مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شارون يكرر..”عرفات عدو”

اتهم شارون عرفات في خطاب الامة الذي وجهه مساء الاحد بتنسيق وتزعم الرعب ضد اسرئيل Keystone

فيما يُعتبر تمهيدا لمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية ضد الرئيس والسلطة والشعب الفلسطيني، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي مجددا الرئيس ياسر عرفات بانه عدو لاسرائيل والعالم الحر على حد قوله.

تتلاحق الأحداث بسرعة فائقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اقتحام وتدمير الجيش الإسرائيلي لمكاتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله ومحاصرته رفقة عدد من مساعديه داخل المبنى الذي تحول إلى ساحة قتال “يتمرن” فيها الجنود الاسرائيليون.

اوروبيون يشكلون درعا بشريا حول عرفات

وفي الوقت الذي تتوالى فيه التنديدات العربية والدولية وحتى في أوساط الإسرائيليين أنفسهم بالعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش رئيس الوزراء ارييل شارون، تجاوز وفد من دعاة السلام الغربيين مرحلة التنديدات والإدانة وتمكنوا رغم مضايقات الجيش الإسرائيلي من الدخول إلى مكاتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله حيث التقوا بالزعيم المحاصر وقرر بعضهم البقاء إلى جانبه.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية من قلب مكاتب السيد عرفات، قالت السيدة الفرنسية كلود لوستيك: “أنا أتواجد رفقة حوالي أربعين من المناضلين داخل المبنى الذي يأوي مكاتب السيد عرفات وقررنا البقاء معه الوقت اللازم.” وحسب السيدة ليوستيك فان معظم هؤلاء النشطاء يحملون الجنسية الفرنسية، والآخرين قدموا من بريطانيا وإيطاليا وسويسرا والبرازيل وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان حوالي خمسين من دعاة السلام قد تحدوا في وقت سابق يوم الأحد المدرعات الإسرائيلية، وعلى الرغم من رصاص التحذير الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لحثهم عن الابتعاد صمموا على دخول مكاتب السيد عرفات ونجحوا في ذلك. وبعد أن التقى الوفد السيد عرفات قرر حوالي عشرة من أعضاء الوفد، من بينهم النقابي المناهض للعولمة الفرنسي جوزيه بوفي، مغادرة المبنى فيما صمم الأربعون الآخرون على البقاء.

وقالت السيدة ليوستيك: “لقد تباحثنا لمدة قصيرة مع السيد عرفات الذي عاد بسرعة الى عمله.” وحسب النشطة الفرنسية فان الرئيس الفلسطيني سعد برؤية الوفد وكرر تصميمه على مقاومة الحصار الإسرائيلي إلى النهاية.

واضافت السيدة ليوستيك أن الوفد سيظل في مبنى مكاتب السيد عرفات وانه على الجيش الإسرائيلي أن يعلم انه إذا أطلق رصاصة على المكتب فسيكون قد أطلق النار على أوروبيين.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد رام الله منطقة عسكرية مغلقة وأمر كافة الصحافيين بمغادرة المدينة. وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “إن رام الله منطقة عسكرية مغلقة. الصحافيون ليس لديهم الحق في التواجد بالمدينة. وأي شخص خالف القانون سيتم اعتقاله.”

وقد أصيب بعد ظهر اليوم الأحد صحافي أمريكي بالرصاص في رام الله حسب شهادات مصورين يعملان لحساب وكالة الأنباء الفرنسية.

دعوة الى قمة عربية طارئة وتحرك اوربي

وبينما تتواصل التنديدات العربية والدولية بالعمليات العسكرية الإسرائيلية وتتواصل المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في معظم عواصم العالم العربية منها والغربية، طالب اليمن وليبيا بعقد قمة عربية عاجلة اثر العملية العسكرية الإسرائيلية ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وفي القاهرة، دعا وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعت القادة العرب لبذل المزيد من الجهود لحماية الرئيس عرفات.

أما في بروكسيل، فقد صرحت المتحدثة باسم ممثل الاتحاد الأوربي للسياسة الخارجية خافيير سولانا أن الاتحاد يحاول ترتيب “لقاء مباشر” بين مبعوثي الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ويهدف هذا “اللقاء المباشر” حسب نفس المتحدثة إلى استئناف المفاوضات من اجل وقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي تمت المصادقة عليه ليلة الجمعة إلى السبت الماضية، والذي يدعو إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية والانسحاب من رام الله.

شارون يعلن الحرب الشاملة على “الارهاب”

وتوجه مساء اليوم الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بخطاب قصير للامة بثته القناة العامة الاسرائيلية. ووصف شارون الرئيس الفلسطيني بـ”عدو للعالم الحر” متهما اياه بـ” تنسيق وزعامة الرعب” ضد اسرائيل ومتوعدا بان بلاده “ستشن حربا شاملة ضد الإرهاب” ومؤكدا انه سيخوض هذه الحرب من اجل “وطنه”.

كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الدولة العبرية وصلت إلى منعطف في تاريخها وأنها ستكسبه. وقال شارون بالحرف الواحد: “إن الدولة العبرية في حرب، حرب ضد الرعب. علينا أن نحارب الإرهاب بشن حرب دون تسوية لاجتثاث هؤلاء المتوحشين وتفكيك بناهم التحتية”.

ويأتي هذا الخطاب في أعقاب اجتماع اللجنة الأمنية المصغرة برئاسة شارون مساء الأحد في القدس وبعد هجومين انتحاريين فلسطينيين وقع أولهما في حيفا شمال إسرائيل حيث أوقع خمسة عشر قتيلا إسرائيليا ومنفذ الهجوم الفلسطيني وما لا يقل عن خمسة وثلاثين جريحا.

أما الهجوم الانتحاري الثاني فقد وقف في مستوطنة عفرات بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية وخلف مقتل منفذ الهجوم وجرح سبعة إسرائيليين حسب آخر حصيلة تعلن عنها اسرائيل.

الرد الاسرائيلي لم يتأخر حيث اعدم الجنود الاسرائيون ما لا يقل عن ثلاثين عنصرا من قوات الامن الفلسطينية حسبما أكده قائد الأمن الوقائي الفلسطيني جبريل الرجوب ليلة الاحد.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية