مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لن ينسج احد على منوال العراق!

ضمان الامدادات النفطية وعدم النسج على منوال العراق في وقف صادراته Keystone

لم يستبعد الدكتور علي رودريجز أمين عام (أوبك) الدعوة إلى اجتماع طارئ لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط، إذ رأى الوزراء ذلك ضروريا بعد إعلان العراق إيقاف تصدير نفطه مؤخرا.

وقال أمين عام المنظمة لسويس انفو، انه بدا بإجراء اتصالات مع الوزراء المعنيين لاستجلاء آرائهم في القرار العراقي وتبعاته. وكان الدكتور رودريجز يتحدث في الدوحة، حيث جاء لحضور فعاليات المؤتمر السنوي العاشر للنفط والغاز في الشرق الأوسط والذي استضافته العاصمة القطرية، واختتم أعماله في الحادي عشر من ابريل.

وقبل إعلان العراق عن قراره، كان الأمين العام لأوبك رفض التعليق على الدعوة الإيرانية الأخيرة لتخفيض إنتاج النفط، للتأثير على صنّاع القرار الغربيين ودفعهم لاتخاذ مواقف اكثر عملية من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن صفته لا تسمح له بتقديم آراء شخصية حول الموضوع، فضلا عن أن المنظمة لم تستلم اقتراحا رسميا بهذا الشان، لكنه نوه إلى أن أحد أهم أهداف المنظمة هو الحفاظ على استقرار السوق والحفاظ على العلاقة بين العرض والطلب.

واستطرد رودريجز انه إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء في أوبك بهذا المقترح، فسيتم دراسته ومناقشته على مستوى الوزراء، مضيفا أنها ستكون المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا في حال اقر الوزراء اقتراحا بهذا الشان، ومنوها إلى انه لم يحدث من قبل أن استخدمت (أوبك) هذه الوسيلة للضغط السياسي.

تحفظات في الاوساط النفطية

وفي حين فضل اغلب المسؤولين الأجانب عن الشركات النفطية المشاركين في المؤتمر، عدم التعليق على سؤال حول مدى واقعية اقتراح تخفيض او وقف ضخ النفط العربي للتأثير في القرار السياسي الدولي ناحية القضية الفلسطينية، قال حسين سلطان رئيس شركة النفط الإماراتية، انه يفضل عدم الدخول في المواضيع السياسية، لكنه دعا الى استعراض التجربة السابقة والاتعاظ منها. وقال المسؤول الإماراتي انه لا يجب الخلط في مثل هذه الأشياء، وأضاف انه يفضل مواصلة بيع النفط العربي مع استثمار عائداته في القضايا التي تهم الامة العربية.

وكان وزير الطاقة القطري، عبد الله بن حمد العطية، استبعد في وقت سابق، لجوء الأعضاء في أوبك وتحديدا الدول العربية الأعضاء فيها، إلى استخدام سلاح البترول للضغط على أمريكا، وبالتالي على إسرائيل لإنهاء الحصار وحرب الإبادة، التي يتم شنها ضد الفلسطينيين، كما حدث في السبعينيات. وقال العطية، “إن علينا أن نتحدث بواقعية وبعيدا عن الانفعالات، فحصة دول أوبك من الإنتاج العالمي للنفط حاليا تقدر بحوالي 32% وإذا نظرنا إلى حصة الدول العربية من هذه النسبة فسنجدها لا تمثل نسبة كبيرة من إنتاج النفط عالميا، ومن ثمة فان استخدام سلاح البترول إذا ما تم اللجوء إليه، سيكون أمر غير مؤثر بل سيكون له مردود سلبي على الدول العربية نفسها، لأن الدول العربية كدول أعضاء في أوبك، يجب أن تحترم وتعمل على استمرار ثقة مستهلكي النفط في العالم فيها كمنتج لسلع رئيسية في العالم”.

أما إذا شعر المستهلك بان المنتج غير جاد وان سلعته غير مستقرة ومهددة، فانه كمستهلك راشد ينظر إلى مصالحه من منظور اقتصادي، سوف ينصرف إلى منتجين آخرين في العالم، وهؤلاء مستعدون بالفعل لتوفير هذه السلعة وربما بسعر اقل من الدول العربية الأعضاء في أوبك، مما يؤثر بالسلب على اقتصاديات هذه الدول ويفقدها ميزة أخري من عوامل التأثير في موقفها تجاه قضية وغيرها من القضايا العربية.

البدائل موجودة

وأوضح العطية أن قائمة منتجي النفط العالميين تتصدرها الآن دول مثل روسيا والنرويج والمكسيك وفنزويلا، في حين تحتل السعودية المركز الثالث في القائمة، مشيرا إلى أن سوق النفط ستشهد قريبا دخول منتجين من الحجم الكبير مثل انغولا المرشحة لان تكون من كبار منتجي النفط في العالم. وبذلك، عبر العطية عن موقف قطري كان تعرض له وزير الخارجية القطري في وقت سابق، عندما أشار إلى أهمية استمرار ضخ النفط لمساعدة الفلسطينيين بعائداته بدلا من تضرر الجميع، إذا تم اتخاذ قرار توقيف الضخ، وبدا أيضا أن تلك هي وجهة النظر الخليجية بشكل عام، رغم أن بعض المظاهرات التي خرجت في العواصم الخليجية دعت أيضا إلى استخدام سلاح النفط مرة أخرى.

ورغم أن حدث إعلان العراق وقف صادراته النفطية لمدة شهر، وتداول الأنباء عن تقدم إيران بطلب إلى رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي في الدوحة، بضرورة تدارس اقتراح بقطع إمدادات النفط، لم يؤثر على سير جدول أعمال مؤتمر الدوحة. فقد خيم الحدث ذاته في المقابل على اللقاءات الجانبية للحاضرين الذين لم يكن يبدو انهم شديدو الانزعاج من الأنباء (السياسية) السيئة، ربما لانهم كتقنيين يعلمون أنها غير واقعية أو أنها ضعيفة التأثير في أقصى الحالات.

فيصل البعطوط – الدوحة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية