مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قمة المعلوماتية تعقد على مرحلتين

الحل الذي توصل إليه الاتحاد الدولي للاتصالات يرضي الطرفين التونسي والسويسري swissinfo.ch

اقر الاتحاد الدولي للاتصالات عقد قمة " مجتمع المعلوماتية والاتصالات " على مرحلتين في كل من جنيف وتونس. المرحلة الأولى ستكون في جنيف في عام 2003 وتتطرق لكافة القضايا، أما المرحلة الثانية فسوف تعقد في تونس في عام 2005 مع تركيز خاص على القضايا المرتبطة بالتنمية.

أخيرا حسم الاتحاد الدولي للاتصالات التنافس الكبير القائم بين كل من جنيف وتونس لاحتضان قمة ” مجتمع المعلوماتية والاتصالات” بترضية الجانبين التونسي والسويسري. فقد أعلن الأمين العام للاتحاد الدولي الياباني يوشيو اوتسومي في بيان صادر صباح الجمعة عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتنظيم القمة على مرحلتين : مرحلة أولى من القمة تعقد في جنيف في شهر ديسمبر كانون الأول من عام 2003، ومرحلة ثانية في تونس في العام 2005.

كل المواضيع سوف تعالج في جنيف

أصرت الحكومة السويسرية على ضرورة التطرق لكل القضايا المطروحة في قمة المعلوماتية، ولم تقبل الاقتراح الوسط الذي كان يهدف إلى تقاسم المواضيع بحيث تحتفظ تونس بموضوع مناقشة “الهوة الرقمية” بين الشمال والجنوب. وهكذا يمكن القول أن قمة جنيف ستتطرق لموضوع مجتمع المعلوماتية والاتصالات من كل جوانبه: البنية التحتية، وحرية الوصول إلى المعلومات ، واحترام حاجيات المستهلك وتأثير تطور مجتمع المعلوماتية على مختلف جوانب الحياة اليومية.

وبإعلان الاتحاد الدولي عن تطرق قمة جنيف في العام 2003 ” لكل هذه المواضيع التي لها علاقة بمجتمع المعلوماتية والاتصالات”، يكون المفاوضون السويسريون قد سجلوا نقطة إيجابية في الحفاظ على جاذبية جنيف كمركز دولي لعقد المؤتمرات الهامة.

كما يمكن اعتبار ذلك اعترافا بالدور الرائد الذي لعبته جنيف كإحدى مدن الشمال المهتمة بشكل كبير بمعالجة موضوع الهوة الرقمية بين الشمال والجنوب. يضاف إلى ذلك كون جنيف مقرا للاتحاد الدولي للاتصالات والمكان الذي يشهد انعقاد أكبر معرض دولي في عالم الاتصالات “تيليكوم” وهي عوامل تساعد على التقريب ما بين النقاش النظري والتطبيق العملي في ميدان الاتصالات والمعلوماتية الذي تزداد الهوة فيه اتساعا بشكل سريع.

تونس أحسنت المناورة

تونس التي كانت وراء إطلاق فكرة عقد قمة دولية حول “مجتمع المعلوماتية ” كانت ترغب في الاحتفاظ بخاصية التطرق لموضوع الهوة الرقمية في قمة تونس على أساس انها من دول الجنوب، ومن دول الجنوب القليلة التي استطاعت أن تدرك قبل غيرها أهمية تطوير قطاع المعلوماتية والاتصالات. لكن تنازلها عن هذا المطلب مرحلياسيعزز من أهمية المؤتمر الذي ستحتضنه في العام 2005.

فمؤتمر تونس بالرغم من كونه سيركز على مواضيع التنمية، فإنه سيعمل على تقييم التقدم الحاصل منذ قمة جنيف في ميدان المعلوماتية والاتصالات. وبالتالي فإن قمة تونس ستسمح بتقييم التطور الحاصل في ميدان “سد الهوة الرقمية” على أساس عملي. كما أن ترك المجال مفتوحا أمام قمة تونس لتحديد اية خطوات إضافية يمكن اتخاذها، سيسمح للدول النامية بتعديل الكفة إذا ما تبين لها في عام الفين وخمسة أن قرارات قمة جنيف بقيت مجرد حبر على ورق .

إعداد القمة .. مهمة شاقة

لكن الاتفاق حول مكان عقد قمة “مجتمع المعلوماتية” بمشاركة ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص، لا يعني التوصل إلى توحيد تطلعات الجميع وتوقعاتها من هذه القمة.

وهذا ما سيخصص له الاتحاد الدولي مؤتمرات تحضيرية إقليمية ستعقد خلال عام 2002، تسمح لكل منطقة بتحديد ما تنتظره من قمة المعلوماتية والاتصالات. وعلى ضوء كيفية طرح المواضيع للنقاش، بعد إنهاء هذه المشاورات الإقليمية، يمكن تبين مدى جدية الجميع في مواجهة ” هوة ” إضافية قد يكون لها تأثير خطير جدا على مستقبل البشرية عموما.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية