مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تأزم جديد في مؤتمر نزع السلاح

الرئيس الكوري الشمالي أثناء تفقد احد المواقع العسكرية Keystone Archive

شهد مؤتمر نزع السلاح في جنيف يوم الخميس 14 فبراير مشادة كلامية بين نائب وزير الدفاع الأمريكي وممثلي العراق وكوريا الشمالية بخصوص اتهامات واشنطن للبلدين في مجال امتلاك الأسلحة

ويضيف رفض واشنطن لتولي العراق الرئاسة الدورية للمؤتمر مزيدا من التعقيد على أعمال مؤتمر نزع السلاح المتعثرة منذ أكثر من 5 أعوام

شهد مؤتمر نزع السلاح الذي يعتبر أكبر محفل دولي متعدد الأطراف لمناقشة قضايا نزع السلاح، مشادات كلامية بين نائب وزير الدفاع الأمريكي ستيفان رادميكر وكل من ممثلي العراق وكوريا الشمالية.

وتطرق الجزء الأكبر من الخطاب الأمريكي الذي حمل عنوان “التزام الولايات المتحدة بالعمل الجاد المتعدد الأطراف” في مجال نزع السلاح، إلى عرض نظرة واشنطن لملف أسلحة الدمار الشامل بالعراق. كما وصف كيفية معالجة الولايات المتحدة لهذه القضية ضمن إطار منظمة الأمم المتحدة بـ”مثال عن تفضيل واشنطن للعمل المتعدد الأطراف”.

لكن نائب وزير الدفاع ردد التهديدات والاتهامات الأمريكية المعروفة بخصوص عدم تعاون العراق في مجال نزع أسلحة الدمار الشامل منتهيا إلى التهديد “بأن الوقت يكون قد حان لوضع حد لهذا التهديد بالقوة”.

واشنطن تعارض الرئاسة العراقية

الجديد في الموقف الأمريكي في هذه المواجهة مع العراق والذي قد تكون له عواقب على نشاط مؤتمر نزع السلاح المتعثر أصلا منذ أكثر منذ خمس سنوات، هو تصريح نائب وزير الدفاع الأمريكي بأن بلاده ترفض تولي العراق رئاسة مؤتمر نزع السلاح.

وجدير بالذكر أن رئاسة مؤتمر نزع السلاح تعهد دوريا حسب الترتيب الأبجدي لإحدى الدول الأعضاء الستة والستين. ومن المفروض أن يتولى العراق رئاسة الدورة في 17 مارس القادم.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، علل الممثل الأمريكي هذا الرفض، الذي يعد سابقة في تاريخ مؤتمر نزع السلاح بأنه لا يحق “لبلد يوجد تحت عقوبة بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة أن يرأس محفلا أمميا”.

وفي رده على الاتهامات الأمريكية، أوضح ممثل العراق السيد ناجي عابد، “أنه في غير صالح العمل الدولي المتعدد الأطراف أن تفرض دولة ما رأيها فيما يتصل برئاسة الهيئات الدولية”.

ويرى الممثل العراقي أن الولايات المتحدة الأمريكية “بصدد تهيئة الذرائع والأجواء لشن عدوان على العراق رغم معارضة المجتمع الدولي”. أما فيما يتعلق بالاتهامات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، فقد نفى الممثل العراقي امتلاك العرق لتلك الأسلحة مشيرا إلى أن هناك لجنتين دوليتين تسهران على التحقق من هذا الموضوع أي لجنة الرصد والتحقق والتفتيش “إينموفيك” والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الانسحاب تهديد للأمن الدولي

ولدى تطرقه للخلاف القائم مع كوريا الشمالية أمام مؤتمر نزع السلاح، وصف نائب وزير الدفاع الأمريكي ستيفان رادميكر انسحاب بيونغ يانغ من معاهدة منع الانتشار النووي بـ”تهديد خطير لنظام منع الانتشار النووي، وتهديد للأمن الإقليمي والدولي”.

وبينما وصف السيد رادميكر انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ الباليستيكية المعروفة باسم ABM بـ”خطوة مشروعة”، قال إنه “على كوريا الشمالية أن تتخلى بشكل واضح وبين عن برامج أسلحتها النووية”. ورد الممثل الكوري الشمالي صو صي بيونغ “بأن هذه الاتهامات غير صحيحة ومختلقة، وأن خلق هذه المشاكل نابع من السياسة العدائية للرئيس الأمريكي جورج بوش”.

ويرى ممثل كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة بإمكانها “إنهاء الخلاف بسرعة لو أقدمت على إبرام معاهدة عدم اعتداء”، لكن الممثل الأمريكي أوضح أمام الصحفيين “بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في الدخول في حوار مباشر مع بيونغ يانغ”.

زوبعة ليس المؤتمر في حاجة إليها

المقلق بالنسبة للعديد من الدول المشاركة في مؤتمر نزع السلاح، التي تحاول منذ 5 سنوات إعادة إنعاش نشاط المؤتمر بعد الجدل الذي نشب فيه بخصوص معاهدة منع التجارب النووية، أن تؤدي هذه الأزمة الجديدة إلى إحباط المحاولات الأخيرة الرامية إلى الاتفاق بخصوص جدول أعمال يوفق بين مطالب مختلف المجموعات وإعادة المؤتمر إلى سابق نشاطه.

لكن إصرار نائب وزير الدفاع الأمريكي في معارضته لتولي العراق رئاسة المؤتمر “بتفكير واشنطن في استعمال كل الطرق” قد يدفع البعض داخل مؤتمر نزع السلاح، حسب مصدر دبلوماسي “إلى المطالبة بإبعاد كل الدول التي لم تمتثل لقرارات الأمم المتحدة وفقا للبند الثاني من ميثاق المنظمة”. وفي ذلك تحذير لإقصاء إسرائيل التي سيأتي دورها قريبا لتولي رئاسة مؤتمر نزع السلاح.

وجا في آخر تطور في هذا الملف أن الأمم المتحدة نوصلت بعد ظهر الجمعة برسالة من العراق يعلن فيها انسحابه من الترشيح لرئاسة مؤتمر نزع السلاح. ولم توضح الرسالة العراقية أسباب هذا الإنسحاب.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية