مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أفغانستان أخطر الأوضاع الإنسانية

حقوق الإنسان الأفغاني يجب أن تصان ايا كان المنتهك Keystone

وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 2,5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للعام ألفيين واثنين، القسم الأكبر منها لأفغانستان، ولكنها اعتذرت عن إمكانية تولي أمور الجنود الطالبان والأفغان العرب الذين سلموا أنفسهم لقوات تحالف الشمال.

أصدرت الأمم المتحدة يوم الاثنين نداءا للمجموعة الدولية من أجل جمع 2,5 مليار دولار لمساعدة أكثر من 33 مليون متضرر في العالم خلال العام 2002 . وسيخصص القسم الأكبر أي 657 مليون دولار لمساعدة الشعب الأفغاني خلال الستة أشهر القادمة.

وفي تصريحه بهذه المناسبة ناشد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد كوفي عنان الدول المانحة ” لكي تكون أكثر سخاء ” هذه المرة نظرا لكون نداء العام الماضي لم يحصل على استجابة إلا في حدود خمسين بالمائة.

ويغطي نداء العام 2002 احتياجات شعوب سبعة عشر بلدا ومنطقة في العالم نذكر منها إضافة إلى أفغانستان كلا من انغولا ومنطقة البلقان وكوريا الشمالية .
وسيحصل برنامج الغذاء العالمي على القسم الأكبر بحيث تقدر حصته بحوالي مليار دولار متبوعا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

أفغانستان اخطر الأوضاع الإنسانية

سيخصص نداء العام 2002 أكثر من 650 مليون لمساعدة أكثر من سبعة ملايين أفغاني الذين تضرروا من أثنين وعشرين عاما من الحرب ومن ثلاث سنوات من الجفاف. ولا تتوقع الأمم المتحدة أي تحسن في أوضاعهم من هنا حتى الربيع القادم . يضاف إلى ذلك أن الكل متوقف على مدى قدرة الأفغان على تجاوز الخلافات القائمة بينهم وبناء نواة سلطة ممثلة لكل شرائح المجتمع الأفغاني . وهو ما تنكب عليه ندوة بون بألمانيا تحت إشراف الأمم المتحدة.

منظمة الصحة العالمية بدورها قدمت يوم الاثنين صورة قاتمة عن الأوضاع الصحية في أفغانستان وهو ما دفع المديرة العامة السيدة جرو هارليم برونتلاند إلى مناشدة المجموعة الدولية من أجل المساهمة بشكل كبير.
فأفغانستان تعرف وفاة سيدة حامل كل ثلاثين دقيقة من جراء تعقيدات الوضع. وأن طفلا أفغانيا من بين أربعة تداهمه المنية قبل بلوغه الخامسة من العمر. ويعاني حوالي عشرة بالمائة من الأطفال الأفغان من سوء التغذية الحاد بينما يعاني خمسون بالمائة من سوء تغذية مزمن.

وعلى مستوى الأمراض يسجل في أفغانستان سويا أكثر من اثنين وسبعين ألف حالة سل وحالات قاتلة من مرض حمى المستنقعات أو الملاريا والكوليرا والحصباء والتيفود والتهاب السحايا والعديد من حالات الإسهال وذلك بسبب تراجع حملات التطعيم .
وقد عملت سنوات الحرب على التأثير في الصحة العقلية للأفغان على مدار الاثنين وعشرين عاما من القتال . وبصورة مختصرة وكما قالت منظمة الصحة العالمية ” يجب إعادة تنظيم القطاع الصحي في أفغانستان كلية “.

وضع حقوق الإنسان ليس بالأفضل

معروف أن احترام حقوق الإنسان تحت حكم طالبان لم يكن يعرف وجها ورديا . ولم تعرف أفغانستان قبل ذلك احتراما لحقوق الإنسان أثناء تولي تحالف الشمال السلطة لفترة وجيزة ، ولكن المؤسف أن التدخل الدولي اليوم لا يعير أي احترام للمبادئ التي رفعها طوال عقود سواء فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان او احترام القانون الإنساني الدولي.

وهذا ما أشارت إليه المفوضة السامية لحقوق الإنسان في عطلة نهاية الأسبوع عندما عبرت ” عن قلقها لتأثيرات الإستراتيجية العسكرية الأمريكية البريطانية على السكان المدنيين”. وأضافت السيدة روبنسن أن أفغانستان ” تعرف مشكلة كبيرة في حقوق الإنسان … وقد زادت في تعقيدها الاستراتيجية العسكرية وانعدام إمكانية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية ” وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان أن من واجبها التذكير بأن العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية يجب ألا تمنع المواطنين الأفغانيين من الوصول إلى الغذاء والمسكن .

على مستوى القانون الإنساني الدولي وبالأخص احترام معاهدات جنيف التي تحمي المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وتحمي الأسرى والجرحى من المقاتلين ، يبدو أن الأيام الأخيرة عرفت تجاوزات خطيرة على الرغم من التحذيرات المتكررة . فمدينة مزار الشريف قد عرفت بعد يوم من دخول قوات تحالف الشمال ، مقتل ما بين 400 و 600 من مقاتلي حركة طالبان في مدرسة بالمدينة في ظروف غامضة .

وما يشهده معتقل قلاي جانجي من دك بالقاذفات والصواريخ يضيف شكوكا أخرى حول جدية الوعود المقدمة بعدم اللجوء إلى تصفية حسابات في أفغانستان. والأغرب من هذا وذاك رفض الأمم المتحدة ، إمكانية تسلم الأسرى الذين يسلمون أنفسهم من قوات طالبان وحلفائهم المقاتلين العرب. تعليل الأمم المتحدة كما جاء على لسان الناطق باسم الأمين العام السيد فريد إيكارت ” أن المنظمة ليست لديها الإمكانيات للقيام بذلك.” وذكر الناطق باسم الأمم المتحدة أن “مهمة رعاية الأسرى من مسئولية القوى المنتصرة وان على اللجنة الدولية للصليب الأحمر القيام بدور الرقابة”.

محمد شريف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية