مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تحاول كشف سر الخلية الغامضة

تقول تقارير صحفية إن المخابرات الفدرالية السويسرية أحبطت عملية تفجير طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية في ديسمبر 2005. (في الصورة: مطار جنيف كوانتران الدولي) Keystone

أعلن مكتب المدعي العام السويسري يوم الإثنين أنه تم القبض على شخص رابع في إطار الحملة لتي بدأت منذ يوم 12 مايو الجاري للتحقيق في وجود خلية تابعة لجماعة ارهابية.

ورفض المدعي العام الكشف عن تفاصيل وملابسات عملية الإعتقال حرصا على عدم التاثير على عملية التحقيق التي لا زالت جارية.

قالت صحيفة “سونتاغس تسايتونغ” في عددها الصادر يوم الأحد 21 مايو، إن قوات الشرطة ألقت القبض في 12 مايو الجاري على 7 إسلاميين مقيمين في كل من بازل وزيورخ، من بينهم اثنان كانا قد خططا للقيام بتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” في ديسمبر 2005.

ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية أن الشركة قد قامت بالفعل بإلغاء رحلاتها بين تل أبيب وجنيف لمدة أسبوع في نفس تلك الفترة، بسبب ما وصفته آنذاك بأنها أسباب تقنية، بعد أن تلقت من جهاز مكافحة الإرهاب السويسري، معلومات تفيد باعتزام مجموعة من الإسلاميين القيام بتفجير إحدى طائراتها في جنيف.

وتقول الصحيفة الأسبوعية بأنه من المحتمل أن يكون أحد المقبوض عليهم (وهما جزائري يبلغ من العمر 20 عاما، وليبي في الخامسة والثلاثين من العمر)، قد خططا للهجوم على طائرة ركاب باستخدام صارخ “آر بي جي – 7” ثم الهروب إلى العراق، واستندت الصحيفة في مزاعمها إلى معلومات تقول بأنها حصلت عليها من جهاز الشرطة الفدرالية لمكافحة الجرائم، نتيجة تنصته على محادثة بين الرجلين.

وقد وضعت المخابرات السويسرية الرجلين تحت المراقبة طيلة هذه الفترة، واكتشفت أن لهما علاقة مع مجموعات راديكالية من بينها المجموعة السلفية للدعوة والقتال، التي اعتبرتها الصحيفة جناح تنظيم القاعدة في الجزائر، والمنشقة عن الجماعة المسلحة الجزائرية في النصف الثاني من التسعينات.

وتقول صحيفة “سونتاغس تسايتونغ” بأن التحريات أثبتت بأن نشاط الجماعة السلفية للدعوة والقتال في سويسرا “أكبر مما كان متوقعا”، وذلك وفقا لتقرير منسوب للشرطة الفدرالية بتاريخ 5 أكتوبر 2005، نقلت عنه الصحيفة بأن هذه الجماعة “نشيطة في منطقة بازل بشكل كبير”، وأنها “تقوم بتدريب أشخاص للقيام بعمليات انتحارية” وان بازل تعتبر “إحدى المناطق التي تتحرك فيها، إن لم تكن المركز الرئيس” لنشاطها.

كما تنقل الصحيفة الأسبوعية عن خبراء في الشرطة الجنائية قولهم بأن صافي بورده، زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، المعتقل حاليا في فرنسا، كان قد تم توقيفه في مدينة بازل عام 1994 بتهمة حيازة أوراق هوية مزورة، وطبقا لمعلومات منقولة عن الشرطة الفرنسية فإن بورده ومجموعته “على اتصال بجماعة تنشط في إيطاليا تم القبض عليها أيضا” في الأسبوع الماضي، كما توجد “علاقة وثيقة” بين المجموعة الإيطالية ونظيرتها في سويسرا.

إلى داخل الأوساط الجهادية

وتعتقد “سونتاغس تسايتونغ” بأن عميل المخابرات كلود كوفاسي (الذي اعترف قبل أسابيع بأنه تم تجنيده للتجسس على المركز الإسلامي في جنيف وعلى مديره هاني رمضان)، على علاقة بأحد مخططي الهجوم على الطائرة الإسرائيلية في جنيف، كما أن الجاسوس أفاد الشرطة الفدرالية بأن عبد الرحمن هذا قد أجرى اتصالات من هاتفه المحمول مع نشطاء في المجموعة السلفية للدعوة والقتال في الدار البيضاء والجزائر العاصمة وبازل

وقالت الصحيفة إن الشرطة السويسرية عن مواطن مغربي يدعى عبد الحميد، يستخدم اسم “لوسيفير Lucifer” الحركي في مراسلاته عبر الإنترنت، وقالت بأن الشرطة لديها مقتطفات من محادثة أجراها عبر شبكة الإنترنت في منتصف شهر سبتمبر الماضي، تحتوى على عبارة: “قريبا ستطير إحدى العواصم الأوروبية في الهواء”.

وعلى الرغم من كل تلك المعلومات التي أوردتها الصحيفة دون تحديد المصدر، إلا أنها اختتمت مقالها بأن جهاز الإدعاء العام يرفض الإفصاح عن أية بيانات حول سير عملية التحقيق قبل الانتهاء منه.

صحيفة “بليك” الشعبية الواسعة الانتشار قالت في عددها الصادر يوم الاثنين 22 مايو، بأن الشرطة الفدرالية قد صادرت بالفعل صاروخ “آر بي جي” اعترف المتهمان الجزائري والليبي بمكانه عند التحقيق معهما.

وتقول “بليك” بأنه سبق للجاسوس كلود كوفاسي أن أعلم المخابرات السويسرية بأن أحد الرجلين “قد سافر إلى الشيشان للحصول على هذا المدفع”.

إلا أن الصحيفة تقول بأن 3 فقط من المتهمين هم الذين يقبعون حاليا في السجن، وأن المغربي عبد الرحمن البالغ من العمر 27 عاما، الذي تبحث عنه الشرطة الفدرالية حاليا هو نفس الشخص الذي تم اعتقاله في خريف العام الماضي، بتهمة تحميل مواد تحرض على الإرهاب وتهديدات بالقتل وأشرطة فيديو تصور عمليات إعدام حية وطرق تصنيع القنابل والمتفجرات، على موقع الإنترنت من جهاز كمبيوتر بجامعة جنيف، ثم تم الإفراج عنه بعد 4 أشهر.

صحيفة “بازلر تسايتونغ” الصادرة في نفس اليوم أكدت معلومات “بليك” بأن المعتقلين على ذمة التحقيق هم فقط 3 أشخاص، ولكنها أضافت بأن جهاز الإدعاء العام رفض تأكيد أو نفي بأنهم من أعضاء المجموعة السلفية للدعوة والقتال أو أن السلطات قد صادرت أسلحة، ولكنه اكتفى بأن التحقيقات ستقود إلى معلومات داخل ما وصفها بـ”الأوساط الجهادية المسلحة في سويسرا”

أخيرا، أفاد تقرير للتليفزيون السويسري الناطق بالألمانيةSF1 بأن التهم الموجهة للمقبوض عليهم هي الاشتباه في الانتماء لتنظيم إرهابي (القاعدة حسبما يبدو)، كما نقل تصريحا للناطق باسم المدعي العام الفدرالي برر فيه عدم الإدلاء بأية تصريحات حول التحقيقات والقضية في الوقت الحاضر.

سويس انفو مع الوكالات والصحف

احتجزت سويسرا حتى ظهر الإثنين 4 اشخاص على ذمة التحقيق في احتمال انتمائهم أو دعمهم لجماعة ارهابية.
يرفض المدعي العام الفدرالي الإدلاء بأية معلومات حفاظا على سير التحقيق.
المعتقلون الأربعة أجانب من أصول عربية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية