مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترقب اوربي و سويسري لنتائج التصويت

الناخبون السويسريون يحددون مستقبل التعاون العسكري السويسري الاوروبي swissinfo.ch

يتوجه الناخبون السويسريون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد للتصويت على عدد من المبادرات التي يمكن أن ينظر إلى نتائجها على أنها مؤشر على مدى إقبال السويسريين على التعامل مع المتغيرات السياسية في أوروبا والعالم.

أهم المبادرات المطروحة للتصويت هي التي تحدث بعض التعديلات في دور الجيش السويسري، فيجب على الناخبين الإجابة عن السؤال: هل يجب تسليح القوات السويسرية المشاركة في أعمال القوات الدولية في مناطق النزاعات أم لا؟

الحكومة السويسرية ترى أن التعاون بين الجيش السويسري والقوات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي أو تلك التي تتشكل تحت لواء الأمم المتحدة، اصبح ضرورة حتمية تفرضها المتغيرات المتلاحقة على الساحة السياسية، حيث تشارك سويسرا بقوة في مختلف المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية، وأرسلت قواتها إلى الخارج في مهام مختلفة ولكن دون تسليح، مثل ما حدث في إقليم كوسفو حيث كانت القوات السويسرية تحت حماة القوة النمساوية.

المعارضون من تيار اليمين ومؤيدو الحياد السويسري يرون أن مشاركة قوات سويسرية مسلحة في الخارج نقض صريح للحياد الذي حرصت عليه وتميزت به الكونفدرالية على مدى عقود طويلة وخروج عن الاستقلالية، وبدأت أحزاب اليمين حملة ضارية ضد هذا القانون، رأت الحكومة انها استفزاز لمشاعر العائلات واستغلال سيئ للديموقراطية، كما أعلن وزير الدفاع السويسري صامويل شيمت أنه تعرض لهجوم شخصي من المعارضين أثناء الحملة التي قام بها لحث الناخبين على الموافقة على هذه التعديلات.

الجيش السويسري محور نقاش دائم

إلا أن الآراء المختلفة التي سمعها الناخب السويسري طرحت بعض الأفكار المختلفة لتواجد قوات مسلحة سويسرية في الخارج، فهناك من يقول بأن التسليح مهم للدفاع عن النفس بدلا من اللجوء إلى حماية دولة أخرى كما حدث في كوسفو وهو رأي قد يجد بعض المؤيدين، بينما يرى أشار طرف آخر إلى أن التسليح مهم للدفاع عن المدنيين العزل، و هو ما قوبل برفض من الرأي العام، على اعتبار انه دخول حرب على الفئة المعتدية، أم اكثر الاراء تحفظا فكانت رفض مشاركة القوات السويسرية مسلحة كانت أو غير مسلحة في مهام خارجية والاكتفاء بما تقوم به الحكومة من مساعدات تنموية بعد انتهاء الحروب، ويعتبرونها أكثر فاعلية وايجابية.

على الجانب الآخر يقف جماعات و منظمات تطالب بإلغاء الجيش تماما من سويسرا، بدلا من النفقات الباهظة التي بتكبدها دافعوا الضرائب لتسليح جيش لم يدخل في حرب منذ أكثر من قرن من الزمان، ويعارضون بشدة انضمم سويسرا إلى حلف شمال الأطلسي حيث يرون انه الحلف لا يحقق إلا أهداف القوى العظمى فقط.

وكعادة المبادرات المتعلقة بالعلاقات بين سويسرا والخارج شهد الرأي العام أطروحات مختلفة بين مؤيدين ومعارضين لمزيد من التقارب بين سويسرا وأوروبا متمثلا في الالتحاق بالاتحاد الأوربي من ناحية وبين سويسرا والعالم متمثلا في دخولها منظمة الأمم المتحدة، من ناحية أخرى.

فعلى الرغم من رفض الناخبين للالتحاق بالاتحاد الأوربي و التريث في تعميق العلاقات معه، يمكن القول أن نتيجة استفتاء الاحد قد تكون مؤشرا على توجهات السويسريين في العلاقات مع الخارج، إلا ان بعض التيارات ترى ان نتيجة الاستفتاء لا تعبر بالضرورة عن توجهات سويسرا الخارجية بقدر ما تعبر عن اهتمام سويسرا بأبنائها.

تعديل مقترح في قانون الابرشيات

وبعيدا عن الجيش وأسلحته والحياد ومفهومه يدلي الناخبون برأيهم في تعديل قانون الابرشيات الذي لم يتغير منذ عام ألف وثمانمائة وأربعة وسبعين والذي ينص على الحصول على موافقة الحكومة الفدرالية قبل تعديل الابرشيات القائمة حاليا أو إنشاء ابرشيات جديدة، و هو قانون يعيد إلى الساحة التركيبة الدينية للكانتونات السويسرية المنقسمة بين كاثوليكية وبروتستانتية، حيث تقترح الحكومة إلغاء هذا القانون، وهو ما يراه المعارضون، صلاحية غير مباشرة للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان بالتدخل في الكانتونات الكاثوليكية بعيدا عن الحكومة الفدرالية.

الجديد في هذا الاستفتاء هو تجربة فريدة تقوم بها بعض المدن الكبرى للسماح بالتصويت باستخدام الهاتف النقال بدلا من عناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع و خاصة وأن الإقبال يقل عليها سواء كان الطقس جيدا، حيث يفضل الناخبون الذهاب إلى الجبال أو المنتزهات، أو سيئا -كما هو الحال هذا الأحد- فيفضلون المكوث في منازلهم أمام شاشات التلفزة او الحاسوب.

تامر أبو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية