مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتـفـاق تاريخــي في جنــيف

Keystone

وقعت إندونيسيا وثوار أتشيه يوم الإثنين اتفاق سلام يمنح المقاطعة ذات التوجه الانفصالي حكما ذاتيا موسعا، بدل الاستقلال عن جاكارتا.

وتم التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي الذي يضع حدا لـ 26 عاما من الصراع بوساطة مركزHenri Dunant السويسري للحوار الإنساني

شهد مركز Henri Dunant السويسري للحوار الإنساني في مقره بجنيف صباح الاثنين توقيع اتفاق سلام، وصف “بالتاريخي”، بين ممثلي الحكومة الإندونيسية وثوار مقاطعة آتشيه “جيراكان آتشيه ميرديكا GAM”.

ويضع اتفاق جنيف حدا لنزاع تواصل 26 عاما من أجل استقلال المقاطعة المسلمة، التي يقطنها أكثر من 4 ملايين نسمة، وذهب ضحيته 12 ألف شخص ، منهم 2000 في العام الجاري.

الاتفاق ليس سوى بداية

يقضي الاتفاق الذي قدمه الوسيط الأمريكي أنطوني زيني “بوقف الأعمال العدائية ابتداء من اليوم”. لكن الوسيط الأمريكي لا يعتبر ذلك “إلا نقطة بداية هامة وليست النهاية”

كما ينص اتفاق السلام الذي وقع عليه الطرفان على تخويل مقاطعة آتشيه حكما ذاتيا موسعا بدل الاستقلال الذي ضل المنشقون يطالبون به، وعلى تنظيم انتخابات تشريعية في المقاطعة في عام 2004 .

ومن النقاط الحساسة التي فصل فيها الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد وساطة مركز Henri Dunant للحوار الإنساني في جنيف منذ أغسطس عام 2000، تخويل سكان المقاطعة رقابة كبرى على عائدات صناعة الخشب وآبار الغاز الطبيعي.

نزع السلاح يؤِجل لما بعد

وفي انتظار ترسيخ الثقة بين الطرفيين، تقرر تأجيل البت في مسألة نزع أسلحة العناصر المسلحة. وقد تم تأسيس لجنة أمنية تهتم بدراسة وتحديد إجراءات نزع السلاح، إذ يخشى ثوار آتشيه تجريدهم من وسيلة الضغط الوحيدة لديهم. وقد لمح بعض قادة المنشقين إلى وجود تيارات متطرفة داخل الجيش الإندونيسي، قد تصعد بغرض عرقلة الاتفاق في إشارة إلى تعزيز قوات الجيش في شمال المقاطعة.

ومن التحديات التي سيواجهها اتفاق جنيف، تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والعمليات العدائية بشكل جدي في صراع مزمن تعود جذوره إلى أكثر من 130 عاما وسجل تطورات مأساوية منذ 26 عاما.

ويعتبر هذا الاتفاق، في حال نجاحه واستمراره، نجاحا للرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري، التي راهنت عليه لحل نزاع أتشيه الذي كان من الاولويات لديها، ولبنة هامة في عملية تهدئة الأوضاع في أكبر بلد إسلامي من حيث عدد سكانه الذين يفوق 200 مليون نسمة والذي يعرف العديد من الشقاقات السياسية والعرقية والدينية.

كما أن تطبيق اتفاق جنيف، قد يشكل نقلة نوعية في جهود مركز Henri Dunant للحوار الإنساني واستعادة لمبادرة الدبلوماسية السويسرية بشكل مباشر او غير مباشر في التوسط، إلى جانب الشريك الأمريكي، في القضايا الشائكة ومحاولة دفع الأطراف إلى إيجاد حلول لها.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

تقع أتشيه شمال غربي جزيرة سوماترا
مساحتها 57.365 كلم2
تضم 119 جزيرة و73 نهرا
أصبحت أتشيه جزءً من أندونيسيا بعد استقلالها عام 1945

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية