مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فيضانات وجفاف يهددان مناطق في إفريقيا

هكذا بدت مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد الفيضانات (المصدر: موقع الهلال الأحمر الصحراوي) swissinfo.ch

جرفت السيول مخيمات اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف الجزائرية مخلفة حوالي 50 الف لاجئ بدون مأوى.

وفي الوقت نفسه، تشهد العديد من دول الساحل الإفريقي موجة جفاف لم تعرفها المنطقة منذ عام 1961، وقد تؤدي إلى تفاقم سوء التغذية السائدة بسبب الصراعات المزمنة.

وجهت جمعية الهلال الأحمر الصحراوي نداء عاجلا توصلت به سويس إنفو، توضح فيه خطورة الأوضاع التي تعرفها مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف بجنوب الجزائر بسبب السيول التي عرفتها المنطقة ما بين 9 و11 فبراير.

وقالت جمعية الهلال الأحمر إن حوالي 1200 عائلة بقيت بدون مأوى بينما تمت الإشارة الى وفاة سيدة وجرح العديد من اللاجئين.

وأشارت الناطقة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف صباح الثلاثاء 14 فبراير الى أن حوالي 50 ألف لاجئ صحراوي يعانون من جراء تلك الأمطار التي أدت الى تدمير حوالي % من البيوت الترابية في مخيمات أوسرد، وسمارة، والعيون. كما أشارت المفوضية الى أن حوالي 25% من باقي المنازل متضررة.

وقالت المتحدثة جنيفر باغونيس إن المفوضية تستعد لتزويد المخيمات بالمساعدات الطارئة، وأنه يتم التحضير لنقل مساعدات جوية من مخازن المفوضية في الأردن مكونة من خزانات المياه وخيام خفيفة وأسرة. كما أشارت الى أن فريقا تابعا للمفوضية يوجد في المنطقة لمعاينة الاحتياجات، من بين أفراده أخصائي في المياه الصالحة للشرب.

لجنة طوارئ

وفي بيان لمكتب المساعدة الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة، قالت الناطقة باسم المكتب اليزابيت بيرس إن كلا من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي وجمعية الهلال الأحمر الجزائري، شكلوا لجنة طوارئ في 11 فبراير لتحديد الاحتياجات في القطاعات التالية: المياه الصالحة للشرب نظرا لخطر تلوث الآبار، والمساعدات الغذائية نظرا لإصابة المخزون الغذائي وتلوثه بمياه الأمطار، بالإضافة الى ضرورة حل مشكلة السكن بعد تضرر البيوت الترابية.

وأشار مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية الى أنه لم يتمكن بعد من الوصول إلى مخيم العيون بسبب تدهور حالة الطرق المؤدية إليه.

وفي أول مساعدة طارئة تصل المنطقة، أفاد مكتب المساعدة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، استنادا الى مصادر إعلامية جزائرية، بأن الجيش الجزائري أرسل حوالي 7000 خيمة للمنطقة.

ويستعد برنامج الغذاء العالمي لتقديم نداء للدول المانحة من أجل جمع مخزون غذائي لتعويض المواد التي تضررت بالأمطار في المخيمات.

خطر الجفاف في منطقة الساحل

وعلى النقيض مما يتم في مخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب الجزائر، تعرف بلدان الساحل الإفريقي إحدى أكبر موجات الجفاف منذ عام 1961. فقد أشار مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع لمنظمة المتحدة الى أن الساحل تعتبر المنطقة التي بها أكبر نسبة وفيات الأطفال ما دون سن الخامسة في العالم، أي 212 من بين كل 1000 مولود جديد. وهو ما ما يمثل حوالي 300 الف وفاة سنويا بسبب سوء التغذية.

وإذا كان النيجر البلد الذي عانى أكثر من المجاعة في عام 2005 حيث تضرر أكثر من 3،2 مليون شخص إما بسبب الجفاف او أزمات التزود بالمواد الغذائية او موجات الجراد، فإن كينيا تعاني اليوم من آثار الجفاف الذي يهدد أكثر من 3،5 مليون نسمة.

وكانت الحكومة الكينية والمنظمات الأممية قد اصدرت نداءا من أجل جمع حوالي 221 مليون دولار “لتفادي أزمة مجاعة في البلاد” خلال العام الحالي.

وترى المنظمة الخيرية أوكسفام أنه “في حال عدم استجابة المجموعة الدولية، فإن كينيا ستعرف أكبر أزمة مجاعة منذ استقلالها في عام 1963”. وكانت موجة الجفاف التي مست الأقاليم الشمالية الشرقية شبه الصحراوية قد أدت الى سقوط عشرات الضحايا وموت آلاف الحيوانات.

وأشارت منظمة أوكسفام الى أن نسبة سوء التغذية في كينيا تجاوزت 30%، وهو ما يعتبر ضعف النسبة التي تتطلب قرع جرس الإنذار لمواجهة موجة مجاعة وفقا للمعايير الأممية.

ومن الدول المتضررة بموجة الجفاف هذه كل من موريتانيا والسنغال وبوركينا فاسو وجزر الرأس الأخضر وغينيا بيساو ومالي والنيجر وتشاد.

سويس انفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية