مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسري يتحدث من مقر عرفات

Keystone

الناشط السويسري الوحيد الذي فضل البقاء إلى جانب الرئيس عرفات المحاصر في مقره برام الله يتحدث إلى سويس انفو ويقدم شهادة عن الوضع هناك، معبرا عن عزم كل نشطاء السلام الموجودين إلى جانب الرئيس عرفات، الاستمرار في موقفهم هذا إلى أن يتم انسحاب القوات الاسرائيلة ورفع الحصار المفروض على القيادة الفلسطينية.

في اتصال هاتفي مع سويس انفو عشية يوم الإثنين، قدم الناشط السويسري كريستوف ديلمر شهادة حية عن الوضع السائد في مقر الرئيس ياسر عرفات المحاصر من قبل القوات الإسرائيلية منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي الحالي لأراضي السلطة الفلسطينية.

فقد أوضح السيد ديلمر الموجود بصحبة أربعين ناشطا غربيا من أجل السلام اعتصموا بمقر الرئيس عرفات في رام الله لحماية الرئيس الفلسطيني من تهديدات القوات الإسرائيلية، آن القصف الأخير الذي استهدف مقر الرئيس عرفات أسفر عن ثلاثة من الجرحى أحدهم في حالة خطيرة، تم نقله إلى المستشفى لكن قوات الاحتلال الإسرائيلية استلمته ونقلته إلى جهة مجهولة.

قطع التيار والماء يدخل في إطار الحرب النفسية

وقد أكد السيد كريستوف ديلمر أن مقر الرئيس الفلسطيني المحاصر لم يحصل إلا على ثلاث إمدادات بالمواد الغذائية عبر سيارات إسعاف فلسطينية وليس إسرائيلية كما تدعي تل ابيب. وقد توصل المعتصمون بشاحنة إمدادات يوم الأحد تقل مواد غذائية وأدوية كافية لبضعة أيام. لكن بالنظر إلى تقلبات الأوضاع يواصل المحاصرون اتباع منهج التقشف في استهلاك المواد الغذائية تحسبا لأي طارئ.

أما من الناحية الصحية فيرى الناشط السويسري أن الأمور متأزمة بسبب قطع المياه منذ بداية الحصار وقطع التيار الكهربائي من حين لآخر. لكنه يرى أن ذلك يدخل في إطار الحرب النفسية التي تخوضها دولة إسرائيل، نظرا لعدم قدرتها على قصف المقر بسبب تواجد نشطاء السلام الأجانب.

ويؤكد السيد كريستوف ديلمر ما تناقلته وسائل الإعلام سابقا من وجود عدد من الجرحى في حالة خطيرة أصيبوا عقب القصف الأول لمقر الرئيس عرفات أي قبل وصول نشطاء السلام.

عرفات في وضعية صحية ونفسية ممتازة

وعن الوضع الصحي والنفسي للرئيس عرفات يقول المواطن السويسري كريستوف ديلمر، أنه في وضعية صحية ونفسية جيدة للغاية، ويضيف بأنه يتابع الوضع عن كثب ويبدي استغرابه لموقف حكومة شارون الحالي، اللهم إلا إذا كانت حكومة شارون ترغب في خوض حرب شاملة وتجديد عمليات طرد جماعية للفلسطينيين او عمليات إبادة طويلة الأمد في حق الشعب الفلسطيني. والذي أكد لمرافقيه من أنصار السلام، أن كل المعطيات متوفرة من أجل تحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام. ويرى الناشط السويسري أن عرفات على قناعة ويشاطره نشطاء السلام في ذلك أنه لا يوجد شريك من الطرف الآخر، لتحقيق هذا السلام.

ترقب زيارة كولين باول بمطالب محددة

ينفي الناشط السويسري وجود أية اتصالات مباشرة مع السلطات الإسرائيلية، وأن آخر اتصال خارجي تم مع المعتصمين بمقر الرئاسة الفلسطينية كانت زيارة المبعوث الأمريكي أنطوني زيني، والذي منعه شارون من العودة لمقابلة الرئيس عرفات.

وعن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي كولين باول يقول كريستوف ديلمر “أن ما ننتظره هو العمل على وقف المجازر الدائرة حاليا في جنين، ورفع الحصار المفروض على مقر الرئيس عرفات في رام الله ووضع حد لإحتلال المناطق الواقعة تحت السلطة الفلسطينية”.

ويؤكد السيد ديلمر أن كل النشطاء من أجل السلام المعتصمين بمقر الرئيس عرفات، الذين يقومون بما لم تقوى على القيام به المجموعة الدولية،”عاقدون العزم على عدم التخلي عن موقفهم إلى أن يتم رفع الحصار المفروض على الرئاسة وسحب قوات الاحتلال من أراضي المنطقة “أ”، التي كانت تحت إشراف السلطة الفلسطينية”.

دوافعنا رغبة في تحقيق العدالة

وحول الاسباب التي دفعت هؤلاء النشطاء إلى الاعتصام بمقر الرئاسة والانتشار في العديد من المناطق الفلسطينية، يقول السيد ديلمير، “انها دوافع تحقيق العدالة”، لأن الوضع السائد في الأراضي الفلسطينية هو انتهاك لكل الحقوق، وأن العديد من النشطاء سبق لهم أن قاموا بمهام إنسانية في الأراضي الفلسطينية وعلى دراية بمعاناة الفلسطينيين”. ويرى الناشط السويسري أن تأزم الأوضاع في الأيام الأخيرة عجّل بتجند كل هؤلاء النشطاء في محاولة لحماية الشعب الفلسطيني.

وبما أنه لم يكن على علم بالموقف الذي اتخذته سويسرا بعد إعلانها عن الرغبة في مراجعة موقفها من العلاقات مع إسرائيل وبالأخص في مجال بيع المعدات العسكرية، وعد السيد كريستوفر في نقل ذلك للسلطة الفلسطينية ومحاولة التعرف على رد فعلها. لكنه يرحب بأية خطوة تعمل على زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية خصوصا تلك الضغوط الناتجة عن الرأي العام في أوربا والعالم العربي.

ويمكن الاستماع إلى الحديث بالفرنسية كاملا بالنقر على مكبر الصوت أسفله.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية