مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مع بندقيتي.. من فضلك!

لاحظ المختصون اختلافا في تصرفات المجندين عندما يتم تدريبهم مع سلاحهم Keystone

في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكونفدرالية، سُيسمح للجنود العاملين ضمن قوات حفظ السلام في الكوسوفو بحمل السلاح.

تسليح الجنود السويسريين العاملين في “سويسكوي” سابقة سيُـعُتمد عليها في مشاركة سويسرا في مهمات حفظ السلام مستقبلا.

إذا كانت البندقية هي رفيق الجندي، فإن هذا الأمر لا يبدو مفروغا منه عند الحديث عن الجنود السويسريين الذين يعملون ضمن فرق حفظ السلام الدولية. ولذلك فإن الخطوة التي تم الإعلان عنها حديثا، والتي تأتي إثر 18 شهرا من تصويت البلاد على مبادرة بهذا المعنى، تتخذ أهمية كبيرة.

ربما لذلك أحيطت تفاصيل تسليح الجنود السويسريين التابعين لسويسكوي في الكوسوفو بقدر كبير من التغطية الإعلامية، والتي قد تبدو غريبة وغير مفهومة وربما أيضا طريفة لغير السويسريين.

لكن الدهشة سرعان ما ستزول عندما نعرف أن الجنود السويسريين العاملين في الخارج لم يسمح لهم من قبل بحمل السلاح. وأن هذا التقليد كان صارما لكونه، كما فُسر آنذاك، يعبر عن التزام سويسرا بسياسة الحياد التي تعمل بها.

ولكي لا يختلط الأمر على القارئ، نؤكد أن تسليح الجنود لا يعني تخلي سويسرا عن سياستها الحيادية. فهم لن يستخدموا أسلحتهم في مهام قتالية. بل الهدف منها بالأحرى حمايتهم هم.

عقدة.. نزع السلاح!

قبل ذلك كان الجنود السويسريون يحتاجون إلى حماية نظرائهم من البلدان الأخرى كي يتمكنوا من استكمال مهام عملهم السلمية. وفي الكوسوفو، كان الجنود النمساويون هم المتحملون لهذه المسؤولية. وهو الأمر الذي لم يعّقد فقط من عملهم وعمل غيرهم في عمليات السلام، بل أدى أيضا إلى خلق ما يمكن وصفه بعقدة نقص لدي المتطوعين السويسريين.

على الأقل هذا ما يؤكده السيد أورز كاسباريز نائب المسؤول الإعلامي في إدارة عمليات حفظ السلام السويسرية. فهو يقول إن الدفعة الأخيرة من المتطوعين أعربت عن سعادتها لقرار تسليحها. ويضيف:”لقد لاحظنا مسبقا أن جنود السويسكوي يتصرفون بصورة مختلفة تماما عندما يتدربون مع سلاحهم”.

كيف؟ يجيب قائلا:”هم يشعرون بالفخر لحملهم سلاحهم الخاص، (لأنه يعني) أنهم متساوون مع نظرائهم العاملين في الكوسوفو. فقبل ذلك كانوا يشعرون بالفعل بعقد نقص، لإحساسهم أنهم يبدون كأطفال صغار في حاجة إلى حماية الآخرين (…) ثم إن كل جندي يفضل أن يحمل سلاحه الخاص”.

عدا عن القضاء على العقد النفسية لهؤلاء الجنود، فإن تسليحهم يعني أيضا توليهم لمهام أكثر ضمن فرق حفظ السلام. “حتى الآن كانت الفرقة السويسرية تلعب دورا تموينيا ولوجيستيكيا. حيث تمحورت مهامهم في نقل المياه والبترول والجازولين إلى الجنود الألمان والنمساويين العاملين في نفس المخيم”.

لكن هذا الوضع سيتغير الآن. إذ يضيف السيد كاسباريز قائلا:”سيتمكن الجنود السويسريون من المساعدة في مهمة ضمان أمن المخيم أثناء الليل والنهار”.

بقي أن نشير، أنه من المقرر أن تسلم أخر فرقة سويسرية غير مسلحة مهامها إلى الدفعة الجديدة من المتطوعين في احتفال، سيقام يوم الخميس، قبل عودتهم إلى سويسرا. وأن الجنود السويسريين لن يتم تسليحهم فقط، بل سترسل معهم أيضا خمس دبابات وطائرة هيلوكبتر. وأنه خلافا لما كان يحدث في السابق، فإن الدبابات سيتم تزويدها بمدافع رشاشة وقاذفات للصواريخ. خطوة قد يرى البعض أن الهدف منها تفادي شعورها هي الأخرى بعقدة نقص!

سويس إنفو

قررت سويسرا إرسال قوة حفظ سلام تابعة لها إلى الكوسوفو عام 1999
وافق البرلمان في ديسمبر 2001 على تمديد عُهدة القوة إلى عام 2003
في عام 2001 صوت الناخبون السويسريون لفائدة تسليح أعضاء القوة
يبلغ عدد الجنود السويسريين في كوسوفو 250 جنديا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية