مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إقامة فريدي ميركوري الشتوية بمونترو

فريدي ميركوري ومنزله القريب من البحيرة كما ظهرا على معلقة فيلم "صنع الفردوس" Richard Gray

كان فريدي ميركوري، مغنّي فرقة "كوين"، الذي ولد في زنجبار وتوفي في لندن، من سكان مونترو، إذ فيها أقام وعمل أيضا

وظهرت “صنع الفردوس”، المجموعة الغنائية الجديدة لهذه الفرقة سنة 1953وطغى عليها صوت فريدي ميركوري الشّجي، وتوفي هذا الأخير في 24 نوفمبر 1991، بعد إصابته بمرض الإيدز.

ظل المعجبون بأغانيه مترددين بين الفرح والترحيب بظهور هذه الأعمال الفنية الجديدة والريبة والتساؤل، إن كان هذا العمل من إبداع الفنانين الأربعة، أم صنيعة أشرار متربصين.

إن هذه الأعمال من دون شك، لوحات فنية رائعة، وقد سجل فريدي ميركوري جزءً منها خلال السنوات الأخيرة من حياته خلال إقامته في مونترو. وتربط صلة وثيقة بين فرقة “كوين” الفنية، و”أستوديو الجبل”، الموجود في جوف أحد كازينوهات مدينة مونترو..

جميع الأعمال رأت النور في مونترو

التهمت النار كازينو المدينة الصغيرة، الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان، خلال حفل لفرانك زابّا، في 4 ديسمبر 1971 وهو حفل ذاع صيته، وذلك بفضل أغنية “دخان تحت الماء”، لديب باربل، ولم تنقضِ أربع سنوات حتى استقر دافيد ريتشارد، مهندس الصوت البريطاني بمدينة مونترو وأسس أستوديو تسجيل في الكازينو الجديد.

كان من أول زبائن هذا الأستوديو فرقة رولينغ ستونز، التي جاءت لمونتوي لإنجاز مجموعتها الغنائية الجديدة “الأسود والأزرق”، ولحقت بهذه الفرقة قائمة طويلة من الفِـرق الفنية، مثل مجموعة دافيد بويي ودوران دوران وكريست راي وستينغ وفيل كولينز وAC/DC وفرقة بريان فيري وستايتي كو ولاد زيبالين ومايكل جاكسن ومايلس دافيد وإلا فيتجيرالد، وبي بي كينغ ومارفين غاي، ولا زالت القائمة طويلة.

وبالطبع، توجد ضمن هذه القائمة فرقة “كوين”، التي سجلت سنة 1978 مجموعة “الجاز”، ولهذا العنوان دلالة خاصة بالنسبة لمونترو. وأُعجب أفراد هذه الفرقة بمكان التسجيل، فتقرر خلال سنتين شراؤه.

أما فريدي ميركوري، فقد ظل متمسكا بالمدينة الصغيرة، حيث كان يسود الهدوء والسكون، وسيصبح مهندس الصوت والمنتج دافيد ريتشارد متعاونا رسميا مع فرقة “كوين” وستشهد مونترو تسجيل قطعتي “المعجزة” و”الشبهات”، وأما “صنع الفردوس”، فقد ظهرت بعد موت هذا المغني.

صنع الفردوس

خلال تسجيل “صنع الفردوس” سنة 1990، كان فريدي ميركوري يعاني من مرض عضال، ويقول دافيد ريتشارد في مقابلة نشرتها فرقة رولينغ ستون (ألمانيا 1995) “استغرق منا تسجيل هذا العمل وقتا أكثر من المعتاد لأن فريدي كان في حاجة لأخذ قسط من الراحة من حين لآخر. لكنه، أراد أيضا أن يكون التسجيل دقيقا جدا، وأدرك أنه لن تتاح له الفرصة لمراجعة هذا العمل. وباختصار، أراد أن تكون هذه التسجيلات الأخيرة على أحسن ما يرام”.

اختار فريدي ميركوري مواصلة العمل حتى آخر رمق في حياته، وكان يعلم أن الأغاني التي كان يسجلها لن تصل للجمهور قبل وفاته، ولك أن تدرك عمق المشاعر التي رافقت تلك الكلمات! وإذا كانت أغنية “حب الأم”، التي رافقها عزف بريان ماي آخر ما سُجّل، فإن آخر ما كتبه كانت أغنية “حكاية الشتاء”، وهي عبارة عن تأملات حزينة وهادئة حول مونترو.

إنها لحظة صفاء وتجلي في غفلة من الزمن، يتردد صداها بين أعمدة السماء، وصخور الجبال ومجاري المياه وهزيج الأطفال، لحظة هامة ينهيها قوله :”أهو حلم، أهو حلم، إنها السعادة”!

لقد تطلب الأمر سنوات عديدة قبل أن يتمكن أعضاء هذه الفرقة من إتمام الأغاني التي بدأها فريدي، والتي ستتوج بتوزيع مجموعة “صنع الفردوس” سنة 1995، وحملت لافتة المجموعة صورة البيت الصغير الذي كان يأوي إليه فريدي، بحثا عن الهدوء والإلهام.

وفي سنة 1996، شُيّد نصب تذكاري لفريدي من تصميم الفنانة التشيكية إيرينا سيدليكا بباحة السوق العامة على أطراف البحيرة. وأميط اللثام عن النصب، بحضور العديد من الشخصيات العامة من أمثال برايان ماي وروجي تايلور ومونسرّات كابايي وموريس بيجار وكلود نوبس.

فصل الختام

نهاية حزينة، “انطفأ أستوديو الجبل” وتحول إلى حانة، وبحث دافيد ريتشارد عن ركن جديد لتشييد نادي للموسيقى. وتتكفل اليوم جمعية ثقافية بتنظيم رحلات إلى مواقع تاريخية في مونترو، لاستعادة ذكرى هذا الفنان الكبير، وذلك مرة كل سنة.

وعلى موقع أحد الفنادق، يقول نص إشهاري “كان فريدي ميركوري مفتونا بجمال “فردوس البحيرة”، في إشارة لاسم الفندق نفسه”، أما على ضفة البحيرة، فيواصل النصب التذكاري لميركوري، بجسمه المستقيم وذراعه الممتدة إلى السماء، اختراق الفضاء تؤنسه في وحدته، القوارب الراسية وأصوات البجع.

ها هو فصل الشتاء
السحب الدكناء تلوح في الأفق
وطيور تغادر البحيرة من دون رجعة
ومراكب تعود إلى مراسيها في الحين مسرعة

سويس انفو – برنار ليشو

ظلت فرقة “كوين” لفترة طويلة الجهة المالكة لأستوديو الجبل، الملحق بكازينو مونترو، وفيه سجلت هذه الفرقة العديد من الأعمال الفنية.

وفي هذا الأستوديو، سجّل فريدي ميركوري، الذي كان يعاني من مرض عضال، الأغاني التي ستعتبر لاحقا أشهر أغانيه، التي احتوتها مجموعة “صنع الفردوس”

تخصص مونترو سنويا، يوما لأحياء ذكرى فريدي ميركوري

سيحمل المغني فاروخ بولسارا، الذي ولد في زنجبار سنة 1946، اسم فريدي ميركوري بعد وفاته.
كانت فرقة كوين تتكون من بريان ماي (كان عازف قيثارة) وجون دي كون (عازف ناي) وروجي تايلور (ضارب طبل)
ظهرت أول أعمالهم الفنية سنة 1973.
من الأعمال التي وجدت انتشارا عالميا، “نحن الأبطال” و”سوف ترقص معنا”، و”شيئا من السحر”.
تم تسجيل أغنية “الحياة في باول” سنة 1982، ووُزّعت سنة 2004.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية