مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل هي قضية منسية أم مجهولة؟

ستجول مسيرة تضامنية مع اتباع الـ"فالون غونغ" لمدة اسبوع عددا كبيرا من المدن السويسرية للاحتجاج على ممارسات بيكين swissinfo.ch

إنها قضية حركة "فالون غونغ" الصينية المحظورة التي تصفها بيكين بـ" الطائفة الشيطانية" وتشن اعتقالات واسعة في صفوفها خشية من انتشار "هوسها" في المجتمع الصيني. أتباعُ الحركة الروحية في سويسرا انطلقوا يوم الخميس من جنيف في مسيرة ستتواصل أسبوعا كاملا لتوعية الرأي العام بما يتعرض له أنصار الحركة في الصين من تعذيب وقتل ولمطالبة السلطات السويسرية بالتحرك..

المسيرة التضامنية مع حركة “فالون غونغ” Falun Gong انطلقت يوم الخميس من مدينة جنيف في طريقها إلى لوزان حيث ستصل يوم الخميس القادم، لتُكمل بعد ذلك سيرَها نحو مدينة فريبورغ ثم بيرن. وستنطلق فرق أخرى من المتظاهرين من مُدن بازل وسانت غال وثون وزيوريخ وفنترتور باتجاه بيرن، المحطة الأخيرة لمسيرة ستعبر جزء هاما من التراب السويسري.

المسيرة التضامنية ستختتم جولتَها يوم السبت القادم أمام القصر الفدرالي في العاصمة بيرن حيث سيسلِّمُ اتباعُ الحركة في الكونفدرالية رسالة إلى الحكومة السويسرية لحثها على التحلي بالمزيد من الصرامة في إدانتها لممارسات بيكين. منظمو المسيرة يأملون في أن يساهم تحركهم في تنوير الرأي العام والسياسيين على حد سواء حول ” الأوضاع المتفاقمة لاتباع الحركة في الصين”.

السيدة دومينيك ناردين، إحدى المشاركات في المسيرة، أعربت عن اعتقادها ” أن الحكومة السويسرية اتخذت موقفا جيدا من القمع الذي تتعرض له حركة ” فالون غونغ” في الصين، لكن بوسعها القيام بدور اكثر فعالية في هذا المجال، أي التعبير بصراحة وعلنا أنها ضد هذا القمع.”

وقد وُجهت لسويسرا ولكثير من الدول الغربية اتهامات بالاعتدال في توجيه الانتقادات للصين حول سجلها في مجال حقوق الإنسان خشية من أن ينعكس ذلك على مصالحهم الاقتصادية في بلد شاسع تنمو فيه الأسواق التجارية بسرعة فائقة.

مئات توفوا من جراء التعذيب..

الجمعية السويسرية لاتباع الـ” فالون غونغ” تؤكد في صرخة قوية من قلب الكونفدرالية، أن اتباع الحركة الروحية التي تأخذ من “الحقيقية والعطف والتسامح” مبدأ لها، يتعرضون لقمع وحشي من قبل السلطات الصينية منذ أن حظرت بيكين نشاطات الحركة عام 1999.

وتشير الجمعية إلى أن عشرات الآلاف من أعضاء الحركة اعتقلوا وان آلافا آخرين سجنوا أو ادخلوا بالقوة إلى مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية. كما أن 263 من اتباع الحركة توفوا اثر تعرضهم للتعذيب حسب الجمعية التي تؤكد أن الوضع يتفاقم يوما بعد يوم.

لهذه الأسباب، قررت الجمعية السويسرية لانصار الـ” فالون غونغ” توجيه نداء نجدة إلى الشعب والسلطات السويسرييْن من خلال تنظيم مسيرة تضامنية تشارك فيها مجموعات تنطلق من مدن مختلفة لتجتمع في النهاية أمام القصر الفدرالي مثيرة بذلك أنظار الرأي العام ووسائل الإعلام.

وتقدر الجمعيةُ عدد الصينيين الذين يمارسون الـ” فالون غونغ”، الذي يمزج في صمت بين التأمل والتمارين الجسدية التقليدية المشهورة في الصين، بـ70 مليون شخص في الوقت الذي تقول بيكين إن عددهم لا يتجاوز مليونين. أما في سويسرا، فيبلغ عدد اتباع الحركة المعروفة ايضا باسم “فالون دافا” حوالي 500 شخص.

” مذهب شرير” حسب بيكين..

في الوقت الذي تؤكد فيه حركة الـ” فالون غونغ” أن طقوسها ليست ديانة وتشرح أن مبادئها تقوم بالفعل على أسس ديانتيْ البوذية والطاوية وهي فلسفة دينية مبنية على تعاليم لاوتسو الصيني، وفي الوقت الذي تشير فيه بوضوح إلى أنها لا تتبع أية استراتيجية سياسية، تصفها السلطات الصينية بـ” طائفة تمارس طقوسا شيطانية تسببت في موت حوالي 1800 شخص بعد أن نصحتهم بالتخلي عن العلاج الطبي ودفعتهم إلى الانتحار أو ارتكاب حماقات.”

ومن اجل إحكام السيطرة على الحركة، شنت بيكين قبل اشهر حملة دعائية عنيفة ضد ما تصفه بـ” العقيدة الشيطانية” للـ”فالون يونغ” واتهمتها باستهداف الحكومة المركزية والابتعاد عن مبادئها السابقة التي تحث على الابتعاد عن العمل السياسي.

استضافة بيكين للألعاب الأولمبية سعرت الموقف..

الجمعية السويسرية لاتباع الحركة لاحظت انه منذ أن انتخبت اللجنة الأولمبية الدولية الشهر الماضي بيكين لاستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2008، شددت الحكومة الصينية إجراءاتها القمعية ضد اتباع الحركة. وقد نُقل عن نائب رئيس الوزراء الصيني لي لانكينغ قوله إن ” اختيار اللجنة الأولمبية الدولية للصين لاحتضان الألعاب الأولمبية مؤشر على دعم المجتمع الدولي لقمع حركة ” فالون غونغ”.

وتشرح عضوة في فرع الحركة بجنيف انه منذ أن أدلى المسؤول الصيني بهذا التصريح، لوحظ أن أساليب التعذيب والإعدام التي يذهب ضحيتها ممارسو طقوس الـ” فالون غونغ” ازدادت سوءا.

فيما تقول السيدة ناردين إن أحد الأهداف الرئيسية من وراء تنظيم المسيرة التضامنية في سويسرا هو التعريف بحقيقية وطبيعة تمارين الـ” فالون غونغ” من اجل التصدي للحملة الدعائية التي تشنها بيكين ضد الحركة. السيدة ناردين اعربت عن ثقتها ” انه عندما سيكتشف الجمهور حقيقة طقوس الـ” فالون غونغ” التي لا يعرف عنها الكثير، سنحصل على المزيد من الدعم لقضيتنا.”

ويُُمارس الـ” فالون غونغ” الذي يُعتبر أسلوبا تقليديا صينيا من الـ” Qigong” الذي يعني “التمارين التي تبعث على الطاقة”، بالقيام بخمسة تمارين تمزج بين الاسترخاء والتامل وحركات جسدية بطيئة.

اصلاح بخات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية