مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تـنضم للإدانة الدولية لمقتـل بي نـظير بوتو

إعلان وفاة بي نظير بوتو في الهجوم، الذي خلف حسب حصيلة قابلة للارتفاع 15 قتيلا على الأقل و60 جريحا، مظاهرات عنيفة في باكستان Keystone

على غرار المجتمع الدولي، أدانت سويسرا بشدة اغتيال المُعارضة ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو يوم الخميس 27 ديسمبر الجاري. كما أعربت برن عن قلقها حول تطور الوضع في باكستان.

ولقت بوتو مصرعها في هجوم انتحاري في راوالبيندي شرقي باكستان. وقد أعلن الرئيس برفيز مشرف الحداد لمدة 3 أيام إثر الحادث الذي وقع قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية في البلاد.

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جواد شيما قوله: “حسب معلوماتنا، توفيت (بي نظير بوتو) بعد ما أصيبت على ما يبدو بشظايا قنبلة”. وحسب القناة التلفزيونية الإخبارية الباكستانية “أري وان”، أصيبت بوتو برصاصة في الرأس.

وكانت مصادر أخرى قد قالت في وقت سابق، إنها أصيبت برصاصات في العنق والصدر وهي تصعد سيارتها بعد حضورها لقاء انتخابيا في حديقة عامة بضواحي العاصمة إسلام أباد.

وأكد مسؤول في حزبها المعارض أنها نُقلت للمستشفى للخضوع لعملية على إثر الحادث وتوفيت في الساعة 18:16 بالتوقيت المحلي.

ووقع الهجوم الانتحاري في راوالبيندي، وهي مدينة كبيرة مجاورة لإسلام أباد، وتعتبر مقر السلطة العسكرية في باكستان.

وأفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أنه شاهد فور وقوع الانفجار أشلاء بشرية متناثرة على طول الطريق، ويوجد من بين الجثث رجال شرطة، حسب نفس المصدر.

من جانبه، أوضح السيد شيما أن “انتحاريا فجر نفسه، بينما كان المشاركون يغادرون اللقاء الانتخابي”. من جهتها، قالت الشرطة الباكستانية إن “الرجل أطلق النار أولا على سيارة بوتو قبل أن يفجر نفسه”.

ووقع الانفجار بينما كانت بوتو (54 عاما) تصعد سيارتها بعد أن ألقت خطابا أمام آلاف من أنصارها في إطار الانتخابات التشريعية، التي كانت مقررة في 8 يناير القادم.

وسرعان ما نزل أنصار بوتو إلى شوارع بيشاوار، شمال غربي البلاد، وفي مناطق أخرى يهتفون بشعارات معادية للرئيس مشرف، الذي اتهمه بعضهم بالتواطؤ في مقتل رئيسة الوزراء السابقة.

وفي كاراشي، سارع عدد من التجار إلى إغلاق محلاتهم، بينما أقدم أنصار حزب الشعب المعارض على إحراق العجلات المطاطية على الطرق.

“إنني رمز يخشاه الجهاديون”

وكانت بي نظير بوتو قد انتخبت على رأس الحكومة الباكستانية في عام 1988 ثم أعيد انتخابها عام 1993. وبعد ثمان سنوات في المنفى الطوعي، عادت إلى باكستان يوم 18 أكتوبر الماضي، حينها، أسقط هجوم انتحاري ما لا يقل عن 139 قتيلا من أنصارها الذين كانوا قد احتشدوا لاستقبالها في كاراشي، جنوب البلاد. وأفلتت بوتو بمعجزة من محاولة الاغتيال تلك، التي كانت قد وُصفت بالأخطر بعد عودتها للبلاد.

وبعد ذلك الهجوم، اتهمت بي نظير بوتو في مناسبات عديدة “مسؤولين سامين” قريبين من السلطة وأعضاء من أجهزة المخابرات الباكستانية بالوقوف وراء محاولة اغتيالها، دون أن تتمكن من إثبات أقوالها.

وكتبت بوتو في سيرتها الذاتية: “أعلم أنني رمز يخشاه كثيرا من يسمون بـ “الجهاديين” (…) إنني امرأة وقائدة سياسية، اناضل من أجل جلب الحداثة والاتصال والتربية والتكنولوجيا لباكستان”.

غضب وإدانة

وفور الإعلان عن خبر مقتل بي نظير بوتو في هجوم يوم الخميس 27 ديسمبر الجاري، توالت ردود الفعل والإدانات، داخل وخارج باكستان. رئيس الوزراء السابق وقائد المعارضة أيضا نواز شريف وعد الباكستانيين بـ “قيادة حزبهم”.

وفي كلمات موجهة لأنصار بوتو، قال شريف لدى زيارة المستشفى الذي نقلت له بوتو “بي نظير بوتو كانت بمثابة شقيقة لي أيضا، وسأكون إلى جانبكم لأخذ الثأر لها”.

أما الرئيس الباكستاني، الجنرال برفيز مشرف، فأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام ودعا إلى عقد اجتماع غير عادي لمناقشة رد الحكومة على “هذه الجريمة”، حسب ما أوردته صحيفة أسوشييتد بريس، وأدان مشرف الهجوم، داعيا الشعب إلى السلام والهدوء امام هذه “المأساة”، على حد وصفه..

وأدانت دول عديدة، من بينها سويسرا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا وبريطانيا والهند على الفور الهجوم.

وزارة الخارجية السويسرية أصدرت مساء الخميس في برن بيانا كتبت فيه “إن سويسرا تدين بحزم هذا العمل الذي لا يمكن أن يبرره أي شيء والذي يضعف المسار الديمقراطي الهش في هذه البلدان”، ودعت برن السلطات الباكستانية إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان استقرار البلاد و”القيام بما يجب لاستمرار العملية الديمقراطية”.

وفي باريس، كتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة إلى نظيره الباكستاني برفيز مشرف: “أدين هذا العمل الشائن بأقصى درجات الحزم. فلا مكان للارهاب والعنف في النقاش الديمقراطي وفي نضال الأفكار والبرامج”، وأضاف الرئيس الفرنسي أن بي نظير بوتو “دفعت حياتها ثمنا لالتزامها من أجل خدمة المواطنين والحياة السياسية في باكستان”.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، بيرنار كوشنير، الذي كان يعرف شخصيا بي نظير بوتو، عن عميق تأثره على إثر الهجوم الذي أودى بحياتها والذي أدانه بشدة. وقال السيد كوشنير: “إننا نجدد التأكيد على تمسك بلادنا باستقرار باكستان وديمقراطيته، اللذين يجب أن يكونا محور اهتمام المجتمع الدولي”.

أما الرئيس الأمريكي جورج بوش، فقد دعا إلى تقديم المسؤولين عن مقتل بوتو إلى العدالة، قائلا “إن الولايات المتحدة تدين بحزم هذا العمل الجبان المُرتكب من قِـبل متطرفين قتلة يبحثون عن تقويض الديمقراطية الباكستانية”.

وفي روسيا، عبرت موسكو عن خشيتها من أن يكون لمقتل بوتو انعكاسات عنيفة في باكستان. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن اناتول سافونوف، مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين المكلف بالتعاون الدولي ضد الإرهاب قوله: أن “الوضع غير المستقر بعد في باكستان سيتفاقم” جراء الهجوم الأخير، ويخشى المراقبون بالفعل من تصاعد أعمال العنف في البلاد، التي يفترض أن تشهد قريبا انتخاباتها التشريعية.

سويس انفو مع الوكالات

ولدت يوم 21 يونيو 1953 في أسرة ثرية من ملاك الأراضي جنوب باكستان.

كُلفت بتحمّل التركة السياسية الثقيلة لوالدها، ذو الفقار علي بوتو، الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 1977 قبل إعدامه.

ألقي القبض عليها عدة مرات في عهد حكم الجنرال ضياء الحق، مما قادها إلى المنفى في عام 1984. وبعد ذلك بعامين، عادت لترأس مظاهرات شعبية من أجل استعادة المدنـيين للحكم في البلاد.

بعد وفاة الجنرال ضياء في حادث تحطم طائرة غامض في عام 1988، قادت بي نظير بوتو حزبها إلى الفوز بالانتخابات لتصبح أول سيدة تقود بلادا مسلمة في العصر الحديث.

أعيد انتخابـها في عام 1993، لكن بعد مضي ثلاث سنوات، تلقت أسرة بوتو ضربة جديدة: الشقيق الأصغر لبي نظير، مُرتضى، قتل رميا بالرصاص في إطلاق نار مع الشرطة في كاراشي. وكان الأخ الأصغر شهناواز قد لقي حتفه قبل عشرة أعوام في ظروف غامضة في فرنسـا.

بعد انهزامها أمام منافسها الدائم، نواز شريف، عام 1996، وجهت موجة من الاتهامات بالفساد لبي نظير بوتو التي غادرت البلاد عام 1999، قبل وقت قصير من إدانتها من قبل إحدى المحاكم بالفساد ومنعها من ممارسة أي نشاط سياسي. ورغم إبطال الحكم لاحقا، بقيت بي نظير بوتو في المنفى بين لندن ودبي.

وتميزت عودتها إلى باكستان في 18 أكتوبر الماضي بهجوم عنيف ضد موكبها في كاراشي خلف 139 قتيلا ونجت منه بمعجزة.

1944 وقعت شركتا المراقبة العامة SGS وكوتيكنا السويسريتان على عقود مع حكومة باكستان.

1997 طلبت باكستان تقديم المساعدة القضائية من سويسرا حول قضية رشاوى تعلقت بالشركتين.

1998 وجهت تهم إلى بي نظير بوتو وزوجها في كل من باكستان وسويسرا.

1999 صدر حكم بخمس سنوات بالسجن ضد الزوجين بوتو من محكمة لاهور بباكستان.

2001 نقضت المحكمة العليا الباكستانية الحكم.

2004 وجهت تهم للزوجين بوتو في جنيف “بتعاطي الرشوة باحتراف”.

2007 صدور قرار في باكستان بالعفو في حق بي نظير بوتو تمهيدا لعودتها للبلاد يوم 18 أكتوبر.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية