مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتساع الجبهة الأوروبية لمكافحة الارهاب

المظاهرات المصاحبة للقمة الاوربية و المطالبة بالسلام لم تجد أصداء واسعة داخل أروقة السياسة Keystone

جدد الاتحاد الأوروبي دعمه التام للحملة العسكرية الأميركية على افغانستان وقد دخلت اسبوعها الثالث. وبينما سعى الرئيس جورج بوش في بيكين الى حشد القارة الآسيوية من حوله فان الاتحاد الأوروبي بادر من ناحيته بتوسيع جبهة مكافحة الارهاب على صعيد القارة الأوروبية ككل.

تبنت اربعون دولة تمتد من روسيا حتى البرتغال ومن مالطا حتى ايسلندا، في اجتماعات عقدتها على مستوى وزراء الخارجية في نهاية الأسبوع في بروكسيل الخطة الأمنية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الارهاب وقطع موارد تمويله. ووافقت بلدان القارة الأوروبية على مقترح قدمته تركيا من أجل مواصلة التنسيق مع منظمة المؤتمر الاسلامي بهدف جمع السياسيين والأكاديميين من جانب الاتحاد الأوروبي والبلدان الاسلامية وتشجيع مد جسور الحوار بين الثقافات.

وعقدت فرنسا والمانيا وبريطانا اجتماعا مغلقا على مستوى القمة يوم الجمعة الماضي في غانت شمال (بلجيكا) بحث فيه زعماء البلدان الثلاثه مرحلة نشر القوات البرية لدعم الحملة الأميركية ضد افغانستان. وغطت القمة الثلاثية المصغرة على أشغال القمة للبلدان الخمسة عشر وإسترقت منها الأضواء.

دعم مطلق وبحث عن دور للأمم المتحدة

ويواصل الاتحاد الأوروبي سياسة الدعم المطلق للحملة العسكرية الأميركية ضد افغانستان، ورأى قادة البلدان الأعضاء بان عمليات القصف التي أنهت اسبوعها الثاني “ذات أهداف محدده” وفق مقتضيات قرار مجلس الأمن 1368 “وأن الشركاء ( اي الولايات المتحده وبريطانيا) يواصلون جهودهم من اجل تقييد عدد الضحايا”.

ويلح الاتحاد في الوقت نفسه على ضرورة العمل من اجل “أن ترعى الأمم المتحده جهود تشكيل حكومة مستقرة وشرعية تمثل كافة السكان الأفغان وتحترم حقوق الانسان وعلاقات حسن الجوار”. ويعد الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في وضع وتمويل خطة إعمار البلاد بمجرد توصل ممثلي مختلف الفصائل الأفغانية تحقيق هدف الحكومة الانتقالية.

وأجرى منسق السياسة الخارجية خافيير سولانا، بتكليف من قادة الاتحاد، مباحثات مع العاهل السابق ظاهر شاه وكذلك ممثلي الفصائل المعارضة لحكم طالبان يوم الأحد في روما.

البلدان الأعضاء أبدت مساندتها لاستمرار الحملة العسكرية حتى تحقيق الأهداف الرئيسية. وفي هذا الشأن تضاربت المواقف خلال سير القمة يوم الجمعة الماضي. فبينما تحدثت مسودة أولى للبيان المشترك عن ضرورة مواصلة الحملة الى حين تحقيق هدف تدمير البنى التحتية لتنظيم القاعدة والإطاحة بنظام طالبان، أكدت الصيغة النهائية التي أصدرها قادة البلدان الخمسة عشر على أن الهدف الرئيسي في افغانستان يتمثل في القضاء على تنظيم القاعدة المتهم بتدبير تفجيرات الحادي عشر من الشهر الماضي ولم يسلم نظام طالبان المسؤولين عنه ـ أي عن تنظيم القاعده.

ويبدو أن تغييب البيان الأوروبي شرط الاطاحة بنظام طالبان يهدف إلى عدم التشويش على المشاورات الجارية بين ممثلي قبائل أفغانستان وعدم احراج باكستان التي انضمت للحملة الأميركية على طالبان لكنها تناور في الوقت نفسه على ضمان تأثيرها السياسي في مستقبل البلاد و ذلك من خلال استمرار علاقاتها مع بعض المسؤولين من حكومة طالبان الذين ينتمون لقبائل البشتون، الذين يمثلون نحو اربعين في المئة من سكان البلاد وتمتد قبائلهم أيضا على طول شمال باكستان.

تعزيز التعاون داخليا لمكافحة الارهاب

على صعيد خطة مكافحة الارهاب، استعرض قادة البلدان الأعضاء سلسلة الاجراءات الأمنية والسياسية والمالية التي أقرتها البلدان الأعضاء في غضون الأسابيع الماضيه من أجل تفكيك الجماعات الارهابية وتجفيف منابع مواردها المالية.

وأوصت القمة بالتركيز على المحاور التالية:

ـ تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية و القضائية المكلفة مكافحة الارهاب،
ـ تعميم قوانين مكافحة تبييض الأموال كي تشمل مجالات تنقل رؤوس أموال المنظمات والأشخاص المشتبه فيهم دعم النشاطات الارهابية،
ـ المصادقة على المعاهدات الدولية ذات الصلة و تعميم الاجراءات الزجرية التي كانت أقرتها “مجموعة الأعمال المالية” التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية،
ـ التوصية بالمصادقة على مشروع توحيد شروط مذكرة التسليم الأوروبية.

واستعرضت القمة قائمة “الأعمال” وعدد تسعة و سبعين مهمة واجراءا أمنيا وماليا كانت الولايات المتحده عرضتها على الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي قبل نهاية الشهر الماضي. وأكد رؤساء الدول وحكومات البلدان الخمسة عشر في البيان النهائي بأن غالبية الاجراءات مدرجة ضمن خطة العمل الأوربية وأن مختلف الأعمال تمثل مركزا للتعاون بين السلطات الأميركية والترويكا المتخصصة الأوروبية.

كما يعرض الاتحاد على الولايات المتحده آفاق توسيع التعاون في المجال القضائي وتسليم الارهابيين، وتشديد آليات حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ومراقبة حركة تصدير الأسلحة والمواد الكيمياوية والجرثومية التي يمكن ان تقع بين أيدي الارهابيين.

نورالدين الرشيد – غانت شمال بلجيكا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية