مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مزيد من الجهد والتنسيق والتمويل

جيوسيببي بينتاليو (إلى اليمين) رئيس المؤتمر مع انطوني فاوسي مدير المعهد الوطني الامريكي لأبحاث الأمراض المعدية والحساسية swissinfo.ch

اختتم المؤتمر الدولي للتطعيم ضد الإيدز دورته الرابعة في لوزان، بعرض آخر ما توصلت إليه الأبحاث الرامية إلى ابتكار مصل وقائي ضد فيروس هذا المرض.

وقال البروفيسور جيوسيبي بانتاليو رئيس المؤتمر بأن نتائجه كانت إيجابية، وأن المهتمين بمتابعة علاج هذا المرض تمكنوا من وضع خريطة زمنية واضحة المعالم لمتابعة خطوات الأبحاث.

سعى المشاركون في الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي للتطعيم ضد الايدز إلى تحريك المؤسسات المالية والسياسية على حد سواء لضمان الحصول على التمويل اللازم للبحث العلمي، وتجلى ذلك في فعاليات المؤتمر الذي تواصل من 30 أغسطس وحتى الفاتح من سبتمبر.

وكان جوسيبي بانتاليو رئيس الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي للتطعيم ضد الإيدز قد صرح في حديثه إلى سويس انفو بأن الحاجة أصبحت ملحة للبحث عن مصل واق لوقف انتشار مرض نقص المناعة المكتسب “ايدز” أو “سيدا” في الدول الأوروبية الصناعية وكذلك أيضا في البلدان النامية، وأضاف بأنه يعتبر بأن تلك الخطوة هي “أكبر تحد يواجه التصدي لانتشار هذا الوباء”.

وقد أسفر التشجيع على تلك الخطوة عن تسجيل نحو 1500 متطوع من المصابين بمرض الإيدز لإجراء تجارب على فعالية الأمصال التي يتولى العلماء تصنيعها، ومن المحتمل أن تصل تكاليف تلك الدراسة إلى 15 مليون فرنك، وسيكون تقييم نتائجها على مرحلتين الأولى في عام 2007 أما الثانية فسوف تليها بعامين.

من جهته أعلن ميشيل كازاتشيكين مدير الوكالة الفرنسية لأبحاث الإيدز ANRS بأنه من المحتمل أن يصل عدد المتطوعين إلى 5000 شخص بحلول عام 2006، وذلك على الرغم من أن المرحلة الأولى “بالغة الصعوبة والخطورة على حد سواء”.

وشارك الخبير الفرنسي نظيره السويسري في التأكيد على أهمية أن تضع المؤسسات والأطراف السياسية الأوربية علاج مرض الإيدز في مكان متقدم على اجندتها وسلم اهتماماتها.

الحكم على النتائج بعد 10 سنوات

ولا يتوقع العلماء المشاركون في مؤتمر لوزان أو المتابعون للتجربة أن تكون النتائج إيجابية في المرحلة الأولى، إذ من المنتظر أن تساعد هذه المرحلة على توليد الأجسام المضادة للفيروس، والتي قد تساعد على إطالة الفترة الزمنية الفاصلة بين الإصابة بالفيروس وظهور أعراض المرض إلى فترة تتراوح ما بين 10 سنوات و 20 عاما.

ويرى بانتاليو، الذي يترأس في الوقت نفسه قسم المناعة في مستشفى جامعة لوزان، بأنه من المستحيل تصنيع مصل واق ضد فيروس الإيدز قبل حلول عام 2014، لا سيما وأن التمويل الأوروبي لأبحاث سبل علاج ومكافحة هذا المرض تقف بعيدا خلف ما تعتمده الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف في حديث له مع سويس انفو “يجب أن تستيقظ أوروبا وأن تسعى بخطى جدية للبحث عن مصل واق والعثور على علاج للمرض”، ويضيف “يجب أن يكون للأوربيين برنامج مماثل لأبحاث الأمصال وأدوية تقوية جهاز المناعة”.

أما السبب الذي جعل البروفيسور بانتاليو يطلق مثل هذه الصحية فيكمن في الإشارة إلى الأرقام التي تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتمويل 90% من جميع الأبحاث التي تهتم بأبتكار أمصال لمختلف الأمراض، (بما فيها غير المنتشرة في أراضيها)، بينما تحجم الدول الأوربية والشركات الكبرى عن تمويل أبحاث تتعلق بالأمراض المنتشرة في المناطق النامية، لأنها ليست ذات عائد تجاري مضمون ولا يُرجى منها تحقيق الأرباح الطائلة التي تسعى إليها.

يجدر التذكير بأن الولايات المتحدة تساهم سنويا بما لا يقل عن 250 مليون دولار في تمويل الأبحاث المتعلقة بكيفية علاج مرض الإيدز وذلك طبقا لمعلومات المعهد الوطني الأمريكي لأبحاث الأمراض المعدية والحساسية NIAID.

تبادل الخبرات

وكان وزير الشؤون الداخلية (تشمل الصحة العمومية) باسكال كوشبان، قد افتتح المؤتمر يوم الاثنين 30 أغسطس، برعاية مستشفى جامعة لوزان ومؤسسة Eurovacc الأوربية (التي تتخذ من سويسرا مقرا لها) التي تعمل على تطوير مصل ضد فيروس نقص المناعة المكتسب.

وشارك في المؤتمر 800 من المتخصصين في علاج أمراض جهاز المناعة، من بينهم ما لا يقل عن 250 شخص من الدول النامية، علاوة على ممثلين عن كبريات شركات تصنيع الأدوية في العالم.

وحث منظمو المؤتمر المشاركين فيه على تبادل الخبرات والمعلومات المتوفرة لديهم، لإثراء البحث العلمي في هذا المجال، لاسيما وأن جامعة لوزان كانت قد أعلنت مرارا عن إجراء تجارب حول أمصال ولقاحات قد تحول دون الإصابة بالمرض، ويُؤمل أن تساهم الاستفادة من خبرات الخبراء والمتخصصين المشاركين في تطوير ما توصل إليه علماء لوزان في هذا المجال.

هذا وتشير مصادر برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز إلى أن تزايد أعداد المصابين بهذا المرض العضال يثير قلق المسؤولين لا سيما وأن 70% من المصابين يتواجدون في القارة السمراء.

سويس انفو

تمثل النساء حوالي 50% من المرضى بالايدز في العالم.
يمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 24 سنة نصف عدد المصابين في العالم.
تتكلف الابحاث المتعلقة بعلاج الايدز والمرتبطة به حاليا ما لا يقل عن 5 مليارات دولار سنويا، ومن المحتمل أن ترتفع إلى 20 مليارا في عام 2007.
لا يتمكن سوى 7% من إجمالي المرضى في الدول النامية من الوصول إلى العلاج.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية