مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لا للحــــــرب…

انطلاق المظاهرة المناوئة للحرب ضد العراق أمام مقر البرلمان الفدرالي في برن Keystone

توسّـعت الحركة العالمية المناهضة لحرب أمريكية محتملة ضد العراق لتشمل يوم السبت معظم مدن العالم، حيث نزل مئات آلاف الناس إلى الشوارع مطالبين بعدم خوض الحرب.

وقد شهدت العاصمة الفدرالية السويسرية برن مظاهرة ضد الحرب، اعتبرها المراقبون إحدى أضخم التحركات الشعبية في سويسرا.

شارك أكثر من 40 ألف شخص في المسيرة الشعبية التي جابت شوارع العاصمة السويسرية برن بعد ظهر يوم السبت دعوا فيها الولايات المتحدة إلى عدم شن حرب ضد العراق، وذلك على الرغم من برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وتوافد المتظاهرون على مدينة برن من كافة أرجاء سويسرا فرادى وجماعات، بالقطار والحافلات والسيارات الخاصة للمشاركة في هذه المظاهرة التي انطلقت من أمام محطة القطار المركزية وجابت شوارع العاصمة حتى وصلت أمام مقر البرلمان الفدرالي، حيث نُظّـم موكب أُلقيَت خلاله العديد من الكلمات الداعية إلى رفض الحرب، قاطعها المشاركون بالهتافات والصيحات المنددة بها وبالسياسة الامريكية.

ويُـمثّـل المتظاهرون حوالي 120 من الفصائل والأحزاب السياسية من مختلف التوجهات، كلها تعارض حربا أمريكية محتملة ضد العراق، وكذلك آلاف الناس العاديين الذين يعتبرون أن هذه الحرب خيار سيئ وغير عادل، ومن شأنه أن يزيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وقد امتدّت المسيرة الشعبية على طول مئات الأمتار وتمّ إغلاق وسط العاصمة السويسرية أمام حركة السير. وتأخّـرت المظاهرة الضخمة حوالي ربع ساعة بسبب توافد عدد كبير من الناس للمشاركة فيها، على عكس ما كان متوقعا، حيث استعدت الشرطة لحضور حوالي عشرة آلاف متظاهر فقط.

ويعتبر بعض المراقبين أن هذه المظاهرة هي إحدى أكبر الحركات الشعبية في تاريخ سويسرا الحديث، ولم تُسجّـل أية تجاوزات أو أعمال شغب خلال هذه المسيرة الداعية إلى السلام.

وقد شهدت العديد من المدن الأوروبية مسيرات شعبية ضخمة ضد الحرب المحتملة، لعل أبرزها المسيرة التي انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، ويعتبرها المراقبون الأضخم من نوعها منذ الاحتفالات في شوارع لندن بنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يُقدّر عدد المتظاهرين بما بين 500 الف ومليون شخص.

نداء إلى الحكومة الفدرالية

ووجّـه التحالف السويسري الذي نظم هذه المظاهرة ويضم أحزابا يسارية ونقابات عمالية ومنظمات غير حكومية، نداء إلى الحكومة الفدرالية لبذل كل ما في وسعها داخل الأمم المتحدة للحيلولة دون وقوع الحرب ضد العراق، واستدعاء سفراء الدول المؤيدة للحرب لدى سويسرا وإبلاغهم رسميا بموقف الكونفدرالية.

ويعتبر هذا التحالف أن صدور قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي بشأن العراق، لايُمكن أن يكون ذريعة أو مبررا لقيام الحرب.

ودعا المتظاهرون الحكومة الفدرالية السويسرية إلى رفض تقديم أي مساعدة أو دعم للولايات المتحدة وحلفائها في إطار الاستعداد الأمريكي للحرب، لاسيما ما يتعلق بعبور الأجواء السويسرية.

وفي كلمة مندوبة حزب الخضر السويسري، قالت السيدة فرانشيسكا توشر “إن الحرب التي بدت بوادرها تلوح في الافق، ليست في صالح الشعب العراقي، بل لحساب المصالح الأمريكية”، وأوضحت أنه لابد من دعم موقف الرأي العام بكل قوه، حتى يصل إلى صناع القرار في الامم المتحدة.

وكان واضحا من المداخلات التي ألقاها عدد من الساسة والنقابيين، أن الحملة المناهضة للحرب يجب أن تتواصل على أشكال مختلفة، ومن المحتمل أن تنتقل المظاهرة من مدينة إلى أخرى كل يوم سبت. وطالب التيار الاشتراكي بضرورة كشف النقاب في وسائل الإعلام عن النوايا الخفية للإدارة الأمريكية لشن هذه الحرب.

مشاركات عرب سويسرا

وقد شارك العرب المقيمون في سويسرا على اختلاف انتماءاتهم العرقية، حيث أعرب بعض الفلسطينيين في حديثهم إلى سويس انفو عن مخاوفهم من أن تكون الحرب القادمة على العراق بداية عملية تهجير جماعية للفلسطينيين في المناطق المحتلة.

أما أبناء شمال إفريقيا المقيمون في سويسرا، فقد رأوا أن المشاركة في المظاهرة أبسط مظاهر التأييد لشعب عربي شقيق، وحسب قول أحد المشاركين “إن لم تربطنا به علاقة الدم، فرابطة الدين تجمعنا”، ونفس الموقف كان أيضا من المشاركين الأتراك، الذي يرون في الحرب تهديدا للاستقرار في بلادهم

وقد لوحظت قلة عدد العراقيين المشاركين في المظاهرة، حيث رأو أن الحرب على بلادهم تدمير للحضارة وتمزيق للعراق ، بل ان أحد المشاركين من المقيمين في سويسرا توقع مقاومة شعبية في مواجهة القوات الأمريكية الغازية، حسب قوله.

سويس انفو مع الوكالات

مظاهرات في دول أوروبية أخرى
المانيا: نزل اكثر من نصف مليون إلى شوارع برلين في أكبر مظاهرة منذ عام 1945
إسبانيا: تظاهر في كبريات مدنها 4 ملايين شخص ضد الحرب منهم 2 مليون في العاصمة مدريد.
إيطاليا: خرج مليون شخص منددين بالحرب ومنادين بالسلام
بريطانيا: شهدت أكبر مظاهرة في تاريخها الحديث شارك فيها ما لا يقل عن مليون شخص.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية