The Swiss voice in the world since 1935

إسرائيل ترفض الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية وتواصل غاراتها في غزة

afp_tickers

رفضت إسرائيل الثلاثاء الاتفاق المبرم بين حركتي حماس وفتح بشأن الحكم المشترك للأراضي الفلسطينية في فترة ما بعد الحرب، فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بلا هوادة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “هذا لن يحدث لأنه سيتم سحق حماس وسيراقب (زعيم فتح محمود) عباس من بعيد غزة” التي تنفذ فيها إسرائيل عملية هجومية مدمرة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف كاتس “بدلا من رفض الإرهاب، يحتضن محمود عباس القتلة والمغتصبين من حماس”. وعباس هو رئيس السلطة الفلسطينية ومقرها رام الله بالضفة الغربية.

تعهدت إسرائيل، التي تحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967، بتدمير حماس وترفض وقف هجومها على غزة قبل تفكيك الحركة الإسلامية التي تولت السلطة عام 2007 بعد عامين من انسحاب إسرائيل من القطاع الذي احتلته لمدة 38 عاما.

في بكين، أعلنت حماس أن ما تم التوقيع عليه بين 14 فصيلا فلسطينيا هو اتفاق “للوحدة الوطنية” في ختام لقاء استضافته العاصمة الصينية.

ويشير نص الاتفاق إلى “تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية”، و”تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة” – قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية. 

وتشكل هذه الأراضي الدولة التي يطمح إليها الفلسطينيون والتي ترفض قيامها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأصدر الكنيست الإسرائيلي قرارا يرفض إنشاء دولة فلسطينية.

– غوتيريش يرحب –

وفيما رحبت السلطة الفلسطينية بالاتفاق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن مشاركة الصين تتيح “مواجهة سياسة” الولايات المتحدة، الحليف الكبير لإسرائيل وداعمها العسكري الرئيسي.

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان بكين، معتبرا أنه يمثل “خطوة مهمة لتعزيز الوحدة الفلسطينية”، بحسب ما قال المتحدث باسمه.

وصرح ستيفان دوجاريك للصحافيين “جميع الخطوات نحو الوحدة موضع ترحيب وتشجيع. إن الوحدة الفلسطينية… أمر بالغ الأهمية لتحقيق السلام والأمن وتعزيز تطلعات الشعب الفلسطيني إلى تقرير المصير، وإلى إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية”.

ويزور نتانياهو واشنطن حيث يلقي خطابا أمام الكونغرس الأربعاء ويلتقي بالرئيس جو بايدن الخميس، بينما يواجه ضغوطا داخلية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس يسمح بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. 

وتظاهر مجددا حشد من الإسرائيليين مساء الثلاثاء في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق.

وأعربت واشنطن حليفة إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن قلقها من عواقب الحرب، مشدّدة على حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

وتعهد بايدن الاثنين مواصلة العمل على إنهاء الحرب خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، بعد تراجعه عن الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر. 

وتلتقي نائبته كامالا هاريس التي يُحتمل أن تفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات، رئيس الوزراء الإسرائيلي بدورها في واشنطن “هذا الأسبوع”، حسبما أعلن مكتبها. 

كما أعلن دونالد ترامب أنه سيلتقي بنيامين نتانياهو الخميس في مقره في فلوريدا.

وتحاول واشنطن مع قطر ومصر إعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة الخميس، وفق مصدر مطلع.

– المئات يفرون من البريج –

في هذه الأثناء يواصل الجيش الاسرائيلي القصف والغارات الدامية التي يقول إنها تستهدف مقاتلي الفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل “منظمة إرهابية”، وخصوصا في مناطق سبق وأعلن أنه أخلاها من المقاتلين.

ومن جديد، كانت مدينة خان يونس وهي الأكبر في جنوب القطاع، وكذلك مدينتا غزة وجباليا في الشمال في مرمى النيران والغارات الإسرائيلية، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وأعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، في مدينة غزة. 

أمر الجيش الاسرائيلي الاثنين السكان بإخلاء الجزء الشرقي من مدينة خان يونس مرة أخرى علما أنه انسحب منها في مطلع نيسان/أبريل بعد تدميرها. وقال إنه يستعد لعملية كبيرة بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل.

كما فر مئات الفلسطينيين من مخيم البريج (وسط) بعد أمر مماثل من الجيش، مشياً على الأقدام أو بالسيارات أو على المقطورات أو العربات التي تجرها الحمير.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الطائرات الإسرائيلية قصفت “أكثر من 50 بنية تحتية” عسكرية.

 وفي مدينة رفح المجاورة، قال الجيش إنه “قضى على عشرات” المقاتلين في غارات جوية موجهة ومعارك من مسافة قريبة. 

– خطر أوبئة –

تسبّبت الحرب في نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة ومعظمهم نزحوا مرات عدة داخل القطاع الذي تحاصره إسرائيل. 

وأعرب مسؤول رفيع المستوى في منظمة الصحة العالمية  الثلاثاء عن “قلقه البالغ” من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

وقدر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف الحاجة لإجلاء نحو 14 ألف شخص من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية.

أدى الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية. 

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 44 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

ردت إسرائيل على هجوم حماس متوعدة “بالقضاء” على الحركة، وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39090 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال.

وتسببت الحرب في اندلاع مواجهات في المنطقة ولا سيما عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل. كما تصاعدت أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ومداهمات الجيش في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل سبعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي فجر الثلاثاء في مخيم طولكرم، على ما أفاد مسؤولون فلسطينيون.

بور-سغ/س ح-ح س/غد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية