مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد اليوم الأول: تأييد غربي ومخاوف باكستانية

العديد من المناطق والمدن الافغانية تعرضت للضربات الامريكية البريطانية swissinfo.ch

تفيد آخر التقارير أن خمسة وعشرين قتيلا على الأقل قد سقطوا اثر الهجوم الذي بدأته الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع متعددة في افغانستان فيما بدأت موجة فرار المدنيين إلى القرى والجبال. باكستان واثقة من نجاح العملية ومشرف يرفض استقبال اللاجئين الأفغان، العراق وفيتنام وإيران وماليزيا أعربت عن رفضها للعملية العسكرية، بينما رحبت بها موسكو ودعمها الاتحاد الأوربي ومعظم عواصم العالم.

خمسة وعشرون قتيلا هي حصيلة اليوم الأول من العملية العسكرية ضد أفغانستان، بينما بدأ سكان جلال أباد القريبة من الحدود الباكستانية في الهروب من المدينة إلى القرى المجاورة لها طبقا لما أوردته وكالة الأنباء الأفغانية، وأفاد عبد السلام سيف مبعوث طالبان لدى باكستان أن هجوم ليلة السابع من أكتوبر تشرين الأول كان عنيفا و أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، ولم تحدد وكالة الأنباء الأفغانية مصدر معلومات المتحدث باسم طالبان.

في المقابل صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو صباح الاثنين الثامن من أكتوبر تشرين الأول بأن الهجمات الأولى أحدثت خسائر فادحة في أهدافها دون وقوع خسائر في الأرواح في صفوف القوات الأمريكية والبريطانية، وأنه أكد للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بأن اختيار الأهداف يتم بعناية فائقة.

موقف باكستاني مضطرب

وفي باكستان أعلن الحاكم العسكري برفيز مشرف تأييده للهجوم الأمريكي البريطاني إلا أنه في الوقت نفسه طالب بتقديم العون اللازم للاجئين، وأعرب عن ثقته بأن العملية العسكرية ستكلل بالنجاح، مؤكدا على أن الحرب ليست ضد أفغانستان وإنما ضد حكومة طالبان، في الوقت نفسه أعلن مشرف أن إعادة إعمار أفغانستان زراعيا وفي مجال البنية التحتية وعودة الحياة إلى طبيعتها ستبدأ فور انتهاء العمليات العسكرية.

وعلى الرغم من تدفق المدنيين الأفغان الهاربين من الصواريخ البريطانية والامريكية إلا أن مشرف أعلن مجددا بأن حدود بلاده مع أفغانستان ستظل مغلقة في وجوههم، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير الحماية والدعم اللازمين لهم داخل حدود بلادهم.

في الوقت نفسه أعرب مشرف عن قلقه من انعكاسات الحرب على الوضع داخليا في بلاده، وطالب الخبراء الأجانب العاملين في مختلف المشاريع في باكستان بعدم مغادرة البلاد، وناشد المجتمع الدولي عدم اتخاذ خطوات يمكنها أن تؤثر سلبيا على اقتصاد واستقرار بلاده.

من ناحية أخرى صرح برفيز مشرف بأن تحالف الشمال لا يجب أن يستفيد من الوضع الراهن، و أكد انه ابلغ الإدارتين الأمريكية والبريطانية بذلك، وذلك قبل وصول كولين باول وزير الخارجية الامريكي إلى اسلام أباد ونيودلهي.

من جهة أخرى خرج آلاف المتظاهرين في مختلف المدن الباكستانية احتجاجا على الهجوم على أفغانستان واضطرت الشرطة لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات.

تأييد غربي واسع

على صعيد الاتحاد الأوروبي أعرب رئيس مجلس وزراء خارجية الاتحاد ميشيل لوي عن وجود مبررات للهجوم على أفغانستان و لم يعتبرها حربا وإنما “ضربة رد فعل موجهة” حسب قوله للإذاعة البلجيكية، وأعتبر أن الحرب على الإرهاب طويلة الأمد.

وفي الولايات المتحدة أكد الرأي العام وقوفه خلف الهجوم على أفغانستان طبقا لآخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “اي بي سي نيوز” حيث أعرب 94% في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم للرئيس بوش بينما أيد ما بين ثمانية وعشرة في المائة ضرورة إرسال وحدات أرضية لاغتيال بن لادن أو إلقاء القبض عليه، إلا أن نصف المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن مخاوفهم من ردود فعل وانعكاسات العملية العسكرية و احتمال استمرار الحرب لوقت طويل.

أقلية تندد وقلق على اللاجئين

إيران التي نددت بالهجمات الأمريكية البريطانية أعلنت أنه ليس لديها إمكانيات لتقديم الدعم اللازم للاجئين الأفغان، كما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ايرنا” بأن مكاتب منظمات الإغاثة الدولية في المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان في محافظات خراسان وسيستان وبالوشستان الشرقية لا تملك الإمكانيات لتقديم دعم اللاجئين الأفغان.

العراق و فيتنام وماليزيا كانت إلى جانب إيران الدول الوحيدة التي نددت، حتى الآن، بالعمليات العسكرية ضد أفغانستان، حيث انتقد مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الهجوم واعتبره عديم الجدوى في محاربة الإرهاب وأنه سيصيب المدنيين فقط بالضرر.


سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية