مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مطالبة بمحاكمة مرتكبي المجازر في أفغانستان

سجين من طالبان ينتظر معرفة مصيره Keystone

أصوات أممية تطالب من جنيف بالقيام بتحقيق في الإعدامات التي تتم خارج نطاق القانون في أفغانستان وبمحاكمة مرتكبي الإعدامات الجماعية من الفئات المتحاربة. هذه النداءات تأتي بعد صمت طويل وفي وقت تستعد فيه المنظمات الإنسانية الأممية إلى إعادة موظفيها الدوليين إلى داخل أفغانستان لاستئناف تقديم المساعدة للشعب الأفغاني عقب التحول الميداني.

بالرغم من الأخبار المطمئنة عن عدم وقوع مجازر كبرى في أفغانستان عقب استيلاء قوات تحالف الشمال على مناطق كانت تحت سيطرة حركة طالبان ووصولها إلى العاصمة كابول، بدأت ترتفع بعض الأصوات الأممية المحذرة من مخاطر تغافل العالم عن الانتهاكات لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل مختلف الأطراف المتصارعة.

فقد أصدرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن تحذيرا بعد نقل وسائل الإعلام لأخبار تفيد بقيام قوات تحالف الشمال بعد دخولها إلى مزاري شريف بإعدام مائة من الشبان التابعين لحركة طالبان بعد استسلامهم. إذ قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان “ان العالم سوف لن يقبل انتهاك حقوق الإنسان أثناء تغير موازين القوة في أفغانستان”. وقد اتهمت المفوضة السامية لحقوق الإنسان كل الأطراف المشاركة في الصراع الأفغاني بارتكاب انتهاكات خطيرة.

أما المقررة الخاصة التابعة للجنة حقوق الإنسان، المكلفة بالتحقيق في الإعدامات الجماعية او الإعدامات خارج نطاق القانون، السيدة أسمى جاهانجير فقد أصدرت يوم الجمعة بيانا في جنيف تشير فيه “إلى ضرورة التحقيق بجدية في الإعدامات الجماعية التي تقوم بها كل الأطراف المشاركة في الصراع. كما طالبت بتقديم مرتكبي الجرائم ضد الانسانية للمحاكمة.

وقالت المقررة الخاصة السيدة أسمى جاهانجير “انه لا يجب ترك عمليات الاغتيال والقتل الجماعي هذه دون عقاب”. وقد وصفت هذه التجاوزات “بأنها قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.

وتعتقد المقررة الخاصة “أن الحل الوحيد للتوصل إلى امكانية قيام سلام في أفغانستان تكمن في محاكمة الذين أصدروا أوامر القيام بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ومن نفذوها.

عودة وشيكة للموظفين الدوليين

وفي هذه الإثناء تترقب المنظمات الأممية إشارة الضوء الأخضر لإعادة موظفيها الدوليين إلى داخل أفغانستان. فقد أرسلت عدة منظمات إنسانية أممية رسمييها إلى كابول لتمهيد الطريق أمام أكبر عملية إنسانية ستقوم بها الأمم المتحدة منذ حرب البلقان. إذ من المتوقع أن يصل مبعوث المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى العاصمة الأفغانية خلال الساعات القادمة. كما سيسافر مبعوث منظمة الصحة العالمية إلى كابول يوم السبت تمهيدا للشروع في أكبر حملة إنسانية منذ بداية التسعينات .

وفي الوقت الذي يستعد فيه ممثلو المنظمات الإنسانية للعودة إلى داخل أفغانستان، لا يبدي اللاجئون المتواجدون على الحدود الباكستانية والإيرانية حماسا للعودة في ظل الظروف الحالية. بل يخشى الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين رون إيدموند أن يشهد سكان المناطق الجنوبية التي لازالت تحت سيطرة حركة طالبان نزوحا نحو باكستان.

وهذا ما قد يضيف أعدادا أخرى من اللاجئين إلى الأربعة ملايين لاجئ المتواجدين في إيران وباكستان والذين يضاف لهم حوالي مليون مرحل داخلي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية