مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

على كل جبهات الحرب

اهتمام سويسري كبير بمتابعة أخبار الحرب على العراق Keystone

واصلت الصحف السويسرية متابعة الحرب الأمريكية البريطانية على العراق مركّزة على الصعوبات التي تواجهها القوات المتحالفة في مختلف المناطق العراقية

كما اهتمت الصحف بالاحتجاجات الشعبية الواسعة التي وقعت في نهاية الأسبوع في مختلف أنحاء العالم.

عقبت صحيفة 24Heures الصادرة في لوزان على سير العمليات العسكرية في جنوب العراق وشماله بالقول، إن المقاومة العنيفة التي تواجهها القوات الأمريكية والبريطانية لا تدع مجالا للشك بأن “الصقور في الولايات المتحدة رفعوا أصواتهم قبل الأوان”، حينما تحدثوا عن الاستيلاء على بعض المدن العراقية وعن نهاية عاجلة للنظام العراقي.

وتحت عنوان “في منتصف الشوط إلى بغداد”، تقول صحيفة Der Bund الصادرة في برن، إن تواجد قوات الحلفاء على مسافة 150 كم من بغداد في اليوم الرابع من القتال، قد يبدو للوهلة الأولى انتصارا عسكريا باهرا يبشّر بنهاية وشيكة للحرب على العراق.

لكن هذا يجب أن لا يحجب عن الأنظار أن الجنوب العراقي هو عبارة عن امتداد صحراوي في الغالب، وأن المدن الجنوبية، خاصة البصرة لم تسقط تماما بأيدي قوات الحلفاء، التي تعطي الأولوية للزحف على بغداد.

وتقول صحيفة NZZ الصادرة في زيوريخ، إن أحداث الأيام الأربعة الأولى التي مرت على بدء العمليات العسكرية قد بيّنت أن هذه الحرب ليست مشوارا خفيفا رغم عظمة القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

وتضيف الصحيفة، أن إدارة الرئيس جورج بوش تواجه حاليا ضغوطا متزايدة بسبب ما أشاعته من أن الحرب ستكون خاطفة وبحد أدنى من الخسائر.

وفي هذا السياق، تقول 24Heures، إن العراق قد يسقط تحت السيطرة الأمريكية البريطانية في غضون سبعة أيام أو سبعة أسابيع، لكن المضاعفات العكسية التي لا يرغب فيها الرئيس بوش ولا يستطيع السيطرة عليها في هذه الحرب، ستدوم ولا شك سبعين عاما.

فهذه الحرب التي أرادها الرئيس بوش بمحض “حب الذات”، إلى جانب صب كامل اهتمامه على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، تحجب النظر تماما عن الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للإدارة الأمريكية وهي: الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، والانتقام لضربة 11 سبتمبر، والدخول في التاريخ كالرئيس الذي رسّخ القوة والاستقلالية للولايات المتحدة.

وعن التطورات في المناطق الكردية شمال العراق، تقول صحيفة NZZ، إن الهجمات الصاروخية الأولى ضد مواقع حركة أنصار الإسلام الكردية، قد أثارت على الفور عملية انتحارية أودت بحياة صحافي أسترالي وثلاثة من مرافقيه الأكراد.

وتضيف الصحيفة، أن هذه التطورات قد تثير علامات استفهام كثيرة بشأن الخطط الحربية الأمريكية في شمال العراق، رغم قلة عدد أنصار هذه الحركة التي لا تتردد في اللجوء للعمليات الانتحارية. ونوهت NZZ إلى رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي التركية للهجوم على العراق، مما يؤخر العمليات العسكرية في المنطقة.

وحول التغطية الإعلامية للحرب، تقول صحيفة Tages Anzeiger الصادرة في زيوريخ، لقد تم الإعداد للحرب ضد العراق وكأنها عرض تلفزيوني على أرضية واقعية يحصل فيها الاقتتال والموت على الهواء.

لكن السؤال في هذه الحالة يتعلق بمصداقية وسائل الإعلام القابعة في نفس الخندق مع العسكريين، كما يتعلق بموضوعية التقارير في غياب الحسم العسكري!

إلا أن صحيفة “دير بوند” تلاحظ فارقا في التعامل مع البُعد الإنساني للحرب الجارية في المنطقة، وهو أن ما تسميه الصحيفة “بلعبة الفيديو” العراقية تعكس بعدا جماهيريا يختلط فيه المدنيون والعسكريون، في حين تركّز “لعبة الفيديو” الأمريكية على البعد الشخصي، أي على الفرد لاستمالة الأنصار والمعارضين للحرب الجديدة في الخليج.

جورج انضوني – سويس إنفو

تركزت افتتاحيات الصحف السويسرية على المقاومة العنيفة والمفاجئة التي تواجهها القوات الأمريكية والبريطانية، وعلى الغموض المحيط بالتطورات العسكرية في المناطق الكردية بشمال العراق، وعلى الاحتجاجات التي تواصلت ضد الحرب في مختلف بلدان العالم خلال نهاية الأسبوع.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية