إيران ترفض أي اتفاق نووي يحرمها من “الأنشطة السلمية”

شددت إيران الاثنين على أنها لن توافق على أي اتفاق نووي يحرمها من أنشطتها “السلمية” في إشارة إلى تخصيب اليورانيوم، مطالبة الولايات المتحدة بتقديم ضمانات على رفع العقوبات في حال التوصل الى مثل هذا الاتفاق.
وبقيت مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة خلافية رئيسية بين الطرفين أثناء المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق نووي والتي بدأت في نيسان/أبريل، في وقت تدافع إيران عمّا تقول إنه سعيها لبرنامج نووي مدني تصفه الولايات المتحدة من جانبها بـ”الخط الأحمر”.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من القاهرة حيث التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي “إذا كان الهدف هو حرمان إيران من أنشطتها السلمية فبالتأكيد لن يكون هناك أي اتفاق”.
كما شدد على أن بلاده “ليس لديها ما تخفيه” بشأن برنامجها النووي، قائلا إن “إيران لديها برنامج نووي سلمي… نحن مستعدون لتقديم هذه التطمينات إلى أي طرف أو كيان”.
وجاءت التصريحات بعدما دعا غروسي الاثنين إيران إلى مزيد من الشفافية عقب كشف تقرير تم تسريبه أن طهران كثّفت عمليات تخصيب اليورانيوم.
-“تفسيرات” –
وأظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، مقتربة أكثر من نسبة 90 في المئة تقريبا التي يحتاج إليها تطوير أسلحة ذرية.
وأفاد غروسي قبل اجتماعه مع عراقجي “هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في إيران وهذا أمر واضح جدا. ولا شيء سيمنحنا هذه الثقة (سوى) التفسيرات الكاملة لعدد من الأنشطة”.
وأضاف أن بعض استنتاجات التقرير “قد تكون غير مريحة بالنسبة إلى البعض ونحن… معتادون على التعرّض للانتقادات”.
من جهتها، رفضت إيران التقرير محذرة من أنها سترد إذا “استغلته” القوى الأوروبية التي هددت بفرض عقوبات نووية.
وقال عراقجي في إشارة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية “تحاول بعض البلدان استغلال هذه الوكالة لتمهيد الطريق باتّجاه تصعيد مع إيران. آمل بألا تقع هذه الوكالة في هذا الفخ”.
في الأثناء، حضّت إيران الولايات المتحدة على رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها كشرط للتوصل إلى اتفاق نووي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال عراقجي السبت إنه تلقى “عناصر” من مقترح أميركي لاتفاق نووي بعد خمس جولات من المحادثات لعبت سلطنة عمان دور الوسيط فيها.
– باتّفاق أو بدونه –
والتقى كل من عراقجي وغروسي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أشاد بالمحادثات الأميركية الإيرانية وشدد “على ضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة”، يحسب ما نقل عنه المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين في مؤتمر صحافي “نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات”، مضيفا “حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة”.
وقال الموفد الأميركي في المحادثات النووية ستيف ويتكوف الشهر الماضي إن إدارة ترامب ستعارض أي تخصيب.
وصرح ويتكوف لموقع برايتبارت نيوز “لا يمكن أن يكون لدى إيران برنامج لتخصيب اليورانيوم مجددا. هذا خطنا الأحمر. لا تخصيب”.
وبعد اتصال مع ويتكوف قبل يوم لبحث المحادثات النووية الجارية، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى حل سلمي وإلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية قائلا في المؤتمر الصحافي الاثنين “يكفينا ما لدينا من مشاكل ومن أزمات” في المنطقة.
وشدد على ضرورة خفض التصعيد لضمان عدم انزلاق المنطقة “إلى حالة فوضى شاملة أو .. صراع ممتد”.
من جانبها، تعهّدت إيران مواصلة تخصيب اليورانيوم سواء تم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي أم لا.
وأفادت وسائل إعلام أميركية السبت بأن الولايات المتحدة أرسلت لإيران مقترحا بشأن اتفاق نووي وصفه البيت الأبيض بأنه “مقبول” و”من مصلحتها” قبوله.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين مطلعين على المحادثات الدبلوماسية أن المقترح يدعو إيران إلى وقف كل نشاطات تخصيب اليورانيوم ويطرح فكرة إنشاء تجمع إقليمي لإنتاج الطاقة النووية.
أجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات سعيا للتوصل إلى اتفاق جديد يحل مكان الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى في 2015 وأعلن ترامب انسحابه منه عام 2018، أثناء ولايته الرئاسية الأولى.
بور-اب/الح-لين/ص ك