مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جائزة نوبل للسلام للأمم المتحدة ولأمينها العام

تتويج لمسار ناجح بمنحه جائزة نوبل للسلام Keystone Archive

حصلت الأمم المتحدة وأمينها العام الغاني كوفي انان على جائزة نوبل للسلام لهذا العام. هذه الجائزة ترى فيها المنظمات الإنسانية تتويجا للعمل الإنساني الجبار الذي قامت به الأمم المتحدة، بينما ترى أصوات أخرى أن الأمم المتحدة قد أخفقت في العديد من مهام حفظ السلام أو إقراره.

استقبل مقر الأمم المتحدة في جنيف حصول الأمم المتحدة وأمينها العام السيد كوفي انان على جائزة نوبل للسلام لهذا العام على أنه “إجراء رمزي هام”.

وكما قالت الناطقة باسم الأمم المتحدة في جنيف السيدة ماري هويزي يعد تكريما لكل الذين سقطوا دفاعا عن مبادئ الأمم المتحدة”

تكريم الأمم المتحدة وتكريم الأمين العام بجائزة نوبل للسلام، يكتسي أهمية أكبر عندما نأخذ بعين الاعتبار آن ذلك يتزامن ومرور مائة عام على منح أول جائزة من هذا النوع.

كما أن منح هذه الجائزة في هذه الظروف بالذات، قد يرى فيه البعض دعما لمنظمة يرغب البعض في تهميشها خصوصا في مجالات إقرار السلام.

تتويج في وقت حرج

منح جائزة نوبل للسلام للأمم المتحدة يأتي في وقت حرج نظرا لتكرار الإخفاقات في محاولات هذه المنظمة إيجاد حلول لصراعات في تعاظم مستمر. فهذه المنظمة وبالأخص في ميدان حفظ السلام، قد سجلت بعض النجاحات مثلما وقع في تيمور الشرقية او في ناميبيا وموزامبيق وكمبوديا، وفي مرحلة أولية في أنجولا، ولكنها تجر ورائها إخفاقات كبيرة كعجزها عن حماية المدنيين في البوسنة وعجزها عن تجنب المجازر الكبرى في رواندا وانسحابها في عز الأزمة الصومالية.

ولا شك آن العالم العربي قد يحكم على دور الأمم المتحدة وعلى دور أمينها العام من خلال معالجتهما لقضايا المنطقة. وفي هذا المجال يمكن القول أن الأمم المتحدة لم تفلح لحد الآن في حل أزمة الصحراء الغربية وقد همشت كليا في قضية الشرق الأوسط، بينما لعبت دورا محوريا في حرب الخليج وفي فرض العقوبات على كل من العراق والسودان وليبيا.

هذا ما يترك جانبا من المرارة في تقييم العالم العربي لدور الأمم المتحدة في المنطقة. لكن الأمم المتحدة وبالأخص منظماتها الإنسانية في مجال المساعدة الإنسانية لعبت ولا زالت تلعب دورا حيويا في حماية اللاجئين الفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا. كما أن وكالاتها المختلفة تواصل تقديم الدعم والرعاية سواء لللاجئين اوالمتضررين في شتى بقاع العالم العربي.

نهاية مسار ناجحة

حصول الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد كوفي انان على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة، يأتي لختام مسار مهني ناجح لهذا الدبلوماسي الافريقي الذي تدرج في عدة مناصب أممية قبل أن يطلب منه تولي المنصب الأعلى في المنظمة في عام سبعة وتسعين.

فهذا الدبلوماسي الغاني الذي مر عبر مختلف درجات السلم الإداري في منظمة الأمم المتحدة منذ عام أثنين وستين، يوصف على أنه رجل الوفاق والإجماع، خصوصا بين البلدان الخمسة الدائمة العضوية داخل مجلس الأمن.

كما أنه رجل الإصلاحات الإدارية التي سمحت لمنظمة الأمم المتحدة تجاوز قسم من ثقلها البيروقراطي والتقليل من نفقاتها الباهظة. وفي عهده تمكنت الأمم المتحدة من تجاوز مشكلة السيولة الناجمة عن تأخر العديد من الدول عن دفع مساهماتها المالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن السيد كوفي انان لم يعرف فقط النجاح بل ان بعض إخفاقات الأمم المتحدة، سواء في رواندا او في البوسنة، تمت لما كان يرأس قوات حفظ السلام، كما أن البعض يصفه بأنه حريص على عدم السير عكس رغبة الولايات المتحدة، بينما يرى البعض الآخر انه يحترم حدود صلاحياته ويتقيد دوما برغبة قرارات مجلس الأمن الدولي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية