مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة بيئية جديدة في جنيف؟

كاتب الدولة ومدير المكتب الفدرالي للبيئة فيليب روش Keystone Archive

سترشح سويسرا مدينة جنيف لاحتضان أمانة المعاهدة الدولية لمحاربة الملوثات العضوية في منافسة مع كل من ألمانيا وإيطاليا.

وسيُعلن عن هذه الخطوة خلال الدورة السابعة للمفاوضات المتعلقة بالملوثات العضوية الثابتة والتي تنعقد في جنيف ما بين 14 و18 يوليو الجاري.

افتُتحت صباح الاثنين 14 يوليو في جنيف الدورة السابعة للمفاوضات المتعلقة بالمعاهدة الدولية حول الملوثات العضوية الثابتة المعروفة باسم POP. وتهدف هذه المعاهدة المعروفة أيضا بـ”معاهدة استوكهولم للملوثات العضوية الثابتة” إلى القضاء النهائي على 12 مادة كيماوية عالية التسمم وصعبة التحلل في العالم.

ويفترض أن تسمح مفاوضات جنيف بتحديد شروط انعقاد أول “مؤتمر مراجعة” للأطراف الموقعة على المعاهدة والمقرر عام 2005 في بونتا ديل إيستي بيوراغواي.

مشكل شامل

وفي خطاب الافتتاح عبر مدير المكتب الفدرالي للبيئة فيليب روش عن موقف الحكومة السويسرية التي ترى أن الملوثات العضوية الثابتة هي بمثابة مشكلة ذات أبعاد شاملة. أما الدليل على شمولية المشكلة هو نتائج تحليل بعض العينات التي أخذت من البيئة وأظهرت أن الملوثات العضوية الثابتة تتواجد بعيدا عن مصدر انبعاثها. فعلى سبيل المثال، تم العثور على هذه الملوثات في مناطق مثل القطب الشمالي حيث لم تُستعمل أبدا، أو الدول الصناعية حيثُ مُنع استعمالها منذ عقود.

لذلك يعتبر السيد روش “أن الاجراءات التي تُتخذ على المستوى الوطني قد تنجح في الحد من المشاكل وليس في حلها. لذلك يتطلب الأمر عملا مشتركا للتوصل إلى حل نهائي على المستوى العالمي”.

وتأتي تسمية هذه العناصر بالملوثات العضوية الثابتة من كونها عناصر قادرة على مقاومة التحلل لعقود، وهو ما يسمح لها بالتنقل إلى بقاع نائية في العالم فيما يعرف بـ”ظاهرة الجرادة”.

أما الخاصية الثانية لهذه الملوثات العضوية الثابتة فتتمثل في تركيزها في الكائنات الحية فيما يعرف بظاهرة التركيز البيولوجي. ولئن كانت هذه الملوثات غير قابلة للتحلل في الماء فبإمكانها التركيز في بعض الأنسجة الحية بنسبة تفوق سبعين ألف مرة تركيزها في الجو المحيط. ويأتي في مقدمة قائمة الأحياء والعرضين لهذا التركيز الأسماك والطيور الجارحة والثدييات والإنسان.

ومن المواد الكيماوية المصنفة ضمن قائمة الملوثات العضوية الثابتة مادة الديوكسين والدي دي تي DDT التي استعملت بكثرة كمبيد للعديد من الحشرات، أو العديد من المواد الأخرى المستعملة بكثرة كمبيدات حشرية لأنواع من الغلة كالقمح والقطن والأشجار المثمرة وغيرها.

2005: موعد القرار

وتنوي سويسرا في وقت لاحق الإعلان رسميا عن ترشيح جنيف لاحتضان المقر النهائي للمعاهدة الخاصة بالملوثات العضوية الثابتة في منافسة مع كل من ألمانيا وإيطاليا.

ويرى المكتب الفدرالي للبيئة في بيانه، أن جنيف تحتضن العديد من المؤسسات التي لها علاقة بمضمون هذه المعاهدة مثل المنظمة العالمية للتجارة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومعاهدة بازل حول النفايات السامة وغيرها.

كما لمح مدير المكتب الفدرالي للبيئة فليب روش في خطاب الافتتاح إلى عملية الترشيح بعبارات غير مباشرة، معتبرا “أن فريق الأمانة المؤقتة قدم عملا جليلا ولا يجوز تغيير فريق حقق نتائج إيجابية كبرى”.

وسيتولى مؤتمر بونتا ديل إيستي في عام 2005 الفصل في المقر النهائي لأمانة معاهدة ستوكهولم حول الملوثات العضوية الثابتة.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

تم اعتماد معاهدة استكهولم حول الملوثات العضوية في عام 2001
151 دولة وقعت عليها في ربيع عام 2001
سويسرا هي الدولة الـ 34 التي تصادق على المعاهدة لحد الآن
من المحتمل أن تدخل المعاهدة حيز التطبيق في العام 2004

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية