مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عام مضى والجرحُ مازال ينزف…

رئيس حكومة دويلة تزوغ كرستوف ستراوب قبل انعقاد جلسة البرلمان يوم الخميس 26 سبتمبر 2002 Keystone

يوم 27 سبتمبر من العام الماضي، اقتحم رجلٌ مُسلح برلمان دُويلة تزوغ وفتحَ النار بجنون على الحاضرين قبل أن ينتحر. حصيلةُ المذبحة كانت مقتل 14 سياسيا بالاضافة الى منفذها.

وان كان هذا الحدث الذي هز شعور السويسريين سيظل صفحة قاتمة في تاريخ الكنفدرالية فان ذكراه مازالت تُدمي قلوب الذين نجوا منه وكانوا شهودا على مقتل زملائهم.

دقت أجراس الكنائس في منتصف يوم الجمعة 27 سبتمبر في كانتون تزوغ ترحما على أرواح ضحايا المذبحة التي ذهب ضحيتها 14 سياسيا من أعضاء حكومة وبرلمان دويلة تزوغ قبل سنة بالضبط.

ويتم تخليدُ هذه الذكرى في أجواء يطبعها التحفظ والخشوع والبساطة بعد أن حرصت سلطات تزوغ على أن تخلو هذه المناسبة من أية تظاهرات احتفالية شعبية احتراما لشعور أهالي الضحايا وزملائهم الذين لا يزالون تحت تأثير الصدمة. ولذا لن تُلقى أية خطابات ولم تُوجه الدعوات إلى شخصيات خارج الكانتون حيث سيقتصر الاحتفاء بالذكرى على الصلوات داخل كنائس البلديات الإحدى عشرة في تزوغ. كما ستُغنى “موسيقى الموتى” (Requiem) لمُوزار لثلاث ليالي متتالية.

هجروا مبنى البرلمان

وسيتمكنُ الزُّوار لمبنى البرلمان، الذي كان مسرحا لمجزرة تزوغ، من تأمل أعمال فنية ونحتٍ صُنع من كُتبِ ورسائلِ التعازي التي توصل بها الكانتون من مختلف أنحاء العالم. ولَم يجتمع أعضاء حكومة وبرلمان دُويلة تزوغ في هذا المبنى منذ وقوع المذبحة مُواصلين عقد جلساتهم في مقر شرطة الكانتون.

وسيستمر هذا الوضع لمدة أربع سنوات لأن الحكومة الحالية تُفضل منح المُنتخبين المُقبلين المزيد من الوقت لاتخاذ القرار بشأن إعادة فتح مبنى البرلمان، فإما ستُدخل تعديلات عليه لعل ذلك يُزيح الذكريات الدامية التي مازالت راسخة في الأذهان، وإما سيتم تشييد مبنى جديد لتبدأ صفحة جديدة.

لم يفهموا بعد ما حدث

ومازالت حكومة دُويلة تزوغ التي اجتمعت يوم الخميس 26 سبتمبر تعمل بنفس التحفظ حيث لم تدرس هذه السنة سوى نصف الملفات التي كانت مُبرمجة. ويقول الكاتب العام لحكومة تزوغ تينو جوريو في هذا السياق: “يسود الجلسات جو خاص، انه مزيج من الحزن والاحترام المتبادل كما لو أن المأساة قربت مُختلف الفصائل السياسية.” أما رئيس الحكومة كريستوف ستراوب فقال في افتتاح الجلسة “نحن نشعر دائما بنفس الحزن ولا زلنا غير قادرين على فهم ما حدث.”

أما النائبة روزماري فانيدريخ بورغر التي نجت من المذبحة والمُرشحة للانتخابات المحلية في مُوفى الشهر المُقبل، فمازالت تعاني نفسيا من وقع الصدمة. وفي شهادة أدلت بها لصحيفة (24 Heures) تقول هذه السيدة البالغة من العمر 50 سنة والأم لثلاثة أطفال: “عُدت الأسبوع الماضي إلى مبنى البرلمان للمرة الأولى منذ الحادث ولم أقو على ولوج القاعة.” وقد خضعت السيدة بورغر مثل العديد من الناجين من الحادث لعلاج نفسي.

وان كانت مجزرة تزوغ قد خلفت جراحا نفسية مازالت تنزف فإنها وضعت سويسرا أيضا أمام مسألة مُحيرة: كيف يمكن ضمان أمن وسلامة المُنتخبين السياسيين دون إحداث هوة بينهم وبين الشعب؟ التدابير الأمنية اختلفت من كانتون لآخر غداة حادث تزوغ لكن على المستوى الفدرالي، عززت برن الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ عند مدخل القصر الفدرالي الذي كان في السابق يعج بالزوار والسياح.

سويس انفو

يوم 27 سبتمبر 2001، اقتحم برلمان دويلة تزوغ رجلٌ يبلغ من العمر 57 عاما يرتدي زيا مكتوبا عليه “شرطة” ويحمل بندقية وسلاحا اتوماتيكيا ومتفجرات وقتل 14 سياسيا قبل ان ينتحر
سويسرا لم تشهد قبل ذلك التاريخ مثل هذه المجرزة
منفذ المذبحة كان يريد تصفية حساب مع مستشار محلي نجا من الحادث

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية