أزمة لاجئين في كوت ديفوار!

حذر نائب المفوض السامي لشؤون اللاجئين من تدهور الأوضاع في كوت ديفوار، واتخذت المفوضية إجراءات عاجلة لمواجهة احتمال تدفق اللاجئين
ونظرا للتغير المستمر لخط الجبهة بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والمنشقين، قد تضطر المفوضية إلى إجلاء اكثر من 50 ألف مرحل إلى داخل البلاد لتأمين سلامتهم
احتدام الصراع بين القوات الحكومية في كوت ديفوار والمنشقين جعل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تواجه مشكلة تتمثل في تأمين حياة حوالي خمسين ألف من المرحلين داخليا الذين يوجدون في القرى والمدن الواقعة على خط القتال الذي يتغير بتغير موزاين القوة.
فقد أوضح مدير قسم العمليات بالمفوضية السيد كمال مرجان بعد عودته من زيارة للمنطقة “أن المفوضية تفكر في إجلاء ما بين 50 و60 ألف مرحل داخلي من المناطق الشرقية في اتجاه الجنوب، أي إلى منطقة تقع بين سان بيترو والعاصمة أبيدجان”.
كما تفكر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إمكانية العثور على بلدان توافق على استقبال هؤلاء اللاجئين، ولو أنها تحبذ لو يتم ذلك في اتجاه غينيا حيث تملك المفوضية إمكانيات وتجهيزات ملائمة. وللقيام بهذه التحضيرات، أرسلت المفوضية بعثة للمنطقة منذ يوم الجمعة مهمتها البحث عن الحل الأمثل في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات مع البلدان المجاورة.
وتكمن المشكلة التي تواجه المفوضية في كوت ديفوار، في كون هذا البلد لم يقبل في يوم من الأيام إقامة مخيمات لاجئين فوق ترابه. وإذا كان هذا الموقف موقفا مثاليا في السابق وسمح لللاجئين من ليبيريا وسيراليوني بالاندماج مع سكان كوت ديفوار، فإن هذا الوضع يجعل من الصعب رعاية مصالحهم بشكل ناجع. كما أن مشاركة بعض العناصر الليبيرية في القتال جعل طرفي الصراع يشككان في حياد اللاجئين.
الاستعداد لحالة الطوارئ
إضافة إلى اهتمام المفوضية السامية بأمن وسلامة حوالي خمسين ألف مرحل داخلي، تجري استعدادات لاستقبال أكثر من خمسين ألف لاجئي من كوت ديفوار قد ترغمهم المعارك على طلب اللجوء إلى البلدان المجاورة، وقد تضاف له أفواج أخرى من الأجانب المقيمين في كوت ديفوار والذين قد يرغمون على العودة إلى بلدانهم او اللجوء إلى بلدان أخرى.
ولتخزين مواد الاغاثة الطارئة بالبلدان المجاورة، وجهت المفوضية نداءا للمجموعة الدولية لجمع ستة مليون دولار لفترة الثلاثة أشهر القادمة. هذه الأموال قد تنفق فقط في المواد غير الغذائية تحسبا لتوافد كبير للاجئين من جراء تطور الصراع المسلح.
نداء من اجل تدخل أممي
وزيرة حقوق الإنسان بكوت ديفوار فيكتورين وودي، التي زارت جنيف للتحادث مع كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان، وجهت نداءا من أجل تدخل الأمم المتحدة للتحقيق في التجاوزات المرتكبة في البلاد.
وفي تعقيب على هذا النداء، أوضح السيد كمال مرجان لسويس انفو “أن هناك محاولات للتدخل على ثلاثة محاور: الإنساني وحقوق الإنسان ومحاولة البحث عن حل سياسي للأزمة”.
وفيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة، تجدر الإشارة إلى المحاولات التي تقوم بها منظمات إقليمية إفريقية مثل الاتحاد الإفريقي ومجموعة دول غرب إفريقيا ومبعوثا الأمين العام للأمم المتحدة ومحاولات دول بحالها مثل المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مالي لتسوية النزاع.
وزيرة تبرر طرد السكان من منازلهم
وقد تطرقت وزيرة حقوق الإنسان في كوت ديفوار في ندوتها الصحفية إلى برنامج الحكومة الرامي إلى القضاء على سكان الأحياء القصديرية في العاصمة أبيدجان الذين قالت “إن السلطات شرعت في إجراءات طردهم من هذه الأحياء لأسباب صحية وأمنية”.
وأشارت الوزيرة إلى تدخلها لدى السلطات “لوقف تنفيذ هذه الإجراءات عموما، والإكتفاء بتطبيق عملية هدم الأحياء المحيطة بمراكز الشرطة والثكنات العسكرية، لأسباب أمنية”
وما يلفت الانتباه في كلام وزيرة حقوق الإنسان، كونها تستعمل عبارة “الطرد”، مما يدفع إلى التساؤل عن مبررات استعمال الوزيرة عبارة طرد أناس من أحيائهم القصديرية ليجدوا أنفسهم في الشارع بدون تهيئة مكان لجوء لهم، وكيف تبرر أمن ثكنات الجيش ومراكز الشرطة بهدم مباني سكان مدنيين حتى ولو كانت غير شرعية وغير صحية؟
ولئن اعترفت الوزيرة “بأن الحل الأمثل يتطلب تهيئة مساكن لهؤلاء الناس قبل طردهم”، فإنها أكدت “أن لكل بلد أولوياته، ونحن سنواصل تطبيق هذه الإجراءات لمتطلبات صحية وأمنية”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
تتوقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حوالي 50 ألف لاجئ في الكوت ديفوار
تنوي المفوضية إجلاء ما بين 50 و60 ألف مرحل بعيدا عن خط القتال
المفوضية في حاجة إلى 6 مليون دولار لمواجهة الاحتياجات الملحة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.