مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ما هي أولويات الرئيس الجديد؟

يرغب رئيس الكونفدرالية الجديد في إقناع المواطنين بالتصويت دون تردد لصالح الانضمام إلى الأمم المتحدة Keystone

عشية توليه رئاسة الكونفدرالية لعام 2002، كشف المُستشار الفدرالي كاسبار فيليغر عن أهم مُخططاته وأولوياته خلال السنة القادمة في حديث خص به "سويس انفو".

وفقا لنظام الرئاسة الدوري في سويسرا، يخلف وزير المالية كاسبار فيليغر المستشارَ الفدرالي موريتس لوينبرغر الذي أنهى سنة رئاسية طبعتها الأحداث المأساوية والمتعاقبة التي شهدتها الكونفدرالية في الأشهر الأخيرة من عام ألفين وواحد.

وبهذه المناسبة التقى رئيس هيئة التحرير في سويس انفو بيتر سالفيسبيرغ ورئيس القسم الإيطالي ماريانو ماسيريني بالسيد كاسبار فيليغر واجريا معه حوارا مطولا اليكم اهم ما جاء فيه:

سويس انفو: عام 2001 كان غنيا بالأحداث غير المتوقعة والمأساوية. ما هي الدروس التي استخلصها رئيس الكونفدرالية الجديد من هذه الأحداث والتي سيتسلح بها لمواجهة عام 2002؟

كاسبار فيليغر: لقد لاحظنا أن ما يحدث في العالم ينعكس أيضا على سويسرا الصغيرة. وكان للأحداث المأساوية التي شهدتها نيويورك انعكاسات فظيعة على سوق العمل والأسواق المالية. ولربما كانت أيضا الضربة القاضية بالنسبة لشركة الطيران السويسرية “سويس اير”.

إن هذه الهجمات جعلتنا ندرك أيضا أن مكافحة الإرهاب يجب أن يكون لها بُعد عالمي. لا يمكن أن نظل غير مكترثين بما يحدث في العالم. نحن لا نعيش في جزيرة وعلينا أن نشارك ونساهم في إيجاد حلول للمشاكل الدولية في حدود ما تسمح به إمكانياتنا.

أتفهم جيدا أن تكون سلسلة الأحداث المأساوية التي شهدتها سويسرا مؤخرا مثل مذبحة تسوغ وحريق نفق الغوثارد وسقوط طائرة “كروس اير”، قد زعزعت مشاعر السويسريين. لكنني أود أن اذكر انه، على الرغم من ما ولدته هذه الأحداث من شعور بعدم الأمان، يظل الوضع في سويسرا متمتعا بامتيازه وأدعو الجميع إلى مواجهة الصعاب بشجاعة وثقة.

سويس انفو: اثناء توليكم الدورة الرئاسة الاولى في عام 1995، كانت سويسرا قد شهدت اوقاتا عصيبة بسبب الازمة الاقتصادية وقضية ودائع اليهود في المصارف السويسرية خلال الحقبة النازية. هل يمكن مقارنة تلك الفترة بالوضع الحالي؟

كاسبار فيليغر: لا اعتقد ذلك. في تلك الفترة، لم يكن بنيان الاقتصاد السويسري مستعدا بما فيه الكفاية لمواجهة تحديات العولمة. ومن جهة أخرى، كانت المفاوضات المتعلقة بالاتفاقيات الثنائية التي أبرمناها لاحقا مع الاتحاد الأوربي في طور النقاش ولم نكن نعلم بعد إن كانت ستعرفُ نهاية إيجابية أم لا.

لكننا لم نتراجع ومضينا قدما وتمكنا من تسوية هذه المشاكل. ومن ناحيتي، بصفتي وزير مالية، كان عليَّ تنقية مالية الكونفدرالية وكلك إعادة هيكلة بعض المؤسسات وإعادة النظر في السياسة الزراعية وتحرير قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية.

أنا على قناعة بأننا نتمتع حاليا بوضع افضل من الذي عايشناه خلال حقبة الأزمة الاقتصادية. الوضعان مختلفان بالتأكيد لكن العبرة تظل واحدة: نتمتع بقدرة مواجهة المشاكل.

س: ما هي أولوياتكم خلال السنة الرئاسية الجديدة؟

ج: وفقا للتقليد السويسري، الرئيس ليس إلا “الأول من ضمن مُساويه”. لذلك سأسعى إلى إعطاء الامتياز للتعاون مع باقي أعضاء الحكومة الفدرالية. سأقوم بطبيعة الحال بتمثيل بلدي وسأستقبل ضيوفا أجانب كما سأقوم بزيارات إلى الخارج.

أما في سويسرا، فسأسهر على توثيق الحوار مع المواطنين. سأشرح لهم سياسة الحكومة لكن سأستمع إليهم أيضا. ولكي أكون اكثر وضوحا، سأذكر اثنين من أولوياتي: تصويت الناخبين على انضمام سويسرا إلى الأمم المتحدة والمعرض الوطني لعام 2002.

س: ماذا ستقولون لنظرائكم الأجانب إذا ما رفض الناخبون السويسريون انضمام بلادهم إلى الأمم المتحدة؟

ج: أتمنى أن لا اضطر للقيام بذلك وشرح الموقف للبلدان الأخرى. ارغب أن انجح في إقناع المواطنين بالتصويت دون تردد لصالح الانضمام إلى الأمم المتحدة. اليوم، لا يستطيع شعب أن يحل لوحده كافة المشاكل التي تواجهه.

والأمم المتحدة هي ربما المنظمة الوحيدة التي تُعنى، بمشاكل ذات أبعاد عالمية مثل الفقر والبيئة واحلال السلام. إن الالتحاق بالأمم المتحدة في مصلحتنا ويجب أن نتمكن من المساهمة بخبراتنا ومعارفنا في هذه المنظمة.

س: هل يمكن لسويسرا الخامسة، أي السويسريون في الخارج، تقديم مساهمة في هذا الاطار؟

ج: اعتقد أن سويسرا الخامسة معنية بشكل خاص بحضور بلادهم في الخارج. أملى أن تشارك الجاليات السويسرية في الخارج في التصويت لصالح الانضمام إلى الأمم المتحدة حتى إن كان هذا الإجراء ممل في بعض الأحيان.

واذكر بالمناسبة أننا نقوم حاليا بالتجهيز للتصويت عبر البريد الإلكتروني. وسنقترح هذه الطريقة الجديدة على الناخبين فور تسوية كافة المشاكل الأمنية المتعلقة بهذا المجال. لكنني اشك أن يكون نظام التصويت عبر البريد الإلكتروني جاهزا للاستعمال يوم الثالث من مارس آذار القادم، تاريخ التصويت.

س: فيما يخص المعرض الوطني السويسري لعام 2002، ما هو الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه التظاهرة الوطنية في إطار تعزيز الانسجام الوطني علما انها لم تنجح في إثارة حماسة المواطنين؟

ج: تعلمون أننا عشنا مثل هذا الوضع عام 1964. ولم يظهر حماس الجمهور الا بعد افتتاح المعرض. دور المعرض يقتصر على توفير إطار وهيكل ونشاطات مختلفة. ستكون التظاهرة مكان لقاء لثقافاتنا المتعددة وثقافات غيرنا وللتاريخ والمستقبل. سيقدم الزوار من مختلف البلدان وأنا مقتنع أن ذلك سيولد حركية إيجابية.

س: فيما يتعلق باوربا، نرى ان سويسرا تواجه ضغوطا بسبب مبدا السرية المصرفية المعمول به في الكونفدرالية. هل تعتقدون ان هذه السرية تمثل مبدأ مقدسا؟

ج: حتى لو ارادت الحكومة الغاء السرية المصرفية، لن تقدر على ذلك. الشعب لن يوافق على التنازل على هذا المبدأ الراسخ في تقاليد الشعب السويسري الذي يحبذ الرصانة والكتمان في المجال المصرفي.

خلال العقدين الماضيين، ومنذ خمس او ست سنوات على وجه التحديد، قمنا بتعديلات هامة وبتكملة الاطار التشريعي المتعلق بالسرية المصرفية. وتم احراز تقدم فيما يخص المساعدة القضائية والقانون حول غسيل الاموال ومراقبة اموال الديكتاتوريين.

اليوم، لا تحمي السرية المصرفية النشاطات الاجرامية. ولقد اتخذنا في الاونة الاخيرة المزيد من الاجراءات فاقت ما تقوم به الدول الاخرى في هذا المجال. وفي الوقت الراهن، يمكن الدفاع عن مبدا السرية المصرفية تماما. اضف الى ذلك ان وضعنا كساحة مالية هامة يحتم علينا احترام اسس معنوية واخلاقية اذا رغبنا في الاستمرار على المدى البعيد.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية