إسرائيل تتهم أوروبا “بالتحريض على معاداة السامية” بعد إطلاق النار بواشنطن

القدس (رويترز) – اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مسؤولين أوروبيين لم يذكرهم بالاسم يوم الخميس “بالتحريض السام على معاداة السامية”، مشيرا إلى أن هذا التحريض يقف وراء مناخ عدائي وقع فيه إطلاق نار تسبب في مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن الليلة الماضية.
وواجهت إسرائيل عاصفة من الانتقادات الأوروبية في الآونة الأخيرة مع تكثيف حملتها العسكرية في غزة، إذ حذرت منظمات حقوقية من أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على إمدادات المساعدات جعل القطاع الفلسطيني على شفا مجاعة.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الحكومة عرضت دعمها الكامل للسفارة الإسرائيلية في لندن.
وأضاف “من الواضح أننا ندعو إلى رفع تلك القيود (على المساعدات لغزة)… لكن هذا لا يمنح أي عذر على الإطلاق لمعاداة السامية أو الهجمات من هذا النوع”.
ولم يشر ساعر إلى أي دول أو مسؤولين بالاسم، لكنه قال إن مناخ العداء تجاه إسرائيل يقف وراء إطلاق النار على موظفي السفارة يارون ليسشينسكي وسارة لين ميلجريم خارج المتحف اليهودي في واشنطن يوم الأربعاء.
وقال ساعر في مؤتمر صحفي بالقدس إن الهجوم كان نتيجة مباشرة “للتحريض السام المدفوع بمعاداة السامية ضد إسرائيل واليهود في أنحاء العالم” منذ هجوم مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأضاف “هناك خط مباشر يربط بين التحريض على معاداة السامية ومعاداة إسرائيل وبين هذه الجريمة. هذا التحريض يمارسه أيضا قادة ومسؤولون من الكثير من الدول والمنظمات، لا سيما من أوروبا”.
وأحجم ساعر عن تحديد أي زعيم أو مسؤولين يقصدهم. لكن تصريحاته جاءت بعد كلمات قاسية بشكل متزايد من حلفاء إسرائيل من دول الغرب بما في ذلك فرنسا وبريطانيا، إذ انضمتا إلى كندا هذا الأسبوع في التحذير من “إجراء ملموس” محتمل ضد إسرائيل بسبب حربها في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المشتبه به الذي ردد هتافات مؤيدة للفلسطينيين رهن الاحتجاز. وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجموعة واسعة من الزعماء الأوروبيين والأجانب الآخرين الهجوم.
وقال ساعر إن “الأجواء العالمية” ضد إسرائيل ساءت بشكل حاد منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في غزة.
ومنذ ذلك الحين، أدت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني وتدمير القطاع المكتظ بالسكان، مما أثار احتجاجات حاشدة في أنحاء العالم بدءا من حرم الجامعات الأمريكية وحتى شوارع المدن الأوروبية.
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل العام الماضي باتخاذ إجراءات لمنع ما وصف بأنه أعمال إبادة جماعية في غزة بعد قضية رفعتها جنوب أفريقيا وأثارت غضبا عميقا في إسرائيل.
وقال ساعر “اتهامات التشهير هذه بالإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وقتل الأطفال تمهد الطريق تماما لمثل هذه الجرائم”.