The Swiss voice in the world since 1935

هدوء معارك هزت طرابلس بعد إعلان وقف إطلاق النار

reuters_tickers

طرابلس (رويترز) – قال سكان في العاصمة الليبية طرابلس إن أشد قتال تشهده المدينة منذ سنوات هدأ يوم الأربعاء بعد ساعة من إعلان الحكومة وقف إطلاق النار، دون صدور بيان بعد من السلطات بشأن عدد القتلى.

واندلعت الاشتباكات في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد مقتل قائد كبير لإحدى الجماعات المسلحة. وبعد أن هدأ القتال صباح يوم الثلاثاء، تجدد خلال الليل وهزت معارك كبيرة أحياء في جميع أنحاء العاصمة.

وقالت وزارة الدفاع التابعة للحكومة “القوات النظامية بدأت بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التهدئة من خلال نشر وحدات محايدة”.

وأضافت الوزارة أن الوحدات التي تنشرها حول المواقع الحساسة هي من قوات الشرطة التي لا تحمل أسلحة ثقيلة.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “قلق بالغ إزاء تصاعد العنف في الأحياء المكتظة بالسكان في طرابلس”، ودعت بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار.

وعززت اشتباكات يوم الاثنين على ما يبدو سلطة عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في البلد المنقسم، وحليف تركيا أيضا.

لكن أي قتال لفترة طويلة داخل طرابلس يهدد بجذب فصائل من خارج العاصمة مما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع نطاقا بين الأطراف المسلحة العديدة في ليبيا بعد هدوء نسبي على مدى سنوات.

وذكرت صحيفة (ليبيا أوبزرفر) التي تصدر باللغة الإنجليزية أن القتال الرئيسي يوم الأربعاء دار بين اللواء 444 التابع للدبيبة وجهاز الردع لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، وهو آخر فصيل مسلح رئيسي في طرابلس لا ينتمي حاليا إلى معسكر الدبيبة.

واندلعت اشتباكات مسلحة كذلك في مناطق غربية من طرابلس والتي كانت تاريخيا بوابة للفصائل المسلحة من مدينة الزاوية الواقعة إلى الغرب من العاصمة.

* تزايد التوتر

عبر سكان طرابلس المحاصرون في منازلهم بسبب القتال عن شعورهم بالرعب من العنف الذي اندلع بشكل مفاجئ في أعقاب تزايد التوتر بين الفصائل المسلحة على مدى أسابيع.

وقال أب لثلاثة أطفال في منطقة الظهرة عبر الهاتف “من المرعب أن نشهد كل هذا القتال العنيف، وضعت عائلتي في غرفة واحدة لتجنب القصف العشوائي”.

وذكر مهند جمعة في ضاحية السراج الغربية أن القتال يتوقف لبضع دقائق ثم يُستأنف.

وأضاف “نشعر بالارتياح في كل مرة يتوقف فيها، لكننا نفقد الأمل مجددا”.

لم تنعم ليبيا باستقرار يذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 وأطاحت بمعمر القذافي. وانقسمت البلاد في عام 2014 بين فصائل متنافسة في الشرق والغرب لكن هدنة في عام 2020 منعت انزلاق البلاد إلى حرب كبرى.

وليبيا مُصدر رئيسي للطاقة وكذلك محطة مهمة للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا. واستقطب صراعها قوى أجنبية، منها تركيا وروسيا ومصر والإمارات. وتقع منشآتها النفطية الرئيسية في الجنوب والشرق بعيدا عن القتال الدائر حاليا في طرابلس.

ويهيمن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) على شرق البلاد منذ 10 سنوات، فيما تنقسم السيطرة على طرابلس وغرب ليبيا بين العديد من الفصائل المسلحة.

وأمر الدبيبة يوم الثلاثاء بتفكيك ما سماها بالجماعات المسلحة غير النظامية.

وأعلن الدبيبة ذلك بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم غنيوة، يوم الاثنين والهزيمة المفاجئة لجماعته “جهاز دعم الاستقرار” على يد فصائل متحالفة مع الدبيبة.

وتشير سيطرة الفصائل المتحالفة مع الدبيبة واللواء 444 واللواء 111 على الأراضي التي كان جهاز دعم الاستقرار يسيطر عليها إلى أن السلطة أصبحت مركزة بشكل كبير في العاصمة المنقسمة ليبقى جهاز الردع لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة آخر فصيل كبير غير مرتبط ارتباطا وثيقا برئيس الوزراء. 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية