مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

يومٌ غيرُ وردي للطفولة

صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة ومنظمات غير حكومية ترصد حصيلة خطيرة جدا لاوضاع حقوق الطفل في مختلف بقاع العالم swissinfo.ch

بعد مُضي اثني عشر عاما على تبني الأُمم المُتحدة للمعاهدة الدولية لحقوق الطفل، تظلُّ الحصيلةُ قاتمة ومُخيفة. عالمُ الطفولة الذي يحتفلُ المشرفون عليه يوم الثلاثاء باليوم العالمي لحقوق الطفل، مازال يقعُ ضحية لسوء التغذية والأمراض والحرب والاستغلال الجنسي والقائمة طويلة..

ترتبطُ كَلمةُ الطُّفولة في الأذهان بالبراءة واكتشاف العالم خُطوة بخطوة. لكن هنالك أطفالا في مختلف بقاع العالم يُحرمون من طفولتهم وتُسلب منهم لحظات لا تُعوض بمال الدنيا، فإما تُنتهك أعراضهم وتصبحَ أجسادُهم الصغيرة بضاعة في سوق الدعارة او يقعون ضحية لاستغلال جنسي فاحش من قبل أشخاص يوصفون بالراشدين أو يُلقى بهم في سوق العمل الإجباري ليُحرموا من نعمة التعليم.

ومن الأطفال من يحمل السلاح مبكرا ويُعج به في ساحات القتال قبل أن يُكَون فكرة عن ما هي الحرب وما هو السلم، فتصبح ألعابه على شكل مسدسات ورشاشات ورصاص..

من حسن الحظ أن هذه المآسي وغيرها من مجاعة وأمراض وسوء تغذية لا تعني كافة الأطفال في العالم لكن ما ذنب الأطفال الذين يعيشون طفولة من دون حقوق؟

في هذا السياق، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل، أصدر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسف بيانا ذكّر فيه بان اكثر من 10 ملايين طفل تقل أعمارهم عن سن الخامسة يموتون كل سنة من جراء الإصابة بأمراض يُمكن تفاديها، وان اكثر من 150 مليون طفل يعانون من سوء التغذية واكثر من 100 ملايين آخرين محرومون من حق التمدرس.

البيان المخيف الذي صدر في باريس أشار أيضا إلى أن 250 مليون طفل يعملون في ظروف خطيرة فيما يقع ملايين الأطفال الآخرين ضحية للعمل الإجباري والاستغلال الجنسي والعنف والنزاعات المسلحة والدعارة.

وشددت المنظمة الأممية على انه من المُلح جدا مناقشة السبل الكفيلة باتخاذ الإجراءات الضرورية كي تُضمن وتُحترم حقوقُ كل طفل على وجه البسيطة. وجدير بالذكر أن الأمم المتحدة تبنت المعاهدة الدولية لحقوق الطفل يوم الـ20 من نوفمبر تشرين الثاني من عام 1989. وصادقت على المعاهدة كافةُ الدول الأعضاء في المنظمة ما عدا الولايات المتحدة والصومال.

الاستغلال الجنسي للأطفال يظل من بين اخطر الانتهاكات لحقوق الطفل

مازال الاستغلال الجنسي للأطفال وشبكاته الإجرامية ينعمان بعجز القانون في عدد من دول العالم ومن بينها سويسرا. فغالبا ما تتطلب معاقبةُ مرتكبي هذه الجريمة الحصول على إثباتات قوية قد يجد فيها المحامون المدافعون عن أولئك المتهمين تعارضا مع الحماية التي يوفرها القانون للبيانات الشخصية للمواطن.

ولإدانة هذه الجريمة، أطلق تحالف يضم منظمات غير حكومية يوم الاثنين صرخة قوية أمام المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف. وقال هذا التحالف إن مئات آلاف الأطفال يُغتصبون ويُعذبون وحتى يُقتلون في مختلف أنحاء العالم.

وأضافت المنظمات غير الحكومية أن مرتكبي هذه الجرائم غالبا ما ينتمون إلى شبكات مافيا تنظم الاتجار بالأطفال وتجني من وراء استغلالهم الجنسي أموالا طائلة. وحسب رئيس اللجنة الدولية لكرامة الطفل (CIDE) السويسري جورج غلاتز فان ثمن قضاء ليلة مع طفل يقدر بآلاف الفرنكات السويسرية.

احتفال سويسرا باليوم العالمي لحقوق الطفل

تتسلم المستشارة الفدرالية روت درايفوس وممثلو البرلمان السويسري يوم الثلاثاء 253 رسما يجسد أربعة حقوق للطفل. كما تقام نشاطات مختلفة في جميع أنحاء سويسرا في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل.

مؤسسة (PRO JUVENTUTE) التي تسهر على شؤون الطفولة والشبيبة طلبت من تلاميذ المدارس رسم بطاقة بريدية ستوجه للسيدة درايفوس التي ستكلف بتسليمها للبرلمانيين والمستشارين الفدراليين من اجل التذكير بأهمية احترام وتطبيق حقوق الطفل. وتطلق المؤسسة بالمناسبة مشروعا تحت شعار “المزيد من الواحات في الصحراء”. ويهدف المشروع إلى عرض الأطفال على الراشدين أوضاع بيئتهم والواقع الذي يعيشونه من منظورهم ثم يتخذ بعد ذلك الجانبان القرار بشان التغييرات التي يجب الإقدام عليها.

أما كانتون زيوريخ، فقد قرر إطلاق حملة في المدارس للتعريف بشكل افضل بمحتوى المعاهدة الدولية لحقوق الطفل. فيما تنظم جمعيات نشيطة في مجال الطفولة في مدينة بازل لقاءات متعددة مع الأطفال في الأحياء والكنائس.

هذه المبادرات تستحق بلا شك كل تقدير واشادة. لكن يبقى التساؤل عن ما إذا كان يوما عالميا واحدا يكفي لمعالجة محن الطفولة المحرومة من حقوقها. صحيح أن الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل فرصة حقيقية لرصد حصيلة إنجازات مختلف الدول في هذا المجال، لكن الأصح يكمن في ضرورة الاهتمام يوميا بهذا الملف الخطير أملا أن تساهم كافة المبادرات الرامية إلى حماية ورعاية الطفولة في خلق عالم افضل للأطفال والكبار.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية