مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المشكلة في “نقص الإرادة السياسية”

وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-راي والى جوارها الوزير الفلسطيني فارس قدورة في المؤتمر السنوي للخارجية السويسرية حول المبادرات السلامية Keystone

خصص المؤتمر السنوي لوزارة الخارجية حول الأمن الإنساني، جلسة هذا العام لمبادرات السلام في الشرق الأوسط وبالأخص مبادرة جنيف التي ترعاها الخارجية السويسرية

وقد ذكرت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي – راي بأن المشكلة لا تكمن في نقص المبادرات بل في “نقص الإرادة السياسية”.

إذا كان الاجتماع السنوي الذي نظمته وزارة الخارجية السويسرية طوال يوم 6 سبتمبر بالعاصمة الفدرالية، تحت شعار “مساندة القوى المدنية للسلام في الشرق الأوسط”، يهدف بالدرجة الأولى إلى إبقاء المبادرات السلامية المختلفة على قيد الحياة، في الوقت الذي تمارس فيه تجاوزات متفاوتة الخطورة على أرض الواقع في الأراضي المحتلة، فهو يمثل أيضا تجسيدا للشق الثاني من شعار الاجتماع، أي “إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الطرفين” سواء كانوا رسميين أو شبه رسميين أو ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

فقد حضر الاجتماع الذي نظمه قسم الأمن الإنساني بوزارة الخارجية السويسرية ممثلون عن السلطة الوطنية الفلسطينية في شخص وزير الدولة فارس قدورة، وعن الجانب الإسرائيلي شولاميت ألوني، ودان ميردور اللذان شغلا مناصب وزارية سابقا. كما حضر في برن كل من منسق الأمم المتحدة والممثل الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في لدى السلطة الفلسطينية تيرجي رود لارسن، و روبير مالي المستشار الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتن.

وبما أن الاجتماع مخصص للدعم الشعبي للمبادرات السلامية في منطقة الشرق الأوسط تم إشراك عدد من رجال الإعلام والأساتذة الجامعيين وممثلي المجتمع المدني في حلقات النقاش الثلاث التي خصصت لنظرة الجمهور لمشكل الشرق الأوسط، ولدور المجموعة الدولية في هذا الصراع، بالإضافة بالطبع لمبادرات السلام المحلية.

التعايش بدل العنف

وفي كلمة الافتتاح، ذكرت وزيرة الخارجية السويسرية بخصوصية صراع الشرق الأوسط حيث “يتواصل البحث عن مبادرات رغم مرور خمسين عاما على بدايته” قبل أن تعبر عن أسفها وعن رغبتها في “ألا يستمر العنف في تحديد أجندة الشرق الأوسط”.

وترى وزيرة الخارجية السويسرية أن على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أن يعملا على التخفيف من المآسي التي تصيبهما وذلك “بتقديم حلول وسطى مؤلمة”. ومن هذه الحلول المؤلمة ذكرت الوزيرة بمبادرة جنيف التي ترى أنه يجب إلقاء الضوء الكافي عليها وهو ما تواصل سويسرا الترويج له بعد حصول المبادرة على دعم 23 دولة لحد الآن. وفي هذا السياق، يعقد أصحاب مبادرة جنيف اجتماعا في السفارة السويسرية في بروكسل يوم الأربعاء 8 سبتمبر القادم لحشد الدعم لها.

أما رئيس قسم السياسة السلمية والأمن الإنساني بوزارة الخارجية توماس جريمينجر، فقد شدد بعد تذكيره بجهود سويسرا في مجال مبادرات السلام، على ضرورة التركيز في المستقبل على مفهوم “التعايش بدون خوف”.

إبقاء المبادرة على قيد الحياة

من جهة أخرى، خصص اجتماع الخارجية السويسرية جلسة نقاش لموضوع “حقوق السكان المدنيين في صراع مسلح من وجهة نظر القانون الدولي”. كما تناولت جلسة أخرى موضوع “دور المجموعة الدولية” في صراع الشرق الأوسط.

وكرد مسبق على ما سيناقش في الجلستين وضعت الوزيرة السويسرية الأصبع على الجرح، عندما قالت في كلمة الافتتاح “إن هناك ضرورة لتوفر الإرادة السياسية لدى المجموعة الدولية، من أجل الإشراف على خطوات السلام ولتعزيز الثقة والحوار بين الطرفين”.

وهذه الإرادة السياسية هي التي تنقص المجموعة الدولية والمنظمات الأممية والدولية عند تطرقها اليوم لصراع الشرق الوسط. ومن هذا المنطلق يمكن القول أن سويسرا رغم صغر حجمها، حاولت الدفع من أجل إصدار مبادرة جنيف في وقت بلغ فيه الجمود وفقدان الثقة بين الطرفين حدا لم يسبق له مثيل.

وها هي تحاول اليوم (وبعد أيام في بروكسل) إبقاء جذوة هذه المبادرة حية رغم لامبالاة المجموعة الدولية ورغم سياسة غض الطرف التي تمارسها الأمم المتحدة مقارنة مع ما تقوم به في أزمة دارفور على سبيل المثال.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية