدني.


وفي حال وُجدت هيئات للتوعية من حوادث المرور، فإنها في اغلب البلدان النامية لا تملك قدرة تطبيق مقرراتها وتوصياتها”.

محمد شريف – سويس انفو – جنيف

تؤدي حوادث المرور سنويا إلى مقتل أكثر من مليون شخص وجرح عشرات الملايين الغالبية منهم في البلدان النامية. وتكلف نفقات علاج ضحايا حوادث المرور في البلدان النامية وحدها اكثر من 100 مليار دولار سنويا. هذه الأرقام المروعة دفعت عددا من المنظمات إلى التحرك لجلب الانتباه لتاسع آفة تحصد أرواح البشر دون أن تعير لها المجموعة الدولية الاهتمام الضروري.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية