مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بذور التنمية فى الآمان

بدون الأمن الانساني، يصعب المضي قدما في مشاريع التنمية التي تحتاجها بلدان كثيرة Keystone

اختتمت في مدينة البتراء الأثرية الأردنية يوم السبت، أعمال المؤتمر الثالث لشبكة الآمن الإنساني التي تضم ثلاثة عشر دولة من بينها سويسرا، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة.

ركز وزراء خارجية ثماني دول حضروا الاجتماع بالإضافة الى كبار مسؤولي وزارات الخارجية في البلدان الأخرى، على الأمن الإنساني بصيغته المطلقة و ليس بالمفهوم التقليدي.
و اشار المؤتمرون الى ان هناك العديد من الدول القوية عسكريا الا ان مواطنيها لا يشعرون بالأمن الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي، و بالتالي فان المطلوب هو ان يكون هناك امن داخلي و اقليمي يقود الى الأمن العالمي.

ودعا المؤتمرون إلى ضرورة وقف أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل حيث عبروا عن عميق حزنهم و قلقهم لما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون من عدوان عليهم، داعين لان يعيش الفلسطينيون في ظروف إنسانية آمنة مستقرة كغيرهم من الشعوب.

و لم يغفل المشاركون الظروف القاسية التي يعيشها العراق جراء الحصار الاقتصادي مطالبين بإعادة النظر في نظام العقوبات الدولي الذي يؤثر بشكل مباشر على الاطفال. كما تبنى المؤتمر المبادرة الأردنية المصرية و تقرير ميتشل و دعوا الى تنفيذ ما ورد في التقرير و المبادرة كوسيلة وحيدة لاعادة الأمور إلى نصابها وصولا الى تسوية عادلة و دائمة لمشكلة الشرق الأوسط.

الدور السويسري

اما وزير خارجية الاتحاد السويسري فقد اكد على البعد الانساني للأمن و ضرورة ايلاء هذا الموضوع الاهمية القصوى تحقيقا للاستقرار و الأمن الاجتماعي و الاقتصادي وصولا للتمنية الإنسانية لتحسين ظروف معيشة الافراد و المواطنين بفض النظر عن دينهم و معتقداتهم و ثقافاتهم و مواطنهم.

وأضاف الوزير السويسري في مقابلة خاصة مع “سويس إينفو” ان سويسرا مستعدة للقيام باي دور سياسي من شأنه تقريب وجهات النظر الفلسطينية و الإسرائيلية لكي يعود الجانبان الى طاولة المفاوضات التي اعتبرها السبيل الوحيد للخروج من المأزق الخطير الذي وصلت اليه الأوضاع و المواجهات بين الجانبين. و رحب الوزير السويسري بالمبادرة الأردنية المصرية معربا عن دعمه لها واصفا إياها إنها الفرصة الأخيرة التي تعتبر أساسا لاعادة الأمور الى نصابها مضيفا ان الاستخدام المفرط للقوة لا يقود الى الأمن.

دور مطلوب للمنظمات غير الحكومية

المؤتمرون تناولوا مشكلة الفقر الذي لا يمكن ان يجتمع مع الأمن داعين الى وجود المصداقية والشفافية داخل الشبكة مطالبين باقامة المجتمعات المدنية من خلال المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي اعتبروها أعمدة رئيسية في بناء هذه المجتمعات. و تطرق المساركون الى الديمقراطية وضرورة تعليمها وانشاء المؤسسات التي تدعم الديمقراطية في العالم مع التأكيد على التعددية داخل نظام العولمة. ودعا المؤتمر الى ايجاد الية رادعة تحول دون تاجيج الصراعات في أي منطقة من العالم اخذا بمبدأ “الوقاية خير من العلاج”.

كذلك ركز المؤتمرون على دور شبكتهم و ضرورة توسيعها على ان تكون متكاملة و فاعلة في أوقات الحرب و الصراعات و العناية بالاطفال و حقوق الإنسان مشيرين “الى اننا بحاجة الى قيادة عالمية تقود الأمن الإنساني الذي اصبح حلما”.


التجارة الحرة بين دول العالم، و على الرغم من تزايد معراضيها، حظيتبتأييد المؤتمر لانها، حسب رأيهم، تحقق مزيدا من التعاون والتنمية بين المجتمعات والأفراد مع التأكيد على ضرورة ان يعيش الانسان بحرية وكرامة واحترام بعيدا عن الأمراض والفقر والبطالة و الجهل و الامية تحقيقا لامن مستدام.

وتحدث المشاركون حول التمازج الثقافي بين المجتمعات الإنسانية داعين الى تطوير انظمة العدالة و السياسة في البلدان النامية.

الوزراء و ممثلو الدول عادوا لطرح سؤال مهم وهو “اين نتجه بهذه الشبكة وماهي القضايا الرئيسية التي تواجهنا؟” متسائلين ان كانت لديهم الإمكانية لوضع الية محددة للمشاكل الانسانية من خلال خلق إجماع دولي حول المشاكل التي تنشأ من حين لاخر، وبهذا فتح المشاركون الباب واسعا امام المؤتمر الرابع الذي سيعقد في التشيلي بعد حوالي ستة اشهر للإجابة عن هذا التساؤل وغيره من الأسئلة التي بقيت معلقة.

حمدان الحاج – البتراء الاردنية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية