مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احتجاجٌ مدني يـحبط اجتماعا أمنيـا

لقطة من إحدى المظاهرات التي نظمها تجمع جمعيات المساعدة الطارئة للشعب الفلسطيني في سويسرا Urgence-Palestine

أدى احتجاج منظمات مدنية سويسرية ضد مشاركة شخصية أمنية إسرائيلية في ندوة أمنية الى إلغاء التجمع الذي كان سيعقد يوم 29 يونيو في دويلة فو السويسرية.

وكان يفترض أن تجمع الندوة بمبادرة من “التجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي والأمني” الجنرال الإسرائيلي داني أرديتي ورئيس مخابرات الجيش السويسري الأسبق بيتر ريغلي.

كان من المفروض أن يُنظم “التجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي والأمني” الذي يضم في مناطق سويسرا المتحدثة بالفرنسية حوالي 30 شركة تنشط في مجال صناعة العتاد الحربي والأمني، في التاسع والعشرين من يونيو الحالي، أول ملتقى له لمناقشة قضايا الإرهاب، والعنف في المدن، والتطرف الديني.

وتم إلغاء الملتقى الذي كان سُينظم في مركز أرباب الصناعات في بودي بدويلة فو، بعد الاحتجاجات المتكررة التي قامت بها العديد من منظمات المجتمع المدني السويسرية، وفي مقدمتها تجمع المنظمات المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، ضد مشاركة الجنرال الإسرائيلي والرئيس الحالي لمكتب محاربة الإرهاب في مجلس الأمن الإسرائيلي داني أرديتي، وضد رئيس المخابرات السويسرية الأسبق بيتر ريغلي الذي تتهمه تلك المنظمات بالضلوع في صفقات أسلحة مع نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا سابقا.

استبعاد البعد السياسي

التجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي أعرب عن اعتقاده في بيان صادر بالمناسبة توصلت به سويس إنفو، بأن الملتقى كان موجها بالدرجة الأولى للمسؤولين المهتمين بقضايا الأمن العمومي والدفاع على مستوى الكنفدرالية والكانتونات والبلديات، وكذا اصحاب الشركات المختصة السويسرية والأجنبية، لاطلاعهم على آخر التطورات في مجال صناعة العتاد الحربي والحفاظ على الأمن، وتعريفهم بآخر التكنولوجيا المستعملة.

ويقول التجمع إن موضوع الأمن أصبح موضوعا حساسا، وهو ما دفعه الى الشروع في عام 2005 في التحضير لعقد ملتقى يتم خلاله دعوة مختصين في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب لتقديم تصوراتهم في مجال محاربة الإرهاب والعنف في المدن والتعصب الديني.

ويضيف منظمو الملتقى في بيانهم أن “منظمات ومجموعات قامت بتنظيم احتجاجات عارمة ضد هذا الملتقى، مخافة أن يكتسي طابعا سياسيا، وهو ما كان التجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي والأمني يستبعده كلية”. وأضاف التجمع في بيانه “لتفادي استغلال الملتقى لأهداف غير التي يتم من أجلها ولتفادي أي سوء فقد تم إلغاؤه”.

وفي تصريح لسويس إنفو، أوضح الأمين التنفيذي للتجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي والأمني جيوفاني جيونتا أن “المسؤولين بالتجمع توصلوا بتهديدات بالقتل، وهو ما دفع الى إلغاء الملتقى الذي كان يهدف بالدرجة الأولى الى إطلاع المختصين في الميدان الأمني وأرباب الشركات على وجهة نظر مختصين في الأجهزة الأمنية”.

موقف المنظمات المحتجة

المنظمات المدنية السويسرية التي احتجت على تنظيم هذا الملتقى ونظمت عدة تظاهرات والمتمثلة في تجمع منظمات المساعدة الطارئة للشعب الفلسطيني، وجمعية سويسرا – فلسطين، وتجمع المنظمات المطالبة بإلغاء الجيش في سويسرا، عبرت في بيان توصلت به سويس إنفو عن “الارتياح لكون رئيس جهاز محاربة الإرهاب الإسرائيلي سوف لن يشارك في ملتقى التجمع الروماندي لشركات صناعة العتاد الحربي والأمني، الممول من قبل السلطات الرسمية في دويلة فو”.

وقد عبرت هذه المنظمات أيضا عن “الارتياح لكون الأطراف المعنية ومنظمات المجتمع المدني مستعدة لتحمل مسؤولياتها”.

وفي استعراضها لمبررات انتقادها للملتقى، أوضحت هذه المنظمات المدنية أنه “كان سيتم في سرية بدعم من إدارة الاقتصاد والسكن والسياحة بدويلة فو، وبعيدا عن علم وأنظار الجمهور. وان الموضوع المقترح وطبيعة المتدخلين فيه لهما بعد سياسي: الجنرال الإسرائيلي داني ارديتي يرأس مكتب محاربة الإرهاب الملحق مباشرة بمكتب الأمن القومي التابع للحكومة الإسرائيلية، والثاني بيتر ريغلي الرئيس السابق لجهاز مخابرات الجيش في سويسرا المورط في فضيحة التعاون العسكري السويسري مع نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا”.

وترى منظمات المجتمع المدني المحتجة أن “تنظيم هذا الملتقى يعني تزكية التصرفات غير الشرعية لدولة إسرائيل، وقد يسمح بعقد صفقات أسلحة جديدة بين الجيش الإسرائيلي والشركات السويسرية او الجيش السويسري”.

واختتمت الجمعيات المدنية المحتجة بيانها بالقول “سنواصل مطالبة المؤسسات السويسرية والشركات السويسرية والمواطنين السويسريين بتجنب أي تعاون مع إسرائيل او جيشها او شركاتها المساهمة او المدعمة للاحتلال، وهذا طالما استمرت إسرائيل في تفادي تطبيق القانون الدولي وفي عدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين”.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية