مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مـن “كران مونتانا” إلى “مونــاكــو”

جون بول كارتوران (مؤسس منتدى كران مونتانا) الى جانب الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في إحدى لقاءات دورة المنتدى لعام 2003 (تاريخ الصورة: 26 يونيو 2003) Keystone Archive

من المنظر أن يُعقدُ "منتدى كران مونتانا" دورته لعام 2005 بعيدا عن المنتجع السويسري بسبب خلافات حول حجم الدعم المقدم من السلطات المحلية.

ويبدو أن المنتدى الذي سيلتئم في إمارة موناكو يرغب في تسليط الإهتمام على قضايا لم يتمكن من تناولها في مقره الأصلي مثل “الإصلاحات في العالم العربي” ومسائل “التكامل العربي”.

يحمل منتدى كران مونتانا الاقتصادي الدولي اسم المنتجع السويسري بكانتون الفالاي الذي تأسس فيه عام 1989. وظلت هذه التظاهرة – لسنوات طويلة – تعاني من المقارنة المقصودة أو غير المقصودة بينها وبين المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا منذ عام 1970 في منتجع دافوس بكانتون غراوبوندن شرقي سويسرا.

ورغم محاولات مؤسسه ورئيسه جون بول كارتوران، لم يتمكن هذا المنتدى -الذي يعقد عادة في أواخر شهر يونيو من كل عام- من استقطاب شخصيات مثيرة للانتباه رغم استضافته عام 1999 للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (بعد أسابيع قليلة من انتخابه)، في خطوة أكسبته حينها مزيدا من المصداقية بين الأوساط الإعلامية على الأقل.

ولأول مرة منذ إنشاءه، تم اختيار مكان آخر غير كران مونتانا لعقد الاجتماع السنوي حيث تقرر أن تستضيف إمارة موناكو دورة عام 2005 في الفترة الممتدة من 23 إلى 25 يونيو القادم.

“ضرورة تمليها التطورات”

وفي تعليله لتغيير مكان انعقاد المنتدى، أوضح جون بول كارتوران على موقع المنتدى الرسمي على شبكة الإنترنت أن “مجلس إدارة المنتدى قرر اتخاذ هذه الخطوة التي أصبحت ضرورية لضمان التطور الطبيعي للمنتدى ولضمان بعده الدولي”.

بمعنى أوضح، ومن خلال ما ورد في الموقع، أصبح منتجع كران مونتانا “ضيقا بالنسبة لحجم ومتطلبات المشاركين في أعماله”، بينما تتوفر موناكو وضواحيها في المقابل على “تجهيزات كبيرة مثل مطار نيس القريب والفنادق الفخمة ووسائل النقل والاتصال”.

لكن السلطات المحلية في منتجع كران مونتانا أعربت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السويسرية عن استغرابها من “عدم إطلاعها مبكرا من قبل المشرفين على المنتدى على قرار تغيير مكان الانعقاد”، بل إن الاجتماع الذي كان مقررا عقده بين هذه السلطات ومؤسس المنتدى في نهاية شهر سبتمبر 2004، “لم يتم بسبب عدم حضور السيد جون بول كارتوران”.

ورغم ذلك، تأمل سلطات المنتجع في أن “يعود المنتدى إلى المنطقة في الدورات القادمة”، كما أعربت السلطات المحلية في كران مونتانا وفي كانتون الفالاي عن اعتزامها “زيادة حجم الدعم المقدم للمنتدى”، فيما أفادت بعض المصادر الصحفية أن السيد كارتوران “قد يكون طالب بالحصول على دعم إجمالي يقدر بـ 350 ألف فرنك سنويا”.

قضايا عربية

ومن المؤكد أنه ليس بإمكان أي منتدى دولي سواء انعقد تحت اسم “كران مونتانا” أو “موناكو”، الإستغناء عن معالجة القضايا العربية سواء ضمن مناقشاته الإقليمية أو العامة. وفي هذا السياق سوف تتركز النقاشات في دورة هذا العام في موناكو على “الأوضاع الجديدة في العالم” وعلى مسألة “الحوار كعنصر جديد لتحقيق السلام في عالم معولم” بشكل خاص.

وفي إطار الحوارات ذات الطابع الإقليمي، خصص برنامج منتدى كران مونتانا في موناكو حيزا مهما لسلسلة من القضايا العربية الساخنة، من “الأزمة الفلسطينية” إلى “كيفية الخروج من العراق وإعادة بناء قوة إقليمية”، فضلا عن طرح إشكالية “الاندماج في العالم العربي”، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى تهم إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

ملتقيات وحوارات و”قمة”

ومن التجديدات التي سيقدم عليها منتدى كران مونتانا في دورته بموناكو، السهر على تنظيم ملتقى سنوي لحوار أوروبي – عربي تنتظم دورته الأولى ما بين 3 و5 مارس 2005.

كما سيشرف المنتدى على تنظيم “قمة عربية” دورية، وهي القمة التي ستعقد لأول مرة ما بين 9 و11 نوفمبر 2005، بالاشتراك مع جامعة الدول العربية. وسوف تنطلق بناء على ما ورد في قرارات القمة العربية الأخيرة (تونس – مايو 2004) التي شددت على ضرورة إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية، ولكن من الداخل.

وإلى جانب الاهتمامات السياسية والإصلاحية، ترغب هذه القمة في “التعريف بالإمكانيات الاقتصادية المتاحة” في البلدان العربية ومحاولة “جلب الاستثمارات” إليها.

لكن إذا كان تنظيم قمة من هذا النوع، بشروط جامعة الدول العربية، سيسهل بالنسبة للمشرفين على المنتدى ضمان مشاركة العديد من القادة العرب الذين كانت تقلقهم اللامبالاة التي يقابلون بها أحيانا في منتدى دافوس، فإن السؤال الذي يظل قائما: هل ستتمكن هذه “القمة العربية” المنظمة تحت إشراف منتدى كران مونتانا على تجاوز خلافات الجامعة العربية وقممها وعلى الخروج بقرارات عملية وفعال؟.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية