مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تبحث عن مخرج دبلوماسي للخلاف حول مكتب الاتصال في القدس الشرقية

إثارة موضوع مكتب الاتصال السويسرى خلال مباحثات دايس مع شارون لم تكن مدرجة ضمن بنود النقاش swissinfo.ch

في ختام زيارته إلي الشرق الأوسط، صرح وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس أن سويسرا ستعمل على حل الخلاف الدبلوماسي القائم مع إسرائيل حول وجود مكتبها للاتصال في القدس الشرقية. لكنه لم يحدد الأسلوب الذي ستلجأ إليه بيرن لتحقيق ذلك.

ظهر الخلاف عندما فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي الوفد السويسري بتوزيع بيان صدر عن مكتبه على وسائل الأعلام بعد ساعات قليلة من اختتام محادثات وزير الخارجية جوزيف دايس مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز. وطالب البيان سويسرا بنقل مكتبها للاتصال من القدس الشرقية وأعتبر وجود هذا المكتب مشكلة وانتهاكا لاتفاقيات أوسلو للسلام.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد طرح موضوع مكتب الاتصال على السيد دايس أثناء مباحثاتهما يوم أمس رغم انه لم يكن مدرجا ضمن بنود النقاش المتفق عليها مسبقا بين الجانبين. أقترح شارون على سويسرا إعادة النظر في موقع المكتب ونقله إلي أية مدينة فلسطينية في الضفة الغربية. لكن السيد دايس أوضح أن تواجد المكتب في القدس الشرقية ليست له أية صبغة سياسية وان الهدف من إقامته هو تسهيل الاتصال مع الجانب الفلسطيني. هذا الرد لم يكن مقنعا للجانب الإسرائيلي الذي عمد بعد ذلك إلي إصدار بيانه بصورة فاجأت الجانب السويسري.

رغم ذلك سعى وزير الخارجية السويسري إلى التخفيف من الضجة التي أثيرت حول هذه القضية عندما صرح خلال حديث له صباح اليوم مع الوفد الصحفي السويسري المرافق له، بأنه في حال إعادة طرح هذا الموضوع من خلال طلب إسرائيلي إلى بيرن فستتم أتحاذ الإجراءات الكفيلة بتسوية هذا الأمر، لكنه لم يحدد طبيعة هذه الإجراءات.

الجدير بالذكر أن قضية موقع مكتب الاتصال السويسري، الذي تم افتتاحه عام 1994، برزت على واجهة العلاقات الإسرائيلية السويسرية بعد تصريحات أدلت بها مديرة المكتب السيدة أنيك تونتى، التي ستنهى فترة عملها في المناطق الفلسطينية منتصف العام الجاري، بأن انتخاب ارييل شارون رئيسا للحكومة الإسرائيلية وجه ضربة قوية لمسار السلام في الشرق الأوسط.

وكان الاستياء الإسرائيلي لافتا منذ بدء زيارة وزير الخارجية السويسري، وبدا ذلك خلال مراسم الاستقبال التي قوبل بها في تل أبيب حيث كان في انتظاره السفير الإسرائيلي لدى بيرن بدلا من وزير الخارجية الإسرائيلي.

هذا ويري موفد سويس إنفو الذي كان ضمن الوفد المرافق للسيد جوزيف دايس، أن إسرائيل عمدت إلى إثارة موضوع مكتب الاتصال خلال هذه الزيارة بهدف الضغط علي سويسرا “كي لا تذهب بعيدا في مطالبتها بعقد المؤتمر الخاص بمناقشة المعاهدة الرابعة لجنيف المتعلقة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة”. وكان السيد دايس قد أعرب خلال زيارته عن أمله في إمكانية عقد المؤتمروالذي يهدف إلى بحث مدى تطبيق بنود المعاهدة الرابعة لجنيف في الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي. بقى أن نذكر أن المؤتمر، الذي يواجه اعتراضا إسرائيليا وأمريكيا قويا، تم تأجيل انعقاده في يوليو 1999 بهدف تجنب الأضرار بمباحثات السلام التي كانت دائرة آنذاك بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني .

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية