مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تصبح العضو الـ190 في الأمم المتحدة

السفير السويسري لدى المقر الاوربي للامم المتحدة في جنيف فرانسوا نوردمان يحتفل بالقرار التاريخي الذي اتخذه الناخبون السويسريون يوم الاحد Keystone

قبل السويسريون بأغلبية 54.6% انضمام بلدهم الى منظمة الأمم المتحدة. وحظي المقترح بتأييد اثنتى عشرة دويلة مقابل معارضة احد عشر كانتونا. النتيجة ترى فيها الحكومة السويسرية اشارة الى تضامن مع العالم وتعتبرها الأمم المتحدة التزام الشعب السويسري بمبادئ المنظمة الدولية.

صوت الناخبون السويسريون لصالح انضمام بلدهم الى منظمة الأمم المتحدة بأغلبية 54.6% من مجموع الناخبين وأثنتى عشر مقابل أحد عشر بالنسبة للدويلات. وبهذا تطوي سويسرا نهائيا صفحة من تاريخها العريق الذي جعل منها تلك الوضعية الخاصة، الحاضرة بشكل مكثف في المنظمات المختصة بدون عضوية كاملة في المحافل السياسية لمنظمة الأمم المتحدة.

من الشخصيات السياسية التي لعبت دورا فعالا في الحملة المناصرة لعملية الانضمام وجازفت بمستقبلها السياسي وزير الخارجية السيد جوزيف دايس الذي عبر في رد فعل أولي “أن ذلك انتصار للبلاد بأكملها”.

أما الحكومة الفدرالية وفي خطابها الرسمي الموجه بالمناسبة اعتبرت “بأن ذلك سيشكل دفعا هاما لسياستها الداخلية والخارجية”. كماا ترى الحكومة الفدرالية أن هذا الاختيار هو بمثابة “إشارة تضامن وتعبير عن أن سويسرا ترغب في التعاون مع بقية البلدان من أجل إيجاد حلول لمشاكل هذا العالم”

الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام السيد كوفي عنان عبرت عن أن اختيار الشعب السويسري يعني “التزامه وتجنده تجاه نشاطات ومبادئ الأمم المتحدة”. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب وزع في جنيف “أن سويسرا بانضمامها الى المنظمة، ستسمع صوتها وستؤثر في مختلف الميادين”.

تطبيع للعلاقات ودفع لجنيف الدولية

اما سفير سويسرا لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة السفير فرانسوا نوردمان فيرى في نتائج التصويت “تطبيعا لعلاقات سويسرا مع المنظمة الأممية” وتشجيعا “لكل الذين يعملون لصالح جنيف الدولية” اي جنيف التي تحتضن المنظمات الأممية والدولية المختلفة. ويعتز السفير نوردمان بالخصوص بالنسبة العالية التي صوت بها سكان جنيف لصالح عملية الانضمام وهي زهاء السبعة والستين بالمائة من الأصوات.

وفي الخطاب الموجه للعالم الخارجي يرى السفير نوردمان، أن سويسرا بهذا التصويت المتقارب جدا وبعد هذا المشوار الطويل، “قبلت التطبيع مع الأمم المتحدة بتحفظ”. ويرى ممثل سويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف “أن سويسرا لها خصوصياتها التي تؤهلها للقيام بدور فعال في مجالات مختلفة منها القانون الانساني الدولي والتعاون الاقتصادي الدولي، وستوفي بتعهداتها تماشيا مع حيادها”.

أوساط المال والأعمال السويسرية التي ناصرت حملة الانضمام، رحبت من جهتها بقرار الشعب السويسري. إذ ترى جمعية ارباب العمل “أن ذلك سيعمل على فك العزلة التي كانت تعيشها سويسرا”. وترى في هذه الخطوة “تحملا كاملا للمسؤولية من قبل سويسرا”.

تضحية باستقلال البلاد

المعسكر المعارض وفي رد فعل أولي جاء على لسان رئيس حزب الشعب السويسري السيد اولي ماورر فانه وصف نتيجة التصويت بخطوة سلبية بالنسبة للبلاد اذ يرى السيد ماورر “أن سويسرا ستفقد مصداقيتها وحيادها واستقلالية اتخاذ قرارها”. ويشكك حزب اتحاد الوسط في إمكانية تمسك الحكومة بوعودها التي عبرت عنها أثناء الحملة الانتخابية فيما يتعلق بعدم ارتفاع المساهمة المالية في منظمة الأمم المتحدة او عدم إرسال قوات سويسرية الى الخارج.

زعيم الحملة المعارضة كريستوف بلوخر يرى أن الخاسر في هذا التصويت “ليس هو بل سويسرا ككل”. ولا يعتبر السياسي الشعوبي “أن الوضعية الخاصة التي ميزت سويسرا قد انتهت بل تم أضعافها فقط”. وقد عبر عن رغبيته في مواصلة “الكفاح” موجها اهتمامه هذه المرة ضد مشروع انضمام سويسرا الى الاتحاد الأوربي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية