مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كالمي – ري تزور لاجئي دارفور في شرق التشاد

نساء ينقلن الماء في مخيم إيريديمي للاجئين في شرق تشاد، الذي زارته رئيسة الكنفدرالية يوم 15 يوليو 2007 Keystone

تواصل رئيسة الكنفدرالية جولتها الرسمية في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث أجرت يوم 16 يوليو محادثات مع نظيرها التشادي في العاصمة نجامينا تركزت حول انعكاسات أزمة دارفور على الإستقرار الإقليمي.

وكانت قد تحوّلت يوم الأحد 15 يوليو إلى شرق تشاد، لزيارة مخيم للاجئين السودانيين، القادمين من إقليم دارفور المجاور. مع العلم بأن سويسرا تساهم بحوالي أربع ملايين فرنك سنويا في المساعدات المقدمة لأكثر من 380 ألف شخص يقيمون في مخيمات في المنطقة.

بعد أن قطعت المسافة، تحت حماية عسكرية مشددة، قامت السيدة ميشلين كالمي – ري بزيارة مخيم إيريديمي، الذي يقع شمال مدينة أبيشي التشادية، حيث يُـقيم أكثر من 17 ألف لاجئ قدِم بعضهم من دارفور منذ أكثر من أربعة أعوام.

رئيسة الكنفدرالية استمعت إلى انشغالاتهم وعبّـرت لهم عن تضامن سويسرا، وقالت وزيرة الخارجية “إن الكنفدرالية مهتمّـة بأمن اللاجئين واستقرار المنطقة”.

ويعتمد اللاجئون في معيشتهم على المساعدات الدولية بشكل كامل، وفي هذا السياق، أجرت الوزيرة، المصحوبة في جولتها بفالتر فوست، رئيس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، مباحثات مع السلطات التشادية حول الوسائل الكفيلة بمساعدة هؤلاء الأشخاص على عين المكان.

وتسجِّـل سويسرا حضورها منذ فترة في هذه المنطقة، حيث تتراوح قيمة المساعدات، التي تخصصها سنويا لفائدة مخيمات اللاجئين، الواقعة شرق تشاد، ما بين 3 و4 ملايين فرنك.

تدفّـق ضخم للاجئين

منذ اندلاع المواجهات في إقليم دارفور، غرب السودان، في عام 2003، نزح حوالي 230 ألف لاجئ من بلادهم إلى مخيمات في شرق تشاد، أقيمت على طول الحدود وبلغ عددها 12 موقعا.

يضاف إلى هؤلاء، حوالي 150 ألف مرحَّـل داخلي تشادي أطرِدوا من قُـراهم، جرّاء المواجهات القائمة بين ميليشيات مسلحة والجيش الحكومي.

هذا التدفّـق الهائل أدى إلى زعزعة أوضاع السكان المحليين، الذين كانوا يعانون من الخصاصة أصلا، حيث تتميّـز هذه المناطق بندرة المياه، مثلما يوضِـح دجيراسيم مبايوريم، من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الذي يقول “في الوقت الحاضر، لا تزيد حِـصة كل شخص عن 8 لترات يوميا”.

ونظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة في المنطقة، فقد تصل الأمور بسرعة إلى مستوى الخطر، كما يؤدي تزايد أعمال العنف المستمرة خارج حدود مخيم اللاجئين، إلى إثارة المزيد من الانشغال.

وضع صعب

العدد الكبير من الوافدين الجدد، يتسبب أيضا في نشوب نزاعات مع السكان المحليين، ويشير السيد مبايوريم إلى أنه “عندما وصل اللاجئون الأوائل، تقاسم القرويين معهم مواردهم الضئيلة، وبعد هذه الفترة، لم يعُـد السكان المحليون قادرين على سدّ الرّمق”.

ويمكن القول أن ارتفاع درجات الحرارة، وما يصحبها من زحف الصحراء، تعتبر عوامل تؤدي مجتمعة إلى تأجيج النزاعات من أجل الوصول إلى الماء وإلى الحطب والمراعي، مضافا إليها التنافس القائم بين الأعراق الموجودة في المنطقة.

فابتداءً من منتصف شهر يوليو، أي عند بداية موسم الأمطار، يُـصبح من المتعذر استعمال أغلب الطُّـرق الموجودة، بما في ذلك بالنسبة للقوافل العسكرية، وهو ما يُـفترض أن يؤدي إلى تراجع أعمال العنف، إلا أن هذه المواجهات يُـمكن أن تُـستأنف بقوة أكبر في فصل الخريف، إذا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة.

تقدير للمساعدة

وقد اختتمت الوزيرة زيارتها التي استمرت 3 أيام إلى التشاد بلقاء صباح يوم الإثنين مع الرئيس إدريس ديبي ومع ممثلين عن المجتمع المدني تطرق إلى الحوار الوطني الدائر بين الحكومة والمعارضة في هذا البلد.

وكان الوضع الإقليمي قد احتلّ موقعا مميّـزا في غداء العمل، الذي جمع يوم السبت 14 يوليو، السيدة ميشلين كالمي – ري مع رئيس الوزراء التشادي ديلوا كاسيري كوماكويي وعدد من أعضاء حكومته، حسبما أفاد به جون فيليب جانرا، المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية.

وكانت المساعدة السويسرية المقدمة للتشاد، التي تثمنها نجامينا، وطرق تحسينها، على جدول محادثات السيدة كالمي – ري مع وفد وزاري يتقدّمه وزير الدولة المكلف بالهياكل والمنشآت.

وتتركّـز برامج التعاون السويسرية، التي تُـشرف عليها الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، أساسا، على تقديم الدعم للمجموعات الريفية، التي تشكّـل 80% من السكان.

كما تهتم المساعدات بالتنمية المستديمة للزراعة ومكافحة التصحر والصحة والتعليم، وبلغت الميزانية المخصصة لها في عام 2007 من طرف الكنفدرالية، 11 مليون فرنك.

سويس انفو مع الوكالات

يستمر النزاع في إقليم دارفور، وهي منطقة تعاني من الحرب في غرب السودان منذ أكثر من أربعة أعوام، وقد تسبب إلى حد الآن في مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص وتهجير مليوني شخص، حسب المعطيات المقدمة من طرف عدد من المنظمات الدولية.

يُـنظم منذ يوم الأحد 15 يوليو، مؤتمر دولي حول هذه القضية، في العاصمة الليبية طرابلس، تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

يأتي انعقاد هذا المؤتمر، قـبيل اتخاذ الأمم المتحدة لقرار بشأن تمويل عملية هجينة لإقرار السلام في دارفور، بهدف استقرار الأوضاع ميدانيا.

ستتمثل هذه العملية في استبدال القوة الإفريقية المؤلفة من 7000 رجل، التي لا تحصل على تمويل ولا على تسليح جيدين، بقوة عتيدة، يفوق تِـعدادها 20 ألف رجل (من الاتحاد الإفريقي ومن الأمم المتحدة)، مموّلة من طرف المجموعة الدولية.

كان الاجتماع، الذي عقدته وزيرة الخارجية في العاصمة السنغالية داكار، مع سفراء سويسرا المعتمدين في البلدان الواقعة جنوب الصحراء، الحدث الأبرز في الجولة التي تقوم بها السيدة كالمي – ري في إفريقيا من 9 إلى 18 يوليو الجاري.

شملت الجولة إلى حد الآن: البينين (9 يوليو) وغانا (10 يوليو) والسنغال (من 11 إلى 13 يوليو) وتشاد (14 و15 يوليو)، وتتواصل في جمهورية الكونغو الديمقراطية (16 يوليو) وبوروندي (17 يوليو) ورواندا (18 يوليو).

تقول وزارة الخارجية، إن الاجتماع الذي استمر 3 أيام واختُـتم يوم الجمعة 13 يوليو، قد سمح “برسم أسُـس إستراتيجية لفائدة إفريقيا جنوب الصحراء”.

تتوفر سويسرا في هذه المنطقة من العالم على شبكة دبلوماسية، تشتمل على 12 سفارة و3 مكاتب للتعاون الدولي.

على المستوى الاقتصادي، تحتل سويسرا في هذه المنطقة المرتبة الخامسة بالنسبة للمستثمرين الأجانب وراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية